واجهت الأعمال التجارية الوطنية الناشئة في دولة الإمارات بنجاح، التحديات الطارئة الناتجة عن تداعيات جائحة كورونا وارتفاع أسعار المواد الأساسية، مثل البترول والمواد الأولية المخصصة للإنتاج، التي رفعت المخاطر على المشاريع الصغيرة والمتوسطة الجديدة، لتحافظ على نموها واستمرارية أعمالها والتوسع على نطاقات محلية ودولية.
وحلت الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً في المؤشر العالمي لريادة الأعمال 2022، بحسب التقرير الصادر عن المرصد العالمي لريادة الأعمال Global Entrepreneurship Monitor /GEM/، متقدمة من المرتبة الرابعة عالمياً في تقرير العام الماضي 2021، ومتفوقة بذلك على جميع الاقتصادات العالمية المشاركة في التقرير.
وبلغ إجمالي عدد رواد الأعمال في إمارات عجمان وأم القيوين ورأس الخيمة 2525 خلال العام الماضي، منهم 551 رائد أعمال جديداً في عجمان بمعدل نمو 99%، و30 رائد أعمال جديداً في أم القيوين، بنمو سنوي وصل إلى 11%، بينما انضم 186 عضواً جديداً منذ بداية الجائحة لمؤسسة سعود بن صقر لتنمية مشاريع الشباب برأس الخيمة.
تكثيف المبادرات
وأكد رواد أعمال في عدة مجالات تجارية، أن أعمالهم تشهد نمواً متواصلاً في ظل الدعم الحكومي، والمبادرات الرسمية الداعمة للأعمال التجارية الناشئة، بالرغم من انعكاسات جائحة كورونا، وأزمة غلاء الأسعار في المواد الأساسية والبترول، إذ إن عام 2021 شكل بالنسبه لمعظم رواد الأعمال قفزة تصاعدية مكنتهم من التوسع التجاري.
وأشاروا إلى ضرورة تكثيف المبادارات الحكومية الداعمة لرواد الأعمال والمشاريع الوطنية الناشئة، من خلال توجيه المشتريات الحكومية بالشكل الصحيح لدعم تنافسية أعمالهم مقارنة مع شركات عمالية تعمل في المجالات ذاتها، وتنظيم فعاليات تجارية داعمة للمشاريع المحلية، ومنح المشاريع عرض منتجاتهم في المقرات الحكومية.
أسعار البترول وقال المدير التنفيذي لشركة سناكات كافية لتجارة الأغذية التي تعود إلى المشاريع المنزلية الوطنية محمد الشحي، إن التحدي الوحيد الذي ظهر أمامهم منذ بداية العام الجاري، هو ارتفاع أسعار البترول، التي انعكست على ارتفاع تكاليف العمليات اللوجستية في توصل الطلبات.
وأشار إلى أنه من المبكر اتخاذ إجراءات تعديل في أسعار التوصيل في الوقت الراهن، مضيفاً أن الشركة فضلت تحمل ارتفاع الكلفة في الوقت الراهن، إلا أنها تدرس تأثيرات ارتفاع أسعار البترول في حال طالبت مدتها لعدة أشهر لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
وأكد أن المقومات الداعمة لرواد الأعمال التي توفرها الجهات المعنية في تنمية المشاريع الوطنية، مكنتهم من توسعة أعمالهم، إذ إنه منذ بداية العام الجاري حققوا إنجازات مهمة جداً في مسيرة الشركة، وهي افتتاح المطبخ المركزي التابع للشركة في رأس الخيمة، وهو مخصص لتنفيذ عمليات الإنتاج للأعضاء في الشركة والبالغ عددهم نحو 260 تاجراً إماراتياً في كافة إمارات الدولة.
ولفت إلى أنه تم تأسيس أول فرع دولي للشركة في دولة قطر مطلع العام الجاري، ليضم نحو 70 تاجراً قطرياً من أصحاب المشاريع المنزلية، وهي محطة توسع مهمة جداً في مسيرة الشركة، إذ ستعمل الشركة على صناعة شبكة للتبادل التجاري بين تجار البلدين في مجال صناعة الأغذية.
دعم التنافسية
من جهته، قال مدير عام شركة البرق لتوصيل الطلبات وكراتين للتجارة الإلكترونية، عبدالله المسافري، إن ارتفاع أسعار البترول شكلت تحدياً أساسياً أمام الشركات الاستثمارية في مجال العمليات اللوجستية، إلا أنهم في الشركة يحاولون تحمل جزء من الارتفاع من خلال تخفيض هامش الربح في الوقت الراهن، بهدف الحفاظ على المتعاملين، على أمل تراجع الأسعار في الوقت القريب، إلا أن استمرار الارتفاع لعدة أشهر سيشكل عقبة كبيرة أمام الحركة التجارية والعمليات اللوجستية المحلية والدولية.
ولفت إلى أن أسعار السلع على منصة «كراتين» للتجارة الإلكترونية، شهدت تفاوتاً في ارتفاع الأسعار بسبب الفارق في أسعار الشحن الدولي، وكلفة التصنيع في دول المصدر، مضيفاً أن الأزمة العالمية التي تشهدها سلاسل التوريد ومشاكل التصنيع، انعكست على أسعار السلع، إلا أن القوة الشرائية في دولة الإمارات ما زالت ضمن المستويات الداعمة للحركة التجارية.
وقال إنهم في الشركة بحاجة للمزيد من الدعم الحكومي لتنمية الأعمال، من خلال شراء خدماتها في العمليات اللوجستية، ومنحها الأولوية كشركة وطنية منافسة في تقديم خدمات ذات جودة عالية.
تنظيم الفعاليات
من جهتها، قالت صاحبة «سينجير» لصناعة المعطرات والصابون المتعدد الاستخدامات، رائدة الأعمال أسيل المري، إن 2021 كان عام الانطلاق لمشروعها الجديد المتخصص في صناعة الصابون، الذي جاء بعد أن خسرت مشروعها التجاري في عام الجائحة 2020، إلا أن ارتفاع أسعار المواد الأولية وتكاليف التوصيل أظهرت أمامها تحدياً جديداً في مسيرتها العملية في العام الجاري.
ورأت أنه من المهم جداً في ظل الظروف الحالية التي تحيط بالمشاريع الناشئة، تكثيف تنظيم الفعاليات الداعمة لرواد الأعمال، بهدف عرض منتجاتهم، ومنحم الفرصة في المشاركة بالأسواق المفتوحة، فضلاً عن تخصيص أماكن خاصة لمنتجات رواد الأعمال في الجهات الحكومية التي تشهد إقبالاً كثيفاً من المتعاملين، بهدف تنمية مبيعاتهم.
أم القيوين
وبلغ إجمالي عدد رواد الأعمال في برنامج سعود بن راشد المعلا لرعاية مشاريع الشباب بإمارة أم القيوين، 262 رائد أعمال، بمعدل نمو 11% خلال 2021، لينضم 30 مشروعاً جديداً، مقارنة بـ27 مشروعاً في 2020.
وأوضحت مدير برنامج سعود بن راشد المعلا لرعاية مشاريع الشباب منى بن سويف، في تصريحات خاصة لـ«الرؤية»، أن نشاط المطاعم والوجبات الخفيفة، والتجارة العامة، والمتاجر الإلكترونية، شكلت أبرز الأنشطة التجارية لرواد الأعمال بالإمارة.
عجمان
ووصل إجمالي عدد رواد الأعمال بإمارة عجمان إلى 828 رائد أعمال، ضمن رخص المشاريع المنزلية «ريادة»، ورخصة تعزيز لريادة الأعمال، ورخصة حالاً، إضافة إلى رخصة التاجر الإلكتروني، لتشهد نمواً بمعدل 99% بعدد مشاريع جديدة بلغت 551 في 2021، مقارنة مع 277 مشروعاً في 2020.
وشكل نشاط الوجبات الخفيفة (كافتيريا) 5% من إجمالي مشاريع رواد الأعمال، بينما شغلت المطاعم ما حجمه 4% من إجمالي المشاريع، و3% ذهبت لتنظيف وتلميع السيارات بحسب دائرة التنمية الاقتصادية بعجمان في ردها على استفسارات خاصة بـ«الرؤية».
رأس الخيمة
بدوره، قال رئيس اللجنة العليا لمؤسسة سعود بن صقر لتنمية مشاريع الشباب في رأس الخيمة يوسف محمد إسماعيل، إن المؤسسة استقبلت 186 عضواً جديداً من رواد الأعمال من مواطني الإمارة، منذ بداية جائحة كورونا، ليصل إجمالي عدد المشاريع التي تحتضنها المؤسسة إلى 1435 مشروعاً وطنياً منذ تأسيسها عام 2008.
وأشار إلى أن الأنشطة التجارية تصدرت مشاريع رواد الأعمال برأس الخيمة بمعدل 55%، ثم الأنشطة الخدمية 43%.
تكثيف المبادرات لدعم مبيعات المشاريع الوطنية الناشئة تنظيم فعاليات تجارية داعمة للأعمال الإماراتية الجديدة 551 رائد أعمال جديداً في عجمان العام الماضي.. بنمو 99% عرض المنتجات الوطنية للمشاريع الناشئة في الجهات الحكومية الإمارات الأولى في المؤشر العالمي لريادة الأعمال 2022