الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

سعيد الكتبي: هواية تصميم سيارات السباق قادتني للاستثمار في صناعة الهياكل الخفيفة

* البداية كانت للاستخدام الخاص ثم تحولت لهدف تجاري

* 50% نمو الطلب سنوياً على منتج هياكل السيارات الخفيفة

* الاستثمار في الموهبة والشغف يحقق مشروعاً ناجحاً



احترف تصميم وهيكلة سيارات السباق المتخصصة في منافسات السرعة «Drag Race»، على حلبات عدة في دول الخليج العربي، وهو الأمر الذي تطلب منه صناعة الهياكل المصنوعة من مادة الفايبر جلاس الخفيف.


وقال رائد الأعمال الإماراتي ومؤسسة «إس إس تيربو» سعيد الكتبي، إنه احترف هذه المهنة انطلاقاً من موهبة شخصية منذ نحو 10 سنوات، وذلك بتعديل سياراته الخاصة وتطويرها للمشاركة في المهرجانات الوطنية لسباق السيارات لصعود تلال الرمال، والتي كانت تستقطب منافسين من معظم دول العالم.

وأشار إلى أن هذه الهواية قادته إلى الاحتراف في تصميم هياكل السيارات الخفيفة المصنوعة من مادة الفايبر جلاس، إذ إنه عندما قرر عمل أول هيكل لسيارته الخاصة ضمن خطة التطوير، أتلف عدة نماذج حتى وصل إلى الشكل الأخير الذي يريده، والذي جذب انتباه الجهور عندما دخلت السيارة إلى حلبة السباق في حينها.

المصادفة عندما التفت عدد من المنافسين لشكل الهيكل الذي صنعه الكتبي والذي اتصف بجودته من حيث خفة وزنه ومتانته، ليطلب بعضهم تصميم هياكل لسياراتهم، وأضاف: رفضت من منطلق أن تصميم الهياكل ليست للتجارة، وإنما للحاجة الخاصة فقط.

وبين أن هذه الفكرة أخذت منه عدة سنوات، عمل خلالها عدة هياكل للاستخدام الشخصي فقط، وفي كل مرة كانت تلفت أنظار المنافسين، ليطلبوا عمل هياكل لسيارات السباق التي يملكونها، وبناء على مواصفات خاصة بهم، حتى بدأت الفكرة تتوارد له نظراً لازدياد حجم الطلب في كل موسم، وإصرار البعض ممن تربطه بهم علاقة معرفة وصداقة ومنافسة، على صناعة هيكل لسياراتهم.

وأكد أن تجسيد الفكرة على أرض الواقع يحتاج دائماً إلى خطوة واحدة فقط في مسار التطبيق، وهذا ما حصل فعلاً عندما قبل بتصميم أول هيكل لسيارة سباق مخصصة لمنافسة السرعة في صعود الكثبان الرملية، لتتزايد الطلبات على المنتج بعد ذلك تدريجياً في كل موسم لسباق السيارات في الإمارات، لتشكل دخلاً مالياً إضافياً.

تركيب المحركات

وأوضح أن التصميم لم يتوقف على صناعة هياكل السيارات فقط، وإنما امتد لتركيب المحركات وتصميم وسائل الأمان في سيارات السباق، ولكن هذا لم يدخل في مجال الاستثمار، بقدر ما هو في مجال تصميم هياكل السيارات الخفيفة.

وقال إن السنة الأولى عندما قرر البدء في صناعة هياكل السيارات لغايات تجارية، كان العدد بسيطاً، ولتلبية طلب عدد من المتعاملين الأفراد، حتى توسعت قاعدة المتعاملين، ووصلت للعشرات من ملاك سيارات السباق المتخصصة في عدد من إمارات الدولة.

وأضاف أن جودة المنتج ومتانته ودقة تصميمه، زادت الطلب في كل موسم بنسبة تصل إلى 50%، حتى وصل الطلب لتأمين مجموعة من الهياكل لمحلات متخصصة في تجارة قطع ومستلزمات سيارات السباق عند بداية كل موسم، والتي رفعت من المبيعات بمعدل 30% سنوياً.

توقف العمل بالكامل

وتابع: في فترة جائحة كورونا وتعليق بطولات السباق، توقف العمل بشكل كامل، إلا أن عودة البطولات على ميدان حلبة ياس، ومهرجان ليوا، وغيرها، شكلت تعافياً للأعمال، وعاد الطلب على تصميم الهياكل الخفيفة.

وقال إن موسم الصيف هو للتجهيز والإبداع في صناعة مجموعة من هياكل سيارات السباق خفيفة الوزن وأكثر متانة، فضلاً عن جودتها من حيث الانسيابية والشكل الجمالي الذي يعكس رغبة أصحاب السيارات في قوة المنافسة، وموسم الشتاء هو موسم لبيع المنتجات وتوريدها لمحلات تجارة قطع سيارات السباق المتخصصة.

وأشار إلى أنه لاحترافيته في التعامل مع مادة الفايبر، وتصميم القوالب للمجسمات الصناعية، وضع خطة تطويرية للأعمال خلال الفترة المقبلة، حيث سيعمل على صناعة جملة من المنتجات المنزلية الداخلية والخارجية، حيث إنه اليوم يعمل على وضع التصور لمجموعة من المنتجات الخارجية الخاصة بالحدائق، وهذا من باب تنويع المنتجات وزيادة حجم المبيعات، وتوسعة قاعدة المتعاملين.

بيئة عمل جيدة

وأكد الكتبي أن بيئة الأعمال في الإمارات من التي تتميز بالتنوع الاقتصادي، والقوة الشرائية في كافة المجالات، إذ إن المنتج الذي لا يجد طريقه في دول العالم، يجدها في الإمارات، والعكس من ذلك أيضاً، بصفة دولة الإمارات مقراً إقليمياً لتصنيع وإعادة تصدير معظم المنتجات في كافة المجالات.

ولفت إلى أن ريادة الأعمال الناجحة هي التي تأتي من شغف وموهبة، كونها تستند على الإبداع في العمل، والتطوير المستدام الذي يحقق زيادة في الطلب ونمواً في المبيعات، لذلك عندما يشعر الفرد أن موهبته أو حرفته يمكن أن تتحول إلى استثمار ومصدر دخل، فعليه أن يبادر في ذلك، لأنه بهذه الخطوة سيصقل موهبته ويطورها ويبدع فيها ويخدم نفسه ومسيرة التنمية الوطنية.