السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

30 غيغاواط إنتاج «طاقة» من الكهرباء بحلول 2030

30 غيغاواط إنتاج «طاقة» من الكهرباء بحلول 2030

شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»

تعتزم شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، التي تعد إحدى أكبر شركات المرافق المتكاملة في المنطقة، والمدرجة في سوق أبوظبي للأوراق الماليّة، زيادة قدراتها الإنتاجية في مجال توليد الكهرباء داخل دولة الإمارات بأكثر من 66% لتصل إلى 30 غيغاواط بحلول عام 2030.

وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب للشركة جاسم حسين ثابت، في حوار خاص مع «الرؤية»، إن الشركة أحرزت تقدماً ملحوظاً في مشروعها لإزالة الكربون من العمليات البحرية لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، إذ نعمل بشكل مشترك مع كلٍّ من «أدنوك» والشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو»، وشركة «كيوشو» للطاقة الكهربائية اليابانية، وشركة الكهرباء الفرنسية «إي دي إف»، لإنشاء شبكة كهرباء تحت مياه البحر تربط حقول «أدنوك» البحرية بشبكة كهرباء أبوظبي البرية، ومن شأن هذه الشبكة أن تضمن إمداد عمليات «أدنوك» البحرية بطاقة أكثر كفاءة وصديقة للبيئة.

مصدر


ولفت إلى أن أبرز الإنجازات التي حققتها طاقة في دولة الإمارات عام 2021، إطلاق الشراكة الاستراتيجية مع كلٍّ من «أدنوك» وشركة مبادلة للاستثمار (مبادلة) بهدف تطوير محفظة عالمية رائدة للطاقة النظيفة عبر شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، التي ستصبح بموجب هذه الشراكة إحدى أكبر شركات الطاقة النظيفة في العالم، موضحاً أن «طاقة» سوف تستحوذ على الحصة المسيطرة في أعمال الطاقة المتجددة لـ«مصدر»، بنسبة 43%، فضلاً عن حصة في أعمالها في مجال الهيدروجين الأخضر.


الإمارات للألمنيوم

وأضاف ثابت: تعمل طاقة على توفير الدعم لمبادرة دولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، ويشمل ذلك مساعينا للاستحواذ على محطات توليد الكهرباء التابعة لشركة «الإمارات العالمية للألمنيوم»، بالتعاون مع شركة «دوبال القابضة»، إذ يمكن ربط هذه المحطات عالية الكفاءة، التي تعمل بتقنية التوربينات الغازية ذات الدورة المركبة بشبكة كهرباء أبوظبي، بما يمدّ شركة «الإمارات العالمية للألمنيوم» بالطاقة المتجددة التي تسهم بدورها في إزالة الكربون من عملياتها في إنتاج الألمنيوم.

البنية التحتية

وأشار إلى أن «طاقة» التزمت باستثمار 40 مليار درهم إضافية في البنية التحتية لقاعدة أصولها وشركاتها في قطاع النقل والتوزيع لضمان مواصلتها توفير خدمات المياه والكهرباء لمتعامليها بشكل آمن وموثوق، ضارباً مثالاً شراكتها مع وحدة الأعمال الرقمية في مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات ديجيتال)، التي ستنفذ من خلالها شركتا «أبوظبي للتوزيع» و«العين للتوزيع» التابعتين لـ«طاقة» مشروعاً لإنشاء بنية تحتية متقدّمة للعدادات الرقمية.

إنتاج دولي

أما على الصعيد الدولي، فأوضح الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب أن طاقة تعتزم زيادة قدراتها الإنتاجية بما يقارب 15 غيغاواط إلى إجمالي قدراتها الحالية، وقد بدأت بتحقيق ذلك فعلياً عبر إعلان «طاقة» و«ماروبيني» عن شراكتهما لتطوير المشروع الجديد «تناجيب» للإنتاج المشترك في مجال توليد الكهرباء وتحلية المياه لصالح شركة «أرامكو السعودية».

وتُعدّ «طاقة» إحدى الشركات العشر الكبرى للمرافق المتكاملة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، إذ حققت عام 2021 إيرادات بلغت 45.7 مليار درهم، ودخلاً صافياً قدره 6 مليارات درهم، ووضعت الشركة خططاً طموحة للنمو وتتطلع في المستقبل القريب إلى مواصلة سعيها للوفاء بوعودها واغتنام الفرص المتاحة في مختلف مجالات عملها.

استراتيجية 2030

وبيّن أن استراتيجية طاقة 2030، تتمحور حول 3 أهداف رئيسية، هي تحقيق النمو المستدام والمربح، وتحسين الكفاءة، وتعزيز قدراتها في مجال توليد الكهرباء وتحلية المياه، وتسهم هذه الأهداف في دعم جهودنا لنصبح شركة المرافق منخفضة الكربون الأولى في أبوظبي.

وأضاف: نسعى من خلال استراتيجيتنا الجديدة إلى الحدّ من تأثر أعمالنا بأسعار السلع التي تشهد تقلبات مستمرة، حيث إنه استناداً إلى أدائنا المالي القوي خلال عام 2021، أي بعد مرور أكثر من عام على انتشار جائحة كوفيد-19، أثبتت «طاقة» مرونتها العالية وقدرتها على التكيّف مع ظروف العمل المتغيرة لمواصلة تنفيذ أعمالها بفاعلية قصوى وتحقيق النمو، بالرغم مما ترافق مع الجائحة من تحديات.

الأداء المالي

وأوضح ثابت أن «طاقة» سجلت أداءً مالياً قوياً جداً عام 2021، انعكس نمواً في الدخل الصافي بأكثر من الضعف على أساس سنوي، وكان هذا النمو مدعوماً بالتقدم الذي أحرزناه في قطاع المرافق، الذي يستفيد من الأرباح طويلة الأجل المكتسبة من اتفاقيات شراء الطاقة والمياه، والعوائد التي يمكننا تحقيقها من خلال أصولنا المنظمة في دولة الإمارات، وكان للتحسّن في أسعار السلع الأساسية بعض الفائدة كذلك على أعمالنا.

الاستثمار في الطاقة

وتوقّع ثابت أن يشهد الاستثمار في قطاع الطاقة نمواً ملحوظاً في المستقبل القريب، لسببين أساسيين، هما تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وتحقيق أهداف الحكومات المرتبطة بإزالة الكربون من عمليات الإنتاج، وبالطبع، يلعب قطاع المرافق دوراً محورياً في دفع جهود التحوّل في مجال الطاقة وتمكين الحكومات في هذا المجال.

وذكر أنه بغضّ النظر عن أسعار السلع الأساسية، يبقى أمن الطاقة الهدف الثابت والمشترك لدى مختلف الدول حول العالم، حيث يتعيّن علينا تضافر جهودنا لتوفير الطاقة بكلفة منخفضة وبطرق موثوقة ومستدامة.

معرض المرافق

ولفت إلى أن طاقة تعتزم استضافة الدورة الأولى للمؤتمر والمعرض العالمي للمرافق هذا العام، الذي يجمع مختلف الجهات الرئيسية المعنية بقطاعات المرافق حول العالم في أبوظبي من 9 حتى 11 مايو المقبل، مضيفاً: نتطلع من خلال هذا المؤتمر إلى مناقشة التحديات الملحّة التي يواجهها قطاعنا مع نظرائنا وشركائنا في هذا المجال، فضلاً عن البحث في سُبُل التعاون المشترك لإزالة الكربون من عمليات إنتاج الطاقة وتحقيق أهداف الحياد المناخي.

التكنولوجيا والأداء

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة طاقة إننا نملك مرونة عالية في ما يتعلق بتطويع أحدث الوسائل التكنولوجية لتعزيز أدائنا، إذ نبادر إلى اختيار أو الاطلاع على التقنيات الحديثة التي تدعم تنفيذ استراتيجيتنا وتسهم في تطوير أعمالنا، إذ إننا نملك محطة من أكبر المحطات في العالم لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ضمن موقع واحد، كما يجري العمل حالياً على محطة أخرى أكبر حجماً، لافتاً إلى أن «طاقة» تعد أيضاً شركة رائدة عالمياً في مجال تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي، بعد إنتاج أول كمية مياه في محطة «الطويلة» لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي، التي ستصبح عند إنجازها أكبر محطة من نوعها في العالم.

وبيّن ثابت الحرص على الاستفادة من مثل هذه الخبرات لتحسين الكفاءة في العمليات والحدّ من الانبعاثات الكربونية المرتبطة بأنشطتنا، مشيراً إلى السعي لتحقيق ذلك بطرقٍ شتى، منها: زيادة قدرتنا على إنتاج المياه بمقدار 1000 غالون يومياً، في ظلّ توفير ثلثي هذه الكمية عبر استخدام تقنيات التناضح العكسي لتحلية المياه بحلول عام 2030، إذ إن تقنية التناضح العكسي تستهلك جزءاً لا يُذكر من الطاقة التي تحتاج إليها الطرق التقليدية لتحلية المياه، وتمكننا من فصل أعمال توليد الكهرباء عن أعمال تحلية المياه لتعزيز الكفاءة التشغيلية والحدّ من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.

7000 موظف

وقال ثابت: تضمّ مجموعة «طاقة» أكثر من 7000 موظفٍ يعملون في 11 دولة ضمن 4 قارات حول العالم، وستواصل «طاقة» مسيرتها الطموحة لتصبح أكبر شركة مرافق منخفضة الكربون في أبوظبي، مضيفاً أنه في المستقبل القريب، سنحرص على تنفيذ مشاريعنا المقرّرة التي تشمل محطة الطويلة لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي ومحطة الظفرة للطاقة الشمسية، ونسعى كذلك إلى المضي قدماً باستراتيجية الاستدامة عبر إصدار تقريرنا الأول حول الاستدامة في يناير الماضي، بما فيه التزامنا بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وخلال هذا العام، سنبادر إلى وضع أهداف مؤقتة لعام 2030 في إطار مساعينا الهادفة إلى تطبيق مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية في مختلف قطاعات عملنا.

مستقبل الهيدروجين الأخضر

وأفاد ثابت بأن طاقة تؤمن بوجود إمكانات كبرى للنمو ضمن قطاع الهيدروجين الأخضر الناشئ في دولة الإمارات وخارجها، وبناءً على ذلك، تسعى «طاقة» لتصبح إحدى الجهات الرئيسية في القطاع، نظراً لما يحتاج إليه من خبرات متخصّصة في مجالين رئيسيين، هما توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتحلية المياه بكلفة منخفضة، ولهذه الغاية بالتحديد، بادرنا إلى توقيع مذكرتي تفاهم مع شركة «حديد الإمارات» ومجموعة «موانئ أبوظبي» لاستخدام الهيدروجين الأخضر في صناعة الحديد الأخضر وإنتاج الوقود بأساليب مُعتمدة وصديقة للبيئة، بما يمكن من تصديرهما إلى مختلف أنحاء العالم وإزالة الكربون من عمليات إنتاجهما، كما نتوقع أيضاً أن نحرز تقدماً إضافياً في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر من خلال تعاوننا الناجح مع «مصدر»، بالشراكة مع «أدنوك» و«مبادلة».