الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عيسى القرق... رحلة الستين عاماً من الصيرفة إلى تأسيس أكبر الشركات العائلية بالإمارات

عيسى القرق... رحلة الستين عاماً من الصيرفة إلى تأسيس أكبر الشركات العائلية بالإمارات

عيسى القرق

رحلة تجاوزت الستين عاماً قضاها عيسى صالح القرق في مسيرته المهنية الممتدة منذ خمسينيات القرن الماضي، 6 عقود من العمل الدائم جمع فيها بين خبراته الوظيفية وبدايته بالعمل بين قطاعَي البريد والقطاع المصرفي والسلك الدبلوماسي مع طموحه في العمل الخاص حتى باتت مجموعته الاستثمارية من أكبر الشركات العائلية في الإمارات بقوام يضم 27 شركة وكمّاً كبيراً من الشراكات مع حزمة من العلامات التجارية الكبيرة حول العالم.

بدأ مسيرته المهنية في «مكتب بريد بدبي»، ثم انضم إلى «مكتب بريد البحرين» فيما انتقل بعد ذلك للعمل بإحدى الوظائف في «البنك البريطاني للشرق الأوسط» ليصنف مع بدايات العقد الحالي كأقدم المصرفيين بالدولة.

فيما كانت انطلاقة أعماله الخاصة في عام 1960 حيث بدأ تأسيس شركته التي تحمل اسمه ليشغل رئيس مجلس إداراتها على صعيد العقود الست، وحتى وفاته نهاية مارس 2022 حيث استهل أعماله كشريك تجاري حصري للعلامات التجارية الاستهلاكية المعروفة مثل Grundig وSiemens ليحافظ على هذا النهج الفعال في الشراكات الاستثمارية حتى أصبحت المجموعة حالياً شريكاً إقليمياً لأكثر من 370 علامة تجارية ومديراً عالمياً في جميع أنحاء العالم.

في الوقت ذاته بحث عن تنويع محفظة أعماله بالدخول إلى عدد من القطاعات الرئيسية مثل البيع بالتجزئة والبناء والتشييد والصناعة والعقارات فترأس من خلالها عدداً من الشركات التي تم تأسيسها مثل «شركة القرق فوسورك»، و«الشركة العربية للمتفجرات» و«مجموعة القرق ينونيلفر».

في الوقت الذي سعى بقوة لإتمام عمليات الاستحواذ الانتقائية والنمو العضوي لتسلك المجموعة طريقاً ناجحاً لزيادة النمو والتوسع المستمر في أسواق جديدة ضمن شراكات مثمرة مع مؤسسات كبري مثل «سيمنز» والتي نال عضوية مجلس إدارتها استناداً للشراكة الفعالة فيما عزز حضوره في المقابل في القطاع المصرفي من خلال منصبه كنائب لرئيس مجلس إدارة «بنك الفجيرة الوطني»، وعضو في مجلس إدارة كل من «بنك الإمارات الدولي»، و«بنك الإمارات دبي الوطني»، و«بنك إنفستكورب» في البحرين.

وتجسد نجاحه في المزج بين العمل الوظيفي والخاص في معاودة التحاقه بالعمل الدبلوماسي، ففي حين شغل في بداياته الأولى تحديداً عام 1995 وظيفة المترجم الرسمي للشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم شغل منصب سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة المتحدة، وسفيراً غير مقيم في جمهورية أيرلاندا بين 1991 و2009،فيما تبوأ وظائف حكومية أخرى ضمن مسيرته الوظيفية، منها: مدير لمكتب التطوير في «ديوان حاكم دبي»، وعضو في «المجلس البلدي لدبي».

وتعددت اهتماماته في مجال العمل العام حيث شغل عضوية مجلس أمناء «مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية» في المملكة المتحدة فيما نال ضمن مسيرته الطويلة عدة تكريمات منها وسام فارس الإمبراطورية البريطانية عام 1991، وجائزة «رجل الأعمال الخليجي» لعام 1991.

أما في عام 2010 فكانت الخطوة الأبرز على صعيد العمل الاجتماعي حيث بدأ تنفيذ الفكرة التي واتته وبالتشاور مع أفراد عائلته لإنشاء المؤسسة الخيرية التي حملت اسمه وبعد الاجتماع والتشاور مع أفراد الأسرة ليبدؤوا على الفور في إجراءات التأسيس القانونية ومخاطبة الجهات الرسمية المسؤولة في الدولة حتى صدور المرسوم رقم 21 لسنة 2010 بإنشاء مؤسسة عيسى صالح القرق الخيرية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وقامت المجموعة برأس مال ذاتي بالكامل إلى جانب وقف مجموعة من العقارات لأغراض المشاريع الخيرية التي تتبناها المؤسسة فيما باتت أحد نوافذ الخير في الدولة من حيث تبني المشروعات الخيرية والإنسانية والثقافية والأنشطة ذات النفع العام وتقديم كافة أوجه الرعاية المادية والمعنوية لمستحقيها وذلك بالاعتماد الكامل دون قبول تبرعات على التمويل ضمن النظام المالي داخل المجموعة التجارية.