الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

أحمد بن سعيد: «إكسبو 2020 دبي» أثبت إمكانية تغيير العالم للأفضل

أحمد بن سعيد: «إكسبو 2020 دبي» أثبت إمكانية تغيير العالم للأفضل

أحمد بن سعيد

أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي رئيس اللجنة العليا لإكسبو 2020 دبي أن إكسبو أثبت للعالم أجمع أننا عبر الجهود المشتركة والتعاون يمكننا تغيير العالم ليصبح مكاناً أفضل للجميع وذلك عبر تسليط الأضواء على قضية دعم المرأة والمساواة بين الجنسين، فضلاً عن التركيز على المواضيع المتعلقة بالشباب واليافعين والأطفال وأهمية منح الجميع فرصاً متساوية في الحصول على التعليم والتدريب لتمكينهم من النمو والازدهار وتحقيق الطموحات والأحلام وبناء الأوطان.

وقال سموه في حوار مع صحيفة البيان: «لقد قربنا العالم من بعضه البعض ومنحناه نموذجاً عما يمكن أن ينتج عن التسامح والتعايش السلمي وتحقيق التوازن في كافة مناحي الحياة، وأعتقد أن هذا الأمر سينعكس على إعادة العالم التفكير في أهمية هذه القيم وفي دفع الحراك نحو نشرها والعمل بها لتحقيق التقدم والازدهار والنمو الذي سينتج عنه خير البشرية وصلاحها وازدهارها».

وأضاف سموه: «سيكون الأثر الاقتصادي لإكسبو 2020 كبيراً وممتداً ومستداماً يمتد عبر المنطقة وخارجها من التزامنا بدمج أصغر الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة في سلسلة التوريد الخاصة بنا إلى التأثير الأوسع على صناعات البناء والسفر والضيافة لقد كان إكسبو محركاً مهماً لترابط الأعمال والنمو المتنوع، في وقت كان الجميع في حاجة إليه».

وأضاف سموه: «لقد جمع إكسبو 2020 الإمارات والعالم معاً، واقعياً وافتراضياً وعاطفياً، وسوف يبقى تأثير وإرث الروابط التي تم بناؤها والأفكار التي تم طرحها والمشاريع والمبادرات التي تم إطلاقها والتجارب التي تمت مشاركتها، لتستمتع بها الأجيال القادمة».

وتابع سموه قائلاً: «لا يجب هنا أن ننسى الإرث المادي الذي تركه إكسبو 2020 دبي، بوصفه استثماراً طويل الأجل في المستقبل، حيث يمثل الموقع في حد ذاته مدينةً عالمية المستوى ستبقى حاضرة هنا لتشهد على واحد من أعظم الأحداث التي تم تنظيمها حتى وقتنا الحاضر، وسيبقى الموقع في قلب ممر النمو في دبي، ليقف شاهداً على حكمة ورؤية قيادتنا الرشيدة لدبي ومدى اتساعها وتنوعها، فبعد إسدال الستار على إكسبو، سيتم تحويل الموقع إلى دستركت 2020، مخطط المدن الذكية في المستقبل، للحفاظ على الروح الابتكارية والتعاونية التي جلبها إكسبو 2020 دبي إلى الأبد».

وقال سموه إنه منذ اللحظات الأولى لنشوء فكرة استضافة الحدث الدولي إكسبو 2020 دبي وقفت دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله»، خلف إنجاح هذه الفكرة وتحويلها إلى واقع ملموس، وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» ودعم غير محدود من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة منذ بداية التخطيط ومن ثم اتخاذ القرار بتقديم ملف الترشح لاستضافة أول نسخة دولية من إكسبو تنعقد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، مروراً باحتفالنا بالفوز ورحلة البناء والتخطيط ووصولاً إلى تنظيم إكسبو 2020 دبي، في ظل الظروف الاستثنائية التي مر بها العالم كنتيجة لانتشار جائحة كوفيد-19.

القيادة هي الداعم الأول

وأشار سموه إلى أن الدولة بكل قياداتها كانت الداعم الأول للحدث الدولي في كل خطوة من خطواته، ولا نغفل هنا الدعم الكبير الذي أولاه أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وأولياء عهودهم الكرام عبر دعمهم قبل وأثناء انعقاد الحدث، وكل ما قدموه والسياسات الهادفة التي ساعدتنا في فتح أبوابنا أمام العالم أجمع، في وقت أغلقت فيه معظم دول العالم أبوابها في وجه الجميع، ولا أنسى هنا ذكر عشرات الآلاف من الموظفين والعاملين والمتطوعين الذين استطعنا بفضل جهودهم المشكورة تأمين رحلة آمنة وسلسلة وممتعة وهادفة لزوارنا من الصغار والكبار الذين يعود لهم أيضاً جزء كبير من الفضل في إنجاح فعاليات الحدث، من خلال زياراتهم المتكررة والدعم والمحبة التي أبدوها جميعاً لإكسبو 2020 دبي.

وأضاف سموه أنه على الرغم من التحديات غير المسبوقة التي شكلتها الظروف المرتبطة بانتشار الجائحة عالمياً، إلا أنها في الوقت ذاته أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، القدرات الفائقة وتكامل السياسات والأهداف والانسجام التام الذي تتمتع به الجهات الحكومية في دولة الإمارات على المستويَين الاتحادي والمحلي، والتي تم ترسيخها بفضل الرؤى الحكيمة لقيادتنا الرشيدة، والإمكانات الفائقة التي تم تسخيرها بشكل فاق كل التوقعات، والتي مكنتنا ليس من التصدي لتبعات الجائحة وتجاوزها فحسب، بل أيضاً من إثبات تفوق الدولة والمكانة العالمية الرائدة التي باتت تحتلها، عبر تنظيم واحدة من أفضل نسخ إكسبو الدولي، إن لم يكن أفضلها على الإطلاق، على مستوى التنظيم والموقع وعدد الدول المشاركة وأجنحتها، فضلاً عن استضافة ملايين الزوار بأمان ووفق معايير أمان رفيعة المستوى وتدابير احترازية صارمة، مكنتنا من منحهم الفرصة للاطلاع على العالم أجمع في موقع واحد، وهذا كله لم يكن ليحدث لولا الدعم الكامل الذي قدمه وطننا بكل جهاته وفئاته ومواطنيه والمقيمين على أرضه، ووقوفنا جميعاً صفاً واحداً خلف إنجاز وإنجاح إكسبو 2020 دبي، وإبهار العالم بكل ما وفرته تلك الجهات الحكومية من دعم لوجستي وإمكانيات تنظيمية هائلة، ليصبح المفتاح الرئيسي لنجاح إكسبو 2020 دبي، هو العمل يداً بيد لتجاوز كل تلك التحديات وتنظيم نسخة فريدة من نوعها من إكسبو الدولي ستبقى خالدةً إلى الأبد في ذاكرة العالم أجمع.

زخم هائل

وقال سموه إن إكسبو 2020 دبي الذي يحمل شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل» ولولا الدعم الكبير الذي أبدته كافة الجهات المشاركة وأجنحة المشاركين الدوليين طوال فترة انعقاد الحدث الدولي، لم نكن لنتمكن من تحقيق هذا الشعار، ولم نكن لنتمكن من تقديم عشرات الآلاف من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والفنية والترفيهية، ولم نكن لنتمكن من تقديم المتعة والفائدة والترفيه لزوارنا من كافة الأعمار والفئات والخلفيات الثقافية والدينية والعرقية، لقد مكنتنا الأجنحة الدولية والمشاركات الدولية، والزيارات الرسمية التي قام بها قادة دول ورؤساء وزارات ووزراء ودبلوماسيون، ومسؤولون حكوميون ونخبة من قادة التغيير وأصحاب الفكر والرؤى، الذين شاركوا في قائمة لا حصر لها من الأحداث والفعاليات الرسمية وغير الرسمية، من تقديم تجربة زائر غير مسبوقة لزوارنا ولضيوفنا المحليين والإقليميين والدوليين، الذين وجد كلٌ منهم غايته ومطلبه من زيارة الحدث الدولي.

وأضاف سموه أنه كان لمجموعة البرامج الخاصة بإكسبو مثل برنامج «إكسبو لايف» وبرنامج «الإنسان وكوكب الأرض»، زخم هائل أضاف الكثير من الأهمية لفعاليات إكسبو، سواء من خلال استعراض البرامج والمشاريع والمبادرات التي تبناها «إكسبو لايف» لدعم المجتمعات النامية والفئات الأقل حظاً، ومروراً بأسابيع الموضوعات التي تم تنظيمها في إطار برنامج «الإنسان وكوكب الأرض»، الذي طرح مجموعة من القضايا الأكثر إلحاحاً والتي يواجهها العالم اليوم على طاولة الحوار، لتسليط الضوء عليها وللخروج بمقترحات وحلول وتوصيات ستسهم، بالإضافة لتضافر الجهود الدولية، في جعل مستقبلنا جميعاً أكثر إشراقاً وتفاؤلاً.

إكسبو أبهر العالم

وحول الدور الوطني الذي لعبته الجهات الحكومية والخاصة في تقديم الدعم لإكسبو 2020 دبي.. قال سموه:«لقد وقف أبناء الوطن خلف نجاح إكسبو 2020 دبي وقفة رجل واحد، بدءاً من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، ومروراً بشركات القطاع الخاص والشركات الوطنية وليس انتهاء بأفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين، الذين لعب كل منهم دوراً لا يقل أهمية عن الأدوار المحورية الأخرى التي ساهمت في نجاحنا في تقديم نسخة دولية رائعة من إكسبو أبهرت العالم وأثارت دهشته. لقد بذل جميع هؤلاء الكثير من الجهد والوقت والأموال لتحقيق الرؤية التي وضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي _رعاه الله_ في تقديم نسخة استثنائية من إكسبو، ترسخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى العالم وتعزز من موقعها الاستراتيجي على خارطته السياحية، وتؤسس لمستقبل تعتمد فيه دولتنا على مصادر دخل متنوعة أبرزها تلك الناتجة عن القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والعلمية والطبية وغيرها».

وحول الأثر الأهم الذي سيتركه إكسبو 2020 دبي على المستويين المحلي والعالمي بعد اختتام فعالياته.. قال سموه إن إكسبو 2020 دبي سيترك أثراً عظيماً على كافة المستويات، يتمثّلُ أولاً في السمعة العالمية المدهشة التي اكتسبتها دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد تنظيمها هذه النسخة المبهرة من إكسبو 2020 دبي، وهو أمر لا يقدر بثمن ويحتاج عشرات السنين من العمل الجاد والمستمر للوصول إليه، ومن ثم هناك الكم الهائل من الخبرات المكتسبة سواء على مستوى الجهات الوطنية المشاركة أو على مستوى الدول المشاركة في الحدث، حيث حقق شعارنا «تواصل العقول وصنع المستقبل» الأهداف المرجوة منه، في رسم صورة مشرقة عن الدولة وعن كافة الدول المشاركة، وأتاح للجميع الاطلاع على أهم الفرص الاستثمارية والتجارية والسياحية التي تقدمها 192 دولة، وسلّط الضوء على أعمال وإنجازات منظمات وهيئات حكومية شارك بعضها للمرة الأولى في تاريخه في مثل هذه المنصة، كما سمح إكسبو 2020 دبي بتسليط المزيد من الأضواء على أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وعلى الجهود التي تبذلها دول كثيرة في سبيل تحقيق تلك الأهداف لتمكين شعوبها وتحقيق الازدهار والرفاهية لأبنائها مع المحافظة على استدامة المصادر وسلامة البيئة.

وحول أهم عوامل التميز في إكسبو 2020 دبي التي لمسها المشاركون الدوليون مقارنة مع معارض إكسبو السابقة.. قال سموه إنه يوجد العديد من عوامل التميز التي أشاد بها المشاركون في هذه النسخة من إكسبو الدولي، منها على سبيل المثال لا الحصر العدد الكبير من المشاركات الدولية التي تشرفنا باستقبالها في إكسبو 2020 دبي، والتي بلغ عددها 192 دولة مشاركة، حظي كل منها، بدون استثناء، بجناح مستقل مكنها من إبراز حضارتها وثقافتها وهويتها وتراثها ومميزاتها الاقتصادية والاستثمارية وابتكاراتها في المجالات الصناعية والمعرفية أمام الجميع، فضلاً عن تمكينها من التباهي برموزها الوطنية والثقافية والفنية، وهي المرة الأولى التي تنعم فيها جميع الدول المشاركة على اختلاف أحجامها وقدراتها بفرصة الحصول على أجنحتها المستقلة، كما ساهمت القائمة الطويلة من الفعاليات والمؤتمرات والمنتديات والجلسات النقاشية في تقريب وجهات النظر بين الدول المشاركة، وفي استفادة الجميع من الخبرات والحلول التي تمت مشاركتها بانفتاح منقطع النظير، وهذا العمل التعاوني المشترك الذي انعكس على كافة مناحي تنظيم إكسبو 2020 دبي، انعكس بدوره بشكل إيجابي على الدول المشاركة وممثليها، حيث أدرك الجميع أننا أقوى معاً، وأن اختلافنا يعبر عن تكاملنا لا عن تنافرنا، وأتوقع أن يؤدي هذا للعديد من التغييرات على كافة الأصعدة والمستويات محلياً وعالمياً.

أصداء عالمية

وحول الأصداء العالمية الواسعة التي أحدثها إكسبو 2020 دبي خلال شهوره الستة.. قال سموه إن إكسبو 2020 دبي سلط الضوء عالمياً على وطننا الشاب والطموح، وساهم في إبراز صورته ومكانته على المستوى العالمي، ومثّل احتفاءً مذهلاً وتتويجاً لإنجازاتنا التي تحققت على مدى الـ50 عاماً الماضية، واستعرض رؤيتنا للمستقبل خلال الـ50 عاماً المقبلة، وقد حدث كل ذلك بالتزامن مع احتفالنا باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شكل الحدث الدولي، فرصة استثنائية لبدء 50 عاماً أخرى من التقدم والازدهار وأكد على أهمية وضع دولة الإمارات على الساحة العالمية، كما رسخ مكانتها على خارطة السياحة العالمية، وأعاد الزخم والحراك والنشاط الاقتصادي في مختلف القطاعات، ليس على الصعيدين الوطني والإقليمي فحسب، بل أيضاً على كافة الأصعدة الدولية، كما سلط الحدث الدولي الضوء على المواهب التي نتمتع بها في العالم العربي، وعلى جيل كامل من الشباب الطموحين والمستعدين لإحداث تغيير إيجابي وبنّاء في عالمنا المعاصر، وعلى الطاقات الكامنة في الدول المشاركة التي تمكنا من إبرازها، وخصوصاً تلك الأصغر حجماً، التي حصلت على فرصة غير مسبوقة لعرض إمكانياتها ومبادراتها وفرصها الاستثمارية أمام العالم أجمع، فضلاً عن إبراز طاقات شبابها وإمكاناتهم التي يمكن أن تثري العديد من القطاعات عالمياً.