الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

5 أشياء يمكن أن تستفيد منها صناعة البناء من قطاع التصنيع

5 أشياء يمكن أن تستفيد منها صناعة البناء من قطاع التصنيع

(الصورة من المصدر).

حدد ، رئيس قطاع الانشاء وقطاع التصنيع في أوتوديسك، ناجي عطاالله، 5 أشياء يمكن لقطاع البناء أن يتعلمها من الصناعة لا تعتبر فيها الرقمنة والتكنولوجيا ابتكاراً بل هي الأساس.

وقال إن قطاع البناء اشتهر بأنه صناعة محافظة تتباطأ في تبني التقنيات الجديدة، ووفقاً لدراسات ماكينزي، فإن قطاع الزراعة فقط هو الذي يوظف الرقمنة بشكل أقل من البناء بين القطاعات التي شملتها الدراسات. وعليه، وفيما يتعلق بالكفاءة والإنتاجية والاستدامة، فإن صناعة البناء تأتي متأخرة عن العديد من القطاعات الأخرى.

وأضاف، يعد استكشاف التقنيات التي تم اعتمادها بنجاح في الصناعات الأخرى إحدى الطرق لتأسيس وتبني أفضل الممارسات الجديدة في صناعة البناء، وعبر تغيير الطرق التقليدية، يمكن للصناعة أن ترتقي إلى مستوى التحدي المتمثل في توفير 13 ألف مبنى مطلوب يومياً، حتى عام 2050 لإيواء سكان العالم في ذلك الوقت حيث سيكون مجموع سكان العالم حوالي 10 مليارات نسمة، ويعيش 7 مليارات منهم في المدن. من هنا، يقع على عاتق الحكومات والشركات والمجتمع ككل التعاون لمواجهة التحديات المتعلقة بتوفير السكن والغذاء والمياه والتعليم والنقل الملائم لعدد كبير من الناس. وبالمقارنة مع الإنتاجية المسطحة في البناء على مدى العقود العديدة الماضية، يمكن اعتبار قطاع التصنيع بمثابة منارة من شأنها مضاعفة كفاءتها تقريباً.

وقال ناجي عطاالله، إن الأشياء الخمسة التي يمكن لقطاع البناء أن يتعلمها من الصناعة تتمثل في:

1. الحد من النفايات ـ تخلّف صناعة البناء نحو ثلث النفايات الصلبة في العالم، ويرجع أغلب ذلك إلى عدم الكفاءة في سير العمل وثغرات الاتصال والأنظمة والعمليات القديمة. ومن الممكن أن يسهم تنفيذ عملية تصميم أفضل مثل نمذجة معلومات البناء (BIM) وربطها، عند الاقتضاء، بتقنيات التصنيع المضافة، في تقليل هذا النوع من النفايات بشكل كبير بسبب إدارة المواد بشكل أفضل وتقليل إعادة العمل في الموقع.

2. السرعة ـ عندما يستغرق استكمال المباني من شهور إلى سنوات، فإن تقنيات التصنيع الجديدة تجعل ذلك ممكناً في غضون أسابيع أو حتى أيام. في العام 2015، قادت الصين الطريق من خلال استكمال برج مكون من 57 طابقاً في 19 يوماً فقط. من خلال استخدام التصميم المعياري والتصنيع المسبق، تمكن العمال من بناء 3 طوابق في اليوم..

3. السلامة والجودة ـ من خلال نقل «تصنيع» مبنى خارج الموقع إلى بيئة مصنع خاضعة للرقابة، ستحقق الصناعة مكاسب في مجالي السلامة والجودة. يعني ذلك أن الألواح والمساحات للمباني ذات التصاميم المتكررة مثل الفنادق والمكاتب سيتم تصنيعها مسبقاً في المصنع قبل شحنها إلى موقع البناء ليتم «دمجها» في هيكل المبنى. ووفقاً لدراسة أجريت عام 2016، شكلت الإصابات الخطيرة أو الوفاة بين عمال البناء ما يقرب من نصف جميع الإصابات المتعلقة بالعمال في الكويت. فالاعتماد على الأتمتة بشكل أكبر وتقليل أعمال البناء في الموقع من شأنهما أن يقللا الحوادث المتعلقة بالسلامة. بالإضافة إلى ذلك، ستساعد فحوصات الجودة في المصنع على اكتشاف المشكلات بشكل مبكر. كلما تم اكتشاف مشكلة لاحقاً، زادت كلفة إصلاحها. فمثلاً، إذا تم اكتشاف مشكلة في مرحلة التصميم لمبنى تكلف دولاراً واحداً لإصلاحها، فإن اكتشاف نفس المشكلة في مرحلة البناء ستكلف 20 دولاراً، إما إذا وصل المبنى إلى مرحلته التشغيلية قبل اكتشاف المشكلة، فمن المتوقع أن تكلف 60 دولاراً.

4. تعقيد التصاميم ـ كان المهندسون المعماريون في بعض الأحيان لا يظهرون إبداعهم في الاختيار بسبب قيود تكنولوجيا البناء التقليدية. ويمكن للتصنيع الإضافي أن يغير ذلك بشكل جذري من خلال فتح المجال أمام أشكال أكثر تعقيداً كانت صعبة التصنيع. ويعد متحف المستقبل في دبي مثالاً بارزاً على مبنى أسهمت تقنيات التصنيع الجديدة إلى خروجه بشكل معقد ومميز. سيسمح التصنيع الإضافي في نهاية المطاف للمصممين باستخدام التصميم التوليدي الذي ينتج عنه أشكال معقدة. تماماً كما هو الحال في المنتجات الآن، سيؤدي ذلك إلى تحسين أداء المباني بشكل أفضل مع استخدام مواد أقل للبناء.

5. مواد جديدة ـ عبر التاريخ البشري، ساعد تطوير المواد على توسيع حدود السعي والإنجاز البشري. على سبيل المثال، حققت الصناعات الفضائية والطبية قفزات كبيرة باستخدام مواد أحدث وأفضل أداء خلال العقود القليلة الماضية. لم تستفد صناعة البناء بعد من الانقطاعات الكاملة في المواد ويستخدم بشكل أساسي مواد مشابهة لما تم استخدامه منذ قرون. في المستقبل، ستسمح لنا التقنيات المضافة باستخدام المواد الذكية؛ توظيف الجدار كبطارية لتخزين الطاقة من سقف مزود بخلايا شمسية. المواد الجديدة التي يمكن استخدامها في تقنية مضافة ستغير أيضاً طريقة البناء في المناطق النائية؛ سيكون التطبيق الإقليمي عبارة عن طابعة ثلاثية الأبعاد قادرة على استخدام الرمال من الصحراء ما يقلل بشكل كبير من الخدمات اللوجستية ويزيل مخاطر المشاريع الإنشائية. إذا أردنا استكشاف كواكب أخرى في المستقبل، يعتقد العلماء أن قواعدنا الأولى على هذا الكوكب ستحتاج إلى البناء، ربما على نحو إضافي، من المواد المحلية.