الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إلى متى سيدوم انهيار الخام الأمريكي؟

إلى متى سيدوم انهيار الخام الأمريكي؟

تخفيض الإنتاج سيساعد في الحد من تكرار هذا الانهيار الكبير

لا تزال آثار انتشار وباء كورونا المستجد التي ضربت العالم بالعمق تظهر يومًا بعد يوم، وتسبب الهلع لمختلف مناحي الحياة، فبعد أن ضربت الجائحة الأنظمة الصحية العالمية، يبدو أن النظام الاقتصادي لن يسلم من تأثير تفشي «كوفيد-19»، وستتأثر بشدّة على أثر الإغلاق العام المفروض في دول العالم وتوقف أنشطة التنقل والحياة.

فيروس كورونا كان وراء انخفاض الطلب على النفط بسرعة لافتة، بسبب تقليل النشاط الصناعي وتوقف حركة الطيران في غالبية دول العالم إلى أجل غير معلن، ما أدى إلى زيادة كميات التخزين نتيجة قلة الطلب على الخام الأمريكي في الأسابيع الماضية، واستمرار عملية الإنتاج الذي فاق قدرة الشركات على التخزين في الوقت الذي يواجه العالم شحاً في الطلب الذي انخفض إلى ما يقارب 25 مليون برميل.

المنتجون على أثر تزايد كميات التخزين بمعدلات عالية وامتلاء المنشآت، أصبحوا يدفعون للمشترين ليأخذوا النفط منهم، فانهارت العقود الآجلة للخام الأمريكي ووصلت إلى أقل من سالب 37 دولاراً، وهو الانهيار الأكثر سوءاً في تاريخ الإنتاج النفطي.

المطمئن قليلاً لشركات الإنتاج أن الانهيار لأقل من السالب ينحصر فقط في عقود شهر مايو، لأن الأسعار بحسب مراقبين ستعود لتتجاوز العشرين دولاراً في العقود الآجلة لشهر يونيو.

نسبة العشرين دولاراً هي أيضًا انهيار، لكن تبقى في معدلات تسمح للشركات بالبيع، ولا تضطرها على الدفع للتخلص من مخزونها.

هذا الانهيار أدى إلى انخفاض مؤشر داو جونز، والذهب وأنواع أخرى من النفط الخام في العالم بعد أقل من 24 ساعة من إعلان هذا الانهيار.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تعليقه على هذا الانهيار التاريخي، قال إن الإدارة الأمريكية ستحاول الاستفادة من هبوط الأسعار لملء المخزون الاحتياطي، وأنها تدرس تحويل 75 مليون برميل للمخزون النفطي الأمريكي الاستراتيجي.

الكاتب العراقي المختص بشؤون الطاقة، وليد خدوري، قال إن الانخفاض سيؤثر على السوق العالمية، ولكن هذا التأثير لن يدوم لفترة طويلة؛ فالطبيعي أن يعود الاستقرار إلى الإنتاج والبيع تدريجياً بمجرد تخفيف القيود على الحركة والتنقل والصناعة في العالم.

في حين أكد خبراء ومحللون أن تخفيض الإنتاج سيساعد في الحد من تكرار هذا الانهيار الكبير، وسيعمل على إعادة التوازن إلى السوق حتى وإن كان الطلب لا يزال متأثراً.



ومن المتوقع أن يعود الاستقرار إلى السوق بعد أن يتم العمل باتفاقية «أوبك بلس» المتعلقة بخفض الإنتاج بشكل غير مسبوق، والتي عمل عليها ترامب بموافقة روسيا والسعودية.

فاتفاقية تخفيض الإنتاج تدخل حيز التنفيذ بحلول مايو، ستساهم في إعادة الاستقرار في ظل انخفاض الطلب الناتج عن تفشي أزمة فيروس كورونا المستجد.