الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كيف تخرج الشركات من أزمة «كورونا» بأقل الخسائر؟

كيف تخرج الشركات من أزمة «كورونا» بأقل الخسائر؟

أرشيفية

أفرزت أزمة جائحة كورونا المستجد تداعيات كبيرة على الشركات مما يتطلب حلولاً غير تقليدية لمواجهة الخسائر التي تفوق حدتها ما سجلتها أثناء الأزمة المالية العالمية في 2008.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «نيتيكس غلوبال»، سانجيف بهاتيا، إن هناك 5 محاور استراتيجية ينبغي للشركات التركيز عليها لمواجهة تداعيات فيروس كورونا والخروج منها بأقل الخسائر.

وأضاف بهاتيا في مذكرة بحثية، أن النسبة الأمثل بين التكلفة والمكاسب تعتبر هذه الأولوية عنصراً منطقياً، لكن ينبغي على الشركات دراسة المكاسب والمزايا التي قد تخسرها وجدوى ذلك قبل اللجوء إلى تخفيض الإنفاق، ويجب الاستغناء عن الجوانب الثانوية، وتجنّب المساس بالعناصر الرئيسية.

وأشار إلى أن المحور الثاني يتضمن الهياكل المؤسسية التي تعزز النتائج إذ ينبغي إجراء التغييرات الهيكلية المهمة عند الضرورة وعدم إهمالها، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الاستعانة بالابتكارات المناسبة قد تغني الشركة عن ضرورة القيام بهذه التغييرات، مع منح الأولوية للمرونة طويلة المدى على حساب العقبات المؤقتة.

وأكد على أهمية تعزيز مشاركة القيادة وتفاعلها بما يساعد على امتلاك وجهة نظر شاملة في إدارة التغيير على نحوٍ أفضل، إلا أن الإدارة تحتاج للتفاعل بشكل عملي خلال وقت الأزمات. وقد يتمثل أحد التحديات الأكثر أهمية في الوقت الراهن بالعثور على طريقة للتوفيق بين وجهتي النظر الكلّية والجزئية، ويتخطى ذلك حدود ملاءمته للوضع الراهن، حيث يساعد في تمالك الأعصاب في المؤسسة، وإلهام جميع الفرق والجهات المعنية.

أما المحور الرابع، فقال بهاتيا: «إنه يتضمن إعادة ترتيب مسارات العمل ولكن قد تبدو إعادة النظر في أسلوب أداء العمل خطوة من شأنها إحداث مزيد من الفوضى في الشركة. ومع ذلك، يمكن أن يؤثر التحسين المستهدف للعمليات بشكلٍ كبير على النتائج، ويتم ذلك من خلال مراجعة مراحل العمليات ودراسة جدوى التغيير وتحديد الإيجابيات والسلبيات. ويمكن البدء بالتغييرات الصغيرة التي تثمر عن نتائج كبيرة، فالآن هو الوقت الأمثل للتركيز على المكاسب السريعة».

وأفاد بأن المحور الخامس يشمل تعزيز مشاركة الموظفين وتفاعلهم إذ تجسّد المرونة بجوهرها محاولات الإنسان للتغلب على التحديات. لذا، ينبغي الاستثمار في تمكين الموظفين، فهم العنصر الذي يحدد مدى سرعة عودة الشركة إلى طور الازدهار مجدداً، ويجب الإصغاء لملاحظاتهم وتمهيد الطريق أمامهم لتحقيق التقدّم، وإعادة بناء هيكلية الشركة بالاستفادة من المهارات والخبرات العاملة فيها.

ويرى أن السيناريو الحالي يولي أهمية أكبر لتعزيز المرونة، حتى قبل النظر إلى استراتيجيات التوسع والنمو، وفي هذه الحالة الضبابية، عندما يبدو النظام الاقتصادي بأكمله في طور إعادة الضبط، يفضل العمل بالحد الأدنى من الافتراضات والتكهّنات.

ولفت بهاتيا، إلى أنه من الصعب تحديد مدى اختلاف أو تشابه الوضع الطبيعي الجديد لفيروس كورونا على الأسواق مع أي أزمة سابقة كالأزمة المالية العالمية في عام 2008، ولكن الوقوف على الحياد مطولاً قد يقلّص الفرص التي يمكن اغتنامها قبل الدخول في عصر جديد. ويتمثل الدور الرئيس الذي يجب على أي قائد أن يلعبه في الموازنة بين المكاسب والمخاطر من خلال القيادة الحكيمة التي تتسم بالاستقرار والمرونة، إلى جانب تحديد مكامن القوة وتعزيزها آخذاً الأساسيات بعين الاعتبار.