السبت - 18 مايو 2024
السبت - 18 مايو 2024

تفاؤل بتحسن الأسواق الإماراتية بعد تجاوز قيمة الأسهم التريليون درهم

تفاؤل بتحسن الأسواق الإماراتية بعد تجاوز قيمة الأسهم التريليون درهم

سوق أبوظبي المالي. (أرشيفية)

أبدى محللون لـ«الرؤية» تفاؤلهم حيال أسواق الأسهم المحلية التي جاوزت قيمتها السوقية تريليون درهم، وشهدت ارتفاعات متتالية بالجلسات الماضية لتأخذ بذلك طريقها للتعافي وسط المحفزات الحكومية المتوالية والدعم التي تتلقاه الشركات المدرجة وغيرها لتنشيط أدائها التشغيلي بالنصف الثاني من العام الجاري.

وبحسب بيانات الأسواق المالية، ففي نهاية جلسة اليوم الخميس تراجع مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 0.5% بالغاً 2236 نقطة، فيما ارتفع على المستوى الأسبوعي بنسبة 4% بما يعادل 81 نقطة، وعلى الجانب الآخر واصل مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية ارتفاعه للجلسة السادسة على التوالي بنسبة 0.94 % مغلقاً عند مستوى 4543 نقطة لترتفع مكاسبه الأسبوعية بنسبة 3.6% وبما يعادل 156 نقطة.

وقال رائد دياب محلل الأسواق المالية، نائب الرئيس بقسم بحوث الاستثمار لدى شركة «كامكو إنفست» لـ«الرؤية» إن أسواق المال الإماراتية تستمر في أدائها الإيجابي مع استمرار حالة التفاؤل حيث تحولت الأنظار إلى الأداء في النصف الثاني من العام الحالي ومدى قدرة الشركات والبنوك المدرجة على التعافي والعودة إلى الربحية مرة أخرى على ضوء معاودة فتح الاقتصاد والعودة إلى ما قبل أزمة انتشار فيروس «كوفيد-19».

وأشار إلى أن من دعائم التفاؤل بشأن أسواق المال المحلية محاولات تنشيط السياحة وجذب استثمارات أجنبية جديدة مع الجهود الكبيرة والمبادرات التي قامت بها الدولة لدعم الاقتصاد والقطاعات المتضررة جراء الأزمة.

وقال إن من تلك الدعائم أيضاً الاندماجات المتوقعة لخلق كيانات تكون قادرة على مواجهة الأزمات ولا سيما بعد ظهور تداعيات كورونا على نتائج الشركات بنهاية النصف الأول من العام الجاري. وبحسب بيان لسوق أبوظبي المالي، اتفق مجلس إدارة شركة «الجرافات البحرية الوطنية» خلال اجتماعه المنعقد أمس، على تكليف الإدارة التنفيذية بتعيين مقيم مستقل لإجراء تقييم للعرض المقدم من مساهمي شركة «الإنشاءات البترولية الوطنية»، وعرض التقييم عليه.

وتأتي تلك الخطوة بعد أن استلمت شركة «الجرافات البحرية الوطنية» مؤخراً عرضاً من الشركة القابضة العامة -المملوكة بالكامل من شركة أبوظبي التنموية القابضة- والمساهمين الآخرين في شركة «الإنشاءات البترولية الوطنية» لتوحيد أعمالها مع هذه الأخيرة.

ويتضمن العرض المقترح نقل ملكية شركة «الإنشاءات البترولية الوطنية» إليها مقابل إصدارها أدوات إلزامية التحويل إلى أسهم لصالح مساهميه. وهناك تفاؤل بين المستثمرين أن ينتج من هذا الاندماج المحتمل تأسيس كيان وطني وإقليمي رائد ومتكامل في مجال الهندسة والمشتريات والتشييد.

كما تهدف الصفقة إلى تعزيز إدراج شركة الجرافات البحرية الوطنية الحالي في سوق الأسهم بما يجعل المجموعة الموحدة واحدة من أكبر الشركات المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية.

ومن تلك الصفقات المرتقبة أيضاً، هي استحواذ بنك الإمارات دبي الوطني على وحدة بنك لبنان والمهجر «بلوم مصر» وذلك بعد تأكيده القيام بإجراء مباحثات مبدئية مع بنك لبنان والمهجر بخصوص هذا الشأن. وذلك بعد أن أشار بنك لبنان والمهجر (بلوم)، في بيان أصدره الأسبوع الماضي، إلى اعتزامه التخارج من وحدته في مصر، وأنه تقدم للبنك المركزي المصري للحصول على الموافقات اللازمة في هذا الشأن، وأن البنك المركزي وافق على البدء في عملية الفحص النافي للجهالة. وأضاف أن عملية البيع المحتملة ستتوقف على الحصول على موافقة مجلس إدارة بنك لبنان والمهجر والموافقة النهائية من البنك المركزي المصري. أوضح البنك أن قرار التخارج جاء نظراً للأوضاع الراهنة التي تمر بها بيروت وقرار مصرف لبنان بإلزام البنوك بزيادة رؤوس أموالها.

وأشار رائد دياب إلى أن هناك إشارات أخرى تدعم تلك النظرة التفاؤلية للأسواق وهي إطلاق أكبر وإدراج صناديق استثمارية حيث من المرجح أن يؤدي ذلك إلى جذب استثمارات جديدة. وأدرج سوقا دبي المالي وأبوظبي للأوراق المالية، يوم الاثنين، صندوق شيميرا ستاندرد آند بورز الإمارات شريعة المتداول. ووصف سوق أبوظبي، في بيان نشر على موقعه اليوم، الصندوق بأنه «أول صندوق متداول يتبع مؤشراً متوافقاً مع الشريعة الإسلامية».

واستحدثت مؤسسة S&P Dow Jones Indices مؤشراً اسمه S&P UAE Domestic Shariah Liquid 35/20 Capped Index لقياس أداء مجموعة من الأسهم عالية السيولة والمتوافقة مع الشريعة الإسلامية لشركات في الإمارات. وأطلقت المؤسسة المؤشر في أبريل عام 2018، بحسب موقع S&P Dow Jones Indices.

فيما جرى إطلاق الصندوق في الشهر الماضي عن طريق شركة شيميرا كابيتال، ومقرها أبوظبي وهي تتبع شركة شيميرا للاستثمارات ومقرها في نيويورك، وتعمل شيميرا كابيتال في مجال تأسيس وإدارة صناديق الاستثمار وتقديم خدمات استشارية للأفراد والمؤسسات والصناديق والمؤسسات الخيرية.

وأكد رائد دياب بقوله «من الملاحظ أن مرحلة التعافي قد بدأت بالفعل ولم يعد للنتائج المالية عن النصف الأول من العام الحالي، التي جاءت سلبية في معظمها كما كان متوقعاً، الأثر على الأداء العام ومن المتوقع رؤية تحسناً أكبر للاقتصاد المحلي والعالمي مع فتح معظم الدول لأنشطتها التجارية، إضافة إلى تحسن أسعار النفط في ظل التوقع بزيادة الطلب في الفترة القادمة».

وقال طارق قاقيش الخبير الاقتصادي والمدير العام لشركة سوليت للاستشارات المالية لـ«الرؤية» إن الأنباء خلال الأسبوع عن اندماجات شركات في أبوظبي، وإدراج وحدات صناديق استثمارية، يدعمان إيجابية الأسواق، ويحفزان المستثمرين على الدخول مجدداً.

وقال إن المستثمرين يركزون حالياً على اقتناص الفرص بالأسهم القيادية، والشركات القادرة على تجاوز آثار أزمة كورونا، مؤكداً أن معظم القطاعات الاقتصادية والأعمال في طريقها للتعافي، بما يبشر بارتفاعات سعرية في أسواق المال، وجذب مزيد من السيولة والاستثمارات الأجنبية.