أعلنت مؤسسة «تحالف من أجل الاستدامة» العالمية، ومقرها في أبوظبي، عن إطلاق شراكة طويلة الأمد مع شركة «فيوليا»، من خلال فرعها المحلي في المنطقة «فيوليا الشرق الأوسط» بنيّة تأسيس مصنع في أبوظبي هو الأول من نوعه والأكثر تطوراً في دول مجلس التعاون الخليجي.
ومن المقرر أن ينتج المصنع 14000 طن سنوياً من المواد الخام المعاد تدويرها ذات الجودة الغذائية من خلال استخدام تكنولوجية تصنيف متطورة، وآلية غسيل عالية الأداء وعملية بثق متطورة تشمل فرز وتقطيع وغسيل البولي- إيثيلين تيريفثال، قبل انصهاره لمادة خام متجددة يمكن استخدامها مباشرة في تغليف المأكولات والمشروبات.
وتسهم هذه الشراكة في تعزيز اقتصاد أبوظبي وتوفير حلول مبتكرة لقطاع إعادة التدوير والاستدامة عالمياً، لا سيما أن المصنع يحظى بدعم العديد من الشركات والهيئات المعنية في أبوظبي وعلى المستوى الاتحادي، وفي مقدمتها هيئة البيئة في أبوظبي ومركز أبوظبي لإدارة النفايات «تدوير»، ومدينة خليفة الصناعية «كيزاد».
وسيكون دور المشروع الرئيسي هو تطبيق الاستراتيجية الطموحة لإدارة النفايات في أبوظبي والدولة، بهدف الحد من نقل النفايات إلى المكبات، وتعزيز إعادة التدوير، وتطبيق اقتصاد إعادة التدوير.
ويتوقع الشركاء إنشاء المصنع الجديد في منطقة خليفة الصناعية في أبوظبي «كيزاد».
ويعد هذا المشروع نموذجاً مثالياً لتكاتف الجهود بين الشركات المحلية والدولية لإضفاء قيمة إضافية تسهم في الارتقاء بالمجتمع بأسره، حيث إن المشروع يجمع بين رؤية أبوظبي البيئية وخبرة فيوليا في تقديم الاستراتيجيات البيئية والحلول المستدامة للإسهام في التحول البيئي في جميع أنحاء العالم.
سيتم الحصول على المواد الأولية بشكل أساسي من الأسواق المحلية على أن يتم توفير المواد الخام لأصحاب العلامات التجارية على المستويين المحلي والدولي من خلال اتفاقيات شراء طويلة المدى، والتي تظل شرطاً مسبقاً لبدء إنشاء المصنع في المستقبل.
وقالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة «تحالف من أجل الاستدامة العالمية»: «نحن في مؤسسة تحالف من أجل الاستدامة العالمية، ملتزمون بتطوير جهود الاستدامة على مستوى الإمارة ضمن العمل الذي يقام على نطاق عالمي، وفخورون بالمساهمة في هذه الشراكة الواعدة مع فيوليا، الشركة العالمية الرائدة في الاقتصاد الدائري وإعادة تدوير البلاستيك» مشيرة إلى أن أبوظبي تعد مركزاً مزدهراً لحلول الاستدامة المبتكرة، كما أنها تواصل تشجيع الشراكات في شتى المجالات وتقدم الدعم للجميع، خصوصاً في هذا القطاع.
وأضافت «من خلال إنشاء هذا المصنع المتطور، فإننا نهدف إلى المساهمة في ترسيخ مكانة أبوظبي الرائدة في قطاع الاستدامة، مع العمل في الوقت ذاته على تمكين ورفع اقتصاد إعادة التدوير والارتقاء به إلى مستويات أعلى، وتشجيع العادات المصاحبة له».
وقالت «أتاحت هذه الشراكة لأبوظبي فرصةً ثمينة لاستقطاب استثمارات دولية لكبرى الشركات في العالم في مجال الاستدامة، كما ساهمت في الوقت ذاته بإطلاق تعاون وثيق بين الشركات والمؤسسات المعنية في أبوظبي، الأمر الذي كان له دور بالغ الأهمية في إنشاء مصنع إعادة التدوير الأكثر تقدماً من نوعه في أبوظبي».
وأضافت «تتمثل النتائج والمخرجات الاقتصادية المهمة لتطوير وتشغيل هذا المصنع في توفير المزيد من فرص العمل لقطاع إدارة النفايات في الإمارة، ما يؤدي بالنتيجة إلى عرض الفرص الاستثمارية المربحة والتنافسية في أبوظبي للأسواق العالمية».
واختتمت الشيخة شما: «تماشياً مع الرؤية البيئية لإمارة أبوظبي والأجندة الخضراء لدولة الإمارات وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، فلن يقتصر دور هذا المصنع المتطور على توفير الدعم للتنمية المستدامة في أبوظبي فحسب، بل سيشمل مختلف أنحاء دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي فهدفنا هو الاستمرار في تعزيز نمو الصناعات المستدامة وإطلاقها وتبني أفضل الممارسات البيئية في جميع أنحاء العالم».
وقال الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي- موانئ أبوظبي: «تفخر موانئ أبوظبي باستضافة هذه المبادرة المبتكرة التي تتماشى مع الجهود الدؤوبة للقيادة الرشيدة لبناء اقتصاد وطني أكثر استدامة».
وأضاف «إن حماية البيئة وتقليص الأثر البيئي على رأس أولوياتنا وتصب في إطار خططنا الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وسيؤدي مصنع "ريبيت لإعادة التدوير" دوراً بارزاً في تحقيق العديد من الفوائد للاقتصاد الدائري لإمارة أبوظبي، كما أنه سيسهم في دعم جهود مدينة خليفة الصناعية لتعزيز الاستدامة في عمليات متعامليها المحليين والدوليين».
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمينة العامة لهيئة البيئة في أبوظبي: «تتطلب ممارسة إدارة النفايات القابلة للتطبيق وتحقيق أهداف الإمارة والأهداف الوطنية للنفايات تعزيز قطاع إعادة التدوير في أبوظبي والشراكة مع القطاع الخاص وتعمل هيئة البيئة مع القطاع الخاص وشركائها على المستوى المحلي والوطني لاختبار التأثير الاقتصادي والبيئي للاستفادة من المواد البلاستيكية ضمن ما يعرف بالاقتصاد الدائري وتسريع حلول الاستدامة من أجل إيجاد بنية تحتية مثلى لإدارة النفايات».
وأضافت «انطلاقاً من هذا التوجه، أصدرت هيئة البيئة في أبوظبي سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة في الإمارة المصممة خصيصاً لضمان الإنتاج والاستهلاك المستدامين للبلاستيك. ونحن نعمل على تطوير البيئة التشريعية لتعزيز مبدأ المسؤولية الممتدة للمنتج وضمان استرداد القناني البلاستيكية وإعادة تدويرها عبر برنامج مبني على المحفزات، وستعمل هيئة البيئة مع شركائها من الجهات الحكومية الأخرى لضمان إعادة استخدام المواد المستردة محلياً قدر الإمكان لذلك، فإننا نعتبر هذا المشروع من قبل مؤسسة "التحالف من أجل الاستدامة العالمية" وفيوليا من بين العوامل التمكينية المهمة لتحقيق هدفنا.. وتستهدف السياسة أيضاً المنتجات البلاستيكية الأخرى المستخدمة لمرة واحدة مثل الأكياس التي سيتم استبدالها بأكياس تسوق متعددة الاستخدامات. فيما ستخضع المنتجات الأخرى بما في ذلك أدوات المائدة والأطباق والأكواب والأغطية والعيدان البلاستيكية للرسوم».
بدوره قال الدكتور سالم خلفان الكعبي، مدير عام مركز أبوظبي لإدارة النفايات- تدوير: "سيسهم مصنع إعادة تدوير زجاجات البولي إيثيلين تريفثاليت في تحقيق أهداف إمارة أبوظبي لتخفض نسبة النفايات المرسلة إلى المطامر بنسبة 75%، وتعزيز المكانة المرموقة التي تتبوؤها الإمارة كمساهم رائد في الاستدامة على الصعيدين الإقليمي والعالمي".
وأضاف: انطلاقاً من الدور المنوط بنا كجهة حكومية مسؤولة عن إدارة قطاع النفايات بطريقة مستدامة في الإمارة، تلتزم «تدوير» بالتعاون مع كافة شركائها، بما في ذلك مؤسسة «تحالف من أجل الاستدامة العالمية» وشركة «فيوليا» بدعم كافة الجهود الهادفة إلى تشجيع إعادة التدوير وتطوير حلول مبتكرة تسهم في حماية البيئة من الآثار السلبية الناجمة عن النفايات. كما يعكس دعمنا لهذا المشروع أهمية توحيد الجهود بين مختلف الجهات المعنية للوصول إلى بيئة نظيفة وصحية وآمنة ومستدامة للأجيال الحالية والمستقبلية.
و تتعاون مؤسسة تحالف من أجل الاستدامة العالمية وشركة فيوليا تعاوناً وثيقاً مع كبرى الشركات العاملة في مجال التعبئة والبتروكيماويات في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مؤسسات البيع بالتجزئة والضيافة. وبالتنسيق مع المجتمعات المحلية، تسعى الشركتان إلى تعزيز ثقافة إعادة التدوير في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتقدمان حلولاً مبتكرة ورقمية لتأمين فصل المواد القابلة لإعادة التدوير. من خلال الخبرة التي يتمتع بها شركاء المشروع، سيكون لمصنع إعادة التدوير دور فعال في إعادة رسم صناعة البلاستيك في المنطقة، حيث سيوفر مصدراً محلياً مستداماً وبديلاً لمنتجات البلاستيك المعاد تدويره.
وتساهم إعادة تدوير العبوات لإنتاج بلاستيك عالي الجودة في توفير كمية كبيرة من المواد الخام المستدامة خاصة في ظل استهلاك أكثر من 3 مليارات عبوة بلاستيكية للمشروبات الغازية والمياه كل عام في دولة الإمارات العربية المتحدة. إنتاج مادة بلاستيك البولي-إيثيلين تيريفثاليت المعاد تدويرها يتطلب طاقة أقل بـ75% من الطاقة المستخدمة لإنتاج مواد البلاستيك الخام. كما أن إعادة تدوير عبوة واحدة فقط من البلاستيك توفر طاقة كافية لتشغيل مصباح كهربائي لأكثر من 24 ساعة.