الاحد - 19 مايو 2024
الاحد - 19 مايو 2024

الاتصالات العشوائية لشركات تداول .. بوابة بيع بيانات العملاء

استنكر كثير من الجمهور الاتصالات المتكررة من شركات تداول الفوركس «سوق تداول العملات الأجنبية»، لتحفيزهم على التداول، معربين عن قلقهم من كيفية الحصول على أرقامهم، مشيرين إلى أنهم يتلقون اتصالات من أرقام تبدو كأنها محلية وأرقام دولية لإقناعهم بدخول عالم الفوركس، لتحقيق عوائد مجزية. بالمقابل، قال عملاء ومسؤولو شركات فوركس: «تشكل هذه الممارسة من بعض الدخلاء بالقطاع طريقاً لبيع بيانات العملاء».

وتفصيلاً أبدت، ل.ض، انزعاجها من الاتصالات المتكررة وفي أوقات مختلفة من قبل شركات تدعوها للدخول وتجريب تداول العملات، لافتة إلى أنها لا تحبذ هذا النوع من العمل الذي ينطوي على مخاطر مرتفعة.

وأشار م.د، الذي دخل عالم التداول إلى أنه يتلقى الكثير من الاتصالات، لكنه تجاهل الاتصالات وعند اتخاذ قرار التداول اتجه إلى تطبيق شهير في عالم التداول، معبراً عن قلقه من التداول عبر شركات مسجلة في دول معينة.

وبدوره، أكد محمد نور، مدير علاقات العملاء في الشرق الأوسط بشركة «GAIN Capital»، أن الشركات المرخصة والتي تعمل بطريقة مهنية لا تتصل بالعملاء وتواصلها يقتصر على العملاء الذين يسجلون بياناتهم على الموقع الخاص بالشركة، لافتاً إلى أنه توجد شركات يشترون بيانات عملاء من شركات تداول أو جهات تدعي العمل بالقطاع، موضحاً أن هذه الممارسة تشكل أحد أسباب الصورة السلبية التي تصل إلى البعض حول شركات الفوريكس.

ولفت إلى أن التراخيص الممنوحة من بعض الجهات العالمية كبريطانيا مثلاً، تمنع التواصل مع العملاء دون موافقتهم أو إبداء رغبتهم المسبقة.

وعن سمعة شركات الفوركس السيئة، ذكر أن هذه السمعة محصورة في العموم بمنطقة الشرق الأوسط، كون أغلب العملاء في المنطقة يجازفون بطريقة أقرب إلى المقامرة، لافتاً إلى أن نسبة العملاء الذين يمكن اعتبار تداولاتهم أقرب إلى المقامرة في المنطقة يتجاوزون 80%، منوهاً بأن نسبة الخسارة في سوق الفوريكس تصل إلى نحو 70%، وهي ذات النسبة في عموم الأسواق حول العالم.

ومن جهته، أشار محمد طه، مدير فريق المبيعات في شركة «أكونديكس» إلى أن الدخول إلى سوق الفوركس يشهد تنامياً كبيراً سواء في السوق المحلي أو المنطقة في العموم، لافتاً إلى أن المعرفة بأساسات التداول ومهاراته ارتفعت مع وجود الكثير من الشركات التي تقوم بالترويج والتدريب.

وأفاد بأن متداولي الفوركس نوعان، فمنهم من هو متفرغ للتداول فقط، ومنهم من يقوم بالتداول إلى جانب ممارسته عمله المعتاد، مبيناً أن أهم سبب للخسارة في أسواق الفوريكس قلة الوعي من قبل البعض وميلهم إلى المخاطرة بصورة كبيرة.

وقال: «الفوركس اليوم يدفع ثمن صورة قديمة نتجت من خلال أخطاء الترويج السابقة التي بنيت على أساس أن سوق الفوركس هو طريق للثراء»، لافتاً إلى أن الاتصالات التي يتلقاها بعض العملاء في السوق المحلي تظهر وكأنها من أرقام إماراتية لكن في الواقع فهي شركات خارجية وبعضها وهمي، وبالتالي فعلى العملاء المتابعة والتأكد من وجود الشركات وتراخيصها، وأن يقوم العميل بزيارة مقر الشركة في حال كان قادراً على ذلك.

وذكر أن بعض الشركات تعتمد في الترويج على إذن حصلت عليه من العميل الذي قام بزيارة موقعها وسجل بياناته، لكن شركات أخرى غير مهنية تحصل على الأرقام بوسائل أخرى قد تكون عن طريق شراء بيانات أو غير ذلك ولا تتعامل بمهنية، بل يكون هناك نوع من الإلحاح على العميل، وهذا من الأمور التي تخلق المزيد من عدم الثقة بالشركات.

من جانبه، أشار أحمد حلمي، مدير العلاقات في شرك «أمانة كابيتال» إلى أن الشركات المرخصة لا تقوم بالاتصال بالعملاء دون أن يبدي اهتماماً مسبقاً بالتسجيل في الشركة، لافتاً إلى أن بعض العملاء يسجلون بياناتهم لدى الشركة ثم يبدون عدم اهتمام ولا يتم الاتصال بهم مجدداً.

عالم الفوريكس

الفوركس هو سوق صرف العملات الأجنبية والسلع، ويرمز له كذلك بالاختصار FX، ويعد أحد أشهر الأسواق المالية والأكبر من حيث السيولة، حيث يجري فيه تداول عملات الدول بين ملايين المستثمرين والبنوك والصناديق الاستثمارية لعدة أغراض، وقد انتعشت تجارة الفوركس بسبب التطور التكنولوجي وانتشار الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة. وسوق الفوركس ليس له حدود جغرافية، حيث يتم التداول فيه بنظام OTC أو التداول خارج المنصة، وبحسب آخر الإحصائيات، تجاوز حجم التداول في سوق الفوريكس 6.6 تريليون دولار يومياً، مقابل 5 تريليونات دولار يومياً في 2018.