غلب الاتجاه نحو الارتفاع على مؤشرات أداء عدد من البورصات العربية خلال الأسبوع المنتهي في 21 يناير 2021 كانعكاس لاستمرار العوامل الإيجابية المُعززة لأداء هذه الأسواق.
وأوضح صندوق النقد العربي في «النشرة الأسبوعية لأسواق المال العربية» أن تلك العوامل تتمثل في تواصل تعافي الأنشطة الاقتصادية، والتطورات التنظيمية الإيجابية على صعيد تطوير وتحسين أداء البورصات العربية، والأداء الجيد لعدد من القطاعات المدرجة في هذه الأسواق على رأسها قطاعات البنوك والعقارات والخدمات المالية وشركات التقنية، والأداء الإيجابي لتعاملات المستثمرين الأجانب في البورصات العربية. إضافة إلى التأثير الإيجابي لتحسن الأسعار العالمية للنفط، والتفاؤل المشوب بالحذر فيما يتعلق بتعافي الاقتصاد العالمي.
وأشار العدد الـ23 من النشرة إلى أن مؤشرات أداء 10 بورصات عربية سجلت ارتفاعاً خلال الأسبوع الماضي. تصدر سوق أبوظبي للأوراق المالية حركة الارتفاعات المُحققة خلال الأسبوع مع صعود مؤشره بنسبة 6.54%، فيما سجلت بورصات كل من مسقط وقطر ودمشق ومصر والدار البيضاء ودبي ارتفاعاً بنسب راوحت ما بين 1.23 و2.99%.
كما شهدت مؤشرات بورصات كل من فلسطين والعراق والكويت، ارتفاعاً بنسب أقل من 1%.
وفي المقابل، شهدت مؤشرات أداء 5 بورصات عربية تراجعاً في نهاية الأسبوع الماضي، حيث سجلت بورصات كل من السعودية والبحرين وعمّان وتونس تراجعاً طفيفاً بنسب أقل من 1%.
ولفت التقرير إلى أن مؤشر صندوق النقد العربي المركب لأسواق المال العربية قد شهد انخفاضاً طفيفاً بنحو 0.55% بنهاية تعاملات الأسبوع المنتهي في 21 يناير 2021، مقارنةً بالأسبوع المُنتهي في 14 يناير 2020، ليصل إلى مستوى 431.05 نقطة، بما يعكس الانخفاض المسجل في مؤشر أداء سوق المال السعودي الذي يستأثر بأهمية نسبية كبيرة من مجمل القيمة السوقية للبورصات العربية المتضمنة في المؤشر المركب لصندوق النقد العربي.
ووفقاً للتقرير تراجعت قيمة تداولات أسواق المال العربية خلال الأسبوع الماضي بنسبة بلغت 15.45%. في هذا الإطار، سجلت 7 بورصات عربية تراجعاً في قيمة التداولات الأسبوعية، جاء في مقدمتها بورصة فلسطين التي انخفضت قيمة تداولاتها بنسبة 65.85% خلال الأسبوع الماضي.
كما أثر إغلاق بورصة بيروت نظراً لظروف الإغلاق الكلي المرتبط بجائحة كورونا على قيمة التداولات الكلية في أسواق المال العربية خلال الأسبوع الماضي. من جانب آخر، شهدت 6 بورصات عربية ارتفاعاً في قيمة التداول، تقدمتها بورصة تونس التي ارتفعت قيمة تداولاتها بشكل كبير مدعومة بنشاط التداولات في قطاعي التأمين والمواد الأساسية.
وفي المقابل، شهد حجم التداولات الأسبوعية ارتفاعاً بنحو 11.88% مقارنة بالأسبوع السابق عليه، حيث سجلت 9 بورصات عربية صعوداً في حجم تداولاتها بنهاية الأسبوع الماضي، جاءت في مقدمتها بورصة تونس، مسجلةً أكبر نسبة ارتفاع أسبوعي بنحو 96.67%. في حين شهدت 5 بورصات عربية تراجعاً في حجم التداول، جاء في مقدمتها بورصة فلسطين التي انخفض حجم التداول بها بنسبة 37.23%.
وسجلت القيمة السوقية ارتفاعاً طفيفاً بنحو 0.04% بنهاية تداولات الأسبوع الماضي، لتحافظ بذلك على الاستقرار النسبي المُسجل في الأسبوع السابق عليه. في هذا الصدد شهدت 9 بورصات عربية ارتفاعاً في قيمتها السوقية بنهاية الأسبوع الماضي، جاء في مقدمتها سوق أبوظبي للأوراق المالية الذي سجل ارتفاعاً بنسبة 5.52%، ليحقق بذلك مكاسب سوقية بنحو 42.2 مليار درهم، مدفوعةً بنشاط التداولات في قطاعي البنوك والعقارات.
كما سجلت بورصات كل من مصر وقطر ودمشق ودبي والدار البيضاء والكويت ارتفاعاً في القيمة السوقية بنسب راوحت بين 1.01 و2.28%. كما شهدت بورصتا كل من فلسطين ومسقط ارتفاعاً بنسب أقل من 1%.
و في المقابل، سجلت بورصة عمان أعلى نسبة تراجع في القيمة السوقية خلال الأسبوع الماضي، بنسبة 0.64%، متأثرة بتراجع القيمة السوقية للشركات المدرجة في قطاعات الخدمات الطبية والطاقة والجلود والنسيج، بنسب بلغت 1.45 و1.54 و3.42% على الترتيب. كذلك شهدت بورصتا البحرين والسعودية انخفاضاً طفيفاً في القيمة السوقية بنسب 0.46 و0.47%على الترتيب.
وشهد الأسبوع الماضي عودة نشاط الاستحواذ في البورصات العربية بين الشركات العربية المدرجة، علاوة على استمرار البورصات العربية في إدراج الشركات في السوق الرئيسي الأمر الذي يبين مواصلة حركة التعافي التي تشهدها الأسواق منذ نهاية عام 2020، كما استمرت جهود البورصات العربية المبذولة نحو تنمية سوق أدوات الدين وزيادة عمق السوق، وتنويع المنتجات وفئات الأصول وتوفير فرص استثمارية جديدة، إضافة إلى مواصلة التطوير وتنمية بورصات الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الثقافة المالية لدى النشء.
وفي إطار جهوده لتطوير القطاع المالي في الدول العربية، يصدر صندوق النقد العربي «النشرة الأسبوعية لأسواق المال العربية» التي تهتم برصد أهم التطورات في أسواق المال العربية استناداً إلى قاعدة بيانات صندوق النقد العربي لأسواق المال العربية، وإلى البيانات الصادرة عن البورصات العربية.