الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

البنوك تقود سوق أبوظبي لأعلى مستوى في 16 عاماً

البنوك تقود سوق أبوظبي لأعلى مستوى في 16 عاماً

تمكن سوق أبوظبي للأوراق المالية من استهلال تعاملات الأسبوع على قفزة ملحوظة بمكاسب سوقية تتجاوز 15.6 مليار درهم وسيولة مليارية، مسجلاً أعلى مستوى له في أكثر من 16 عاماً.

وأكد خبراء أسواق المال لـ«الرؤية» أن الأداء الإيجابي للسوق جاء بدعم 6 عوامل رئيسية تتمثل في (النتائج الجيدة للبنوك وتراجع المخصصات، استمرار عمليات التطعيم وتراجع الإصابات، اقتراب عودة السياحة في الإمارة، استقرار أسعار النفط العالمية حول مستويات جيدة، التوقعات الإيجابية حيال الاقتصاد المحلي، وترقية الأسهم في مؤشر مورغان ستانلي).

وقفز مؤشر أبوظبي في ختام اليوم بنسبة 3.52%، عند مستوى 6427 نقطة كأعلى مستوى خلال 16 عاماً بدعم أسهم البنوك خاصة أبوظبي الأول. وقاد سهم أبوظبي الأول ارتفاعات سوق أبوظبي بنسبة 10.15% بسيولة تتجاوز نصف مليار درهم، كما ارتفع أدنوك بنسبة 0.41% وأبوظبي التجاري بنسبة 1.6%.

وبلغت قيمة التداول في سوق أبوظبي 1.59 مليار درهم، فيما بلغ حجم التداول 266.1 مليون سهم. وسجلت القيمة السوقية لسوق أبوظبي بختام اليوم 921.940 مليار درهم، مقابل قيمة بلغت 906.280 مليار درهم في ختام الجلسة الماضية لتربح 15.66 مليار درهم.

عوامل تحفيز

من جهته، قال نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في كامكو إنفست، رائد دياب لـ«الرؤية» إن هناك عدة عوامل تدعم أداء سوق أبوظبي في الوقت الحالي والتي تتمثل في توقعات قرب انتهاء أزمة كورونا فضلاً عن توقعات تحسن أداء الشركات والأسهم القيادية.

وحول قيادة أسهم البنوك للأداء الجيد للسوق، أشار دياب إلى أن ذلك يأتي في ظل التوقعات الإيجابية لأداء البنوك خلال العام مع تراجع مخصصاتها، الأمر الذي يعزز ارتفاع أرباح القطاع المصرفي.

ولفت إلى أن ارتفاع معدلات التطعيم ضد فيروس كورونا وسيره بوتيرة سريعة، يؤدي إلى زيادة تركيز المستثمرين على أداء الشركات والنتائج والاقتصاد.

وتابع: يساهم أيضاً استقرار أسعار النفط عند مستويات جيدة على الأداء المميز لسوق أبوظبي حيث يعزز ميزانية الدولة ويعطي انطباعاً جيداً للمرحلة المقبلة.

ومن جهته أكد عضو المجلس الاستشاري في معهد «تشارترد» للأوراق المالية والاستثمار والمحلل المالي، وضاح الطه لـ«الرؤية» أن الأداء الإيجابي لسوق أبوظبي للأوراق المالية اليوم جاء وسط عدد من العوامل والمحفزات المتفائلة بخصوص الاقتصاد الإماراتي عامة واقتصاد الإمارة بشكل خاص.

وأشار الطه إلى أن الأداء الإيجابي أداء حقيقي ومستحق حيث جاء بدعم من الأسهم الكبرى والقيادية خاصة من البنوك، وهو ما دعمه ارتفاع قوي من قيمة التداول المقتربة من 1.6 مليار درهم.

ولفت إلى أن العوامل الإيجابية التي ساهمت في ذلك الارتفاع تتمثل في الارتفاع في نتائج أعمال البنوك وإعلان التوزيعات، بالإضافة إلى تراجع المخاطر المحيطة بالقطاع المصرفي، ما أدى إلى انخفاض مخصصات البنوك لتعود بشكل إيجابي في نتائج أعمالها في الربع الثاني من العام.

ونوه الطه إلى أن الأداء الجيد لأسواق الأسهم العالمية، خاصة الأمريكية، وارتفاع أسعار النفط العالمية الأسبوع الماضي، انعكس على الأداء مع مطلع تعاملات السوق بعد انتهاء عطلة العيد.

ترقيات الأسهم

وقال المحلل المالي والرئيس التنفيذي الدولي لتطوير الأعمال في البنك العراقي الإسلامي للاستثمار والتنمية، علي حمودي، إن ترقية الشركات الخليجية الجديدة بمؤشر مورغان ستانلي، يعد إقراراً عالمياً بالثقة في السياسات المالية التي اتخذتها دول منطقة الخليج للحد من جائحة كورونا، وبالاستثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا.

وأوضح أن تلك الترقيات ستسهم في دخول محافظ استثمارية جديدة وسيولة قوية، لافتاً إلى أنه من إيجابياتها أنها تحافظ على السيولة في الأسواق بغض النظر عن الارتفاعات والانخفاضات في المؤشرات، ما يعطي نقاط دعم واستثمارات متوسطة إلى طويلة الأمد.

وفي الأسبوع الماضي أعلنت «إم إس سي آي» نتائج مراجعتها نصف السنوية لشركات أسواق الإمارات المالية في مؤشرات الأسواق الناشئة، حيث تم إضافة أدنوك للتوزيع المدرجة أسهمها في سوق أبوظبي للأوراق المالية ضمن مؤشر «إم إس سي آي» للشركات الكبيرة «القياسي العالمي» مقابل استبعاد إعمار مولز.

وأظهرت المراجعة أيضاً إضافة كل من مجموعة أغذية وإعمار للتطوير لمؤشر الشركات ذات رأس المال الصغير، مقابل استبعاد شركة الاتحاد العقارية من المؤشر، على أن يتم تنفيذ جميع التغيرات اعتباراً من 27 مايو الجاري.

ويعتمد انضمام الشركات للمؤشر على معايير عدة، أهمها: نسب التداول الحر المسموح بها للأجانب، وحجم التداول على أسهم الشركات وسهولة الاستثمار والشفافية، ويضم المؤشر 4 أسواق عربية هي الإمارات والسعودية ومصر وقطر، ويخضع لمراجعة نصف سنوية في مايو ونوفمبر من كل عام.

تفوق البنوك

وحققت البنوك المدرجة في سوق أبوظبي تفوقاً خلال الربع الأول من 2021 ما يشير إلى اقتراب التعافي من تداعيات كورونا وتأكيد توقعات باستمرار تحسن القطاع المصرفي وتعافيه من تداعيات الأزمة خلال العام الجاري مع تراجع حجم المخصصات.

وحققت مجموعة بنك أبوظبي الأول أرباحاً صافية بلغت 2.5 مليار درهم خلال الربع الأول من العام الجاري بارتفاع بنسبة 3% مقارنة مع 2.4 مليار درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي وفقاً للنتائج المالية الصادرة اليوم عن المجموعة.

وكذلك ارتفعت أرباح بنك أبوظبي التجاري خلال الربع الأول من العام الجاري ليبلغ صافي الأرباح 1.121 مليار درهم بارتفاع بنسبة 436% مقارنة بالربع الأول من عام 2020، وبارتفاع بنسبة 11% مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي.

كما ارتفعت أرباح أبوظبي الإسلامي خلال الفترة بنسبة 125% ليبلغ 608 ملايين درهم إماراتي مقارنة بـ270 مليون درهم إماراتي في الربع الأول من عام 2020، بارتفاع نسبته 26% مقارنة بالربع الأخير من عام 2020.