الأربعاء - 15 مايو 2024
الأربعاء - 15 مايو 2024

السيارات الكهربائية.. مطبات على «طريق المستقبل»

السيارات الكهربائية.. مطبات على «طريق  المستقبل»
تعد دولة الإمارات من الدول السباقة على مستوى المنطقة، في تطوير البنية التحتية الخاصة بالسيارات الكهربائية، وقدمت الدولة كافة التسهيلات الممكنة لزيادة شعبية هذا النوع المتسارع النمو من التكنولوجيا، لكن لا تزال عوائق مثل ارتفاع سعرها وتوفر محطات الشحن السريعة بشكل أوسع إحدى أبرز التحديات لنمو هذا القطاع.

وقالت هيئة كهرباء ومياه دبي، إنه حتى نهاية فبراير ٢٠٢١ وصل عدد إجمالي المركبات الكهربائية في دبي إلى ٢٤٧٣ مركبة فيما بلغ عدد المركبات الهجينة في الإمارة ٦٠١٦ مركبة، ما يجعل إجمالي المركبات الخضراء المسجلة في دبي ٨٤٨٩ مركبة.



وذكرت الهيئة "وصلت عدد السيارات الحكومية الهجينة إلى ٢٦٥٣ مركبة وبلغ عدد حاملي بطاقة الشاحن الأخضر منذ إطلاق المبادرة عام ٢٠١٥ وحتى ٣١ مارس من العام الجاري ٣٢١٠ متعاملين".

وأفادت الهيئة أنها انتهت من تركيب ما يقارب ٣٠٠ محطة من محطات الشاحن الأخضر لشحن السيارات الكهربائية في مختلف أنحاء إمارة دبي، وتعمل الهيئة على إنشاء محطات جديدة في منطقة حتا، حيث يوجد حاليا ٣ محطات، وكذلك استكملت الهيئة تركيب محطتين في مكتب موقع إكسبو دبي، فيما تعمل على تركيب ١٥ محطة في كل من جناح الفرص وجناح الاستدامة وجناح التنقل لخدمة السيارات الكهربائية والهجينة لزوار المعرض.

من جهته، قال فهد أحمد الرئيسي، المدير التنفيذي لـ "ورشة حكومة دبي" إن عدد السيارات الكهربائية المسجّلة لديهم وصل إلى 58 مركبة، في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود لبناء شراكات استراتيجية وتوقيع مذكرات تفاهم مع أبرز وكالات العلامات التجارية والشركات العالمية المعنية بالسيارات الكهربائية.



وأضاف أن "ورشة حكومة دبي" تولي اهتماماً كبيراً بتأهيل الفنيين وتقوم بتنظيم سلسلة من الدورات التدريبية المنتظمة حول صيانة السيارات الكهربائية، في إطار التعاون المشترك مع كبرى الشركات العالمية المتخصّصة، في خطوة من شأنها الارتقاء بقدراتها على التعامل بكفاءة وفعالية مع متطلبات صيانة السيارات الكهربائية والسيارات ذاتية القيادة.

750 محطة شحن في جميع أنحاء البلاد

عبر عدد من وكلاء السيارات في أبوظبي ودبي، عن سعادتهم بالجهود التي تبذلها الدولة لنشر هذا النوع من المركبات، وتقديم كافة التسهيلات لمقتني هذه السيارات.

وقال الرئيس والمدير التنفيذي لعمليات "جنرال موتورز" في أفريقيا والشرق الأوسط لؤي الشرفاء، "نحن بكل تأكيد فخورون برؤية الإمارات وتقدمها نحو مستقبل التنقل، وحالياً هناك ما يقرب من 750 محطة شحن في جميع أنحاء البلاد ويمكن العثور عليها في مراكز التسوق والمباني الحكومية والفنادق وما إلى ذلك، إلى جانب عدد من الميزات والتسهيلات المهمة مثل، شحن مجاني في محطات الشحن العامة، تسجيل مجاني للمركبات، نظام سالك مجاني، مواقف عامة مجانية، وكل هذه المبادرات تشجع على تبني المركبات الكهربائية.



وأفاد الشرفاء "نمرّ في جنرال موتورز بمرحلة تحوّل كبيرة، لأجل تمكين الانتقال من مركبات عاملة بالوقود إلى أخرى عاملة بالكهرباء، ونخطّط لإطلاق 30 مركبة كهربائية على الصعيد الدولي مع حلول منتصف العقد الجاري، كما نخطّط لبيع ما لا يقل عن 1 مليون مركبة كهربائية كل عام في الصين وأمريكا الشمالية وحدهما بحلول 2025.

وحول قضية ارتفاع اسعار السيارات الكهربائية وكون ذلك العائق الرئيسي أمام عدم انتشار شعبيتها محلياً، قال الشرفاء، "أطلقنا في جنرال موتورز منصّة Ultium التي تشكّل محور المبادرات الخاصّة بالمركبات الكهربائية لدى الشركة، والتي سمحت لنا تخفيض التكاليف المرتبطة بالبطاريات والمركبات، بينما مكّنت اعتماد بنية أكثر مرونة من الناحيتين الهندسية والتصميمية. ونعمل حالياً على الجيل القادم من منصّة Ultium، التي من شأنها أن تقلّل التكاليف أكثر لبطاريات المركبات الكهربائية، بينما في الوقت ذاته تحسّن مدى القيادة وتتيح أيضاً توافر بنية أكثر مرونة للنواحي الهندسية والتصميمية".

وحول التوقعات فيما يخص مستقبل السيارات الكهربائية، قال الشرفاء "نحن في جنرال موتورز ملتزمون بمستقبل كهربائي بالكامل مع صفر حوادث، صفر انبعاثات وصفر ازدحام مروري، ونسعى للوصول إلى مستقبل كهربائي بالكامل.

بنية تحتية تعزز التوجه نحو «النمو الأخضر»

قال المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط في أسواق فورد المباشرة، رافي رافيشاندران، "تشهد قاعدة عملاء سيارات فورد ولينكون تنوعاً متزايداً وإقبالاً ملحوظاً وخاصة من العملاء الأصغر سناً، وندرك من جانبنا أن أولوياتهم قابلة للتغير مع مرور الزمن لتتجه نحو السيارات الكهربائية تزامناً مع تطور البنية التحتية المحلية في الإمارات الداعمة لهذا التوجه. نؤكد في هذا الصدد التزامنا الراسخ بتلبية احتياجات عملائنا الكرام ومواصلة استكشاف فرص طرح مركباتنا الكهربائية المبتكرة في المنطقة مستقبلاً."



وأفاد راكيش ناير، المدير التنفيذي للعلامات التجارية الأوروبية في ستيلانتيس الشرق الأوسط، أن دولة الإمارات تلعب دوراً رئيسياً في نمو التنقل الكهربائي في المنطقة حيث تركز مدن مثل أبوظبي ودبي على تحسين جودة الهواء والحفاظ على الموارد المائية، وزيادة مساهمة الطاقة النظيفة، وتنفيذ خطط النمو الأخضر والحفاظ أيضاً على البيئة. وتسلط الأجندة الوطنية للدولة الضوء على أهمية البنية التحتية مع التوسع في انتشار شبكات الشحن الكهربائي على نطاق واسع لدعم العملاء الذين يرغبون في امتلاك سيارات كهربائية.



وعن دورهم في نشر السيارات الكهربائية، قال ناير، أطلقنا في دوله الإمارات أول سياره بيجو الهجينة والقابلة للشحن بمنفذ كهربائي ونعمل على إطلاق بيجو 208/2008 في المستقبل القريب، ونعمل على إنشاء خط انتاج مركبات كهربائية كامل بحلول عام 2023.

وعن رأيه في عدم انتشار هذا النوع من السيارات في الدولة والعوائق التي تحول دون ذلك، قال، تتمثل المخاوف الرئيسية في فهم تكلفة امتلاك سيارة كهربائية. ومع زيادة مبيعات هذه السيارات، تصبح التكلفة النسبية لامتلاك سيارة كهربائية بدورها أكثر جاذبية. وثمة عقبة أخرى تتمثل في إمكانية الوصول إلى محطات الشحن. وفي حين أنها تتزايد بمعدل سريع في العديد من المدن، يسكن معظم السكان في مبان وأبراج عالية، لذا فإن توافر مرافق شحن كهربائية في هذه المباني سيكون مفتاحاً لتحسين معدل الاقبال على امتلاك هذه السيارات.

منظومة داعمة للتنقل الكهربائي

قال تييري صباغ، المدير التنفيذي لنيسان الشرق الأوسط أن منطقة الشرق قطعت شوطاً كبيراً في السنوات الأخيرة في مجال السيارات الكهربائية بفضل عدد من العوامل منها ازدياد عدد محطات الشحن والحوافز مثل الشحن المجاني للسيارات غير التجارية. هذا بالإضافة إلى الفوائد البيئية لهذا النوع من السيارات وأسعارها التي باتت أقرب إلى المتناول مع قيام عدد من شركات السيارات بكهربة مجموعة منتجاتها.



وأضاف أن المسيرة لا تزال طويلة حيث يتعين على العديد من شركاء النقل والطاقة والجهات الحكومية في المنطقة التعاون من أجل بناء منظومة داعمة للتنقل الكهربائي لتسريع اعتماده على غرار ما تقوم به الامارات بشكل ريادي.

وأكد المدير العام لفولكس فاجن في وكالة "علي وأولاده" في أبوظبي، عمار الجهماني، بأنه لازال مبكرا الحديث عن انتشار كبير للسيارات الكهربائية في السوق المحلي، فالأمر مازال يحتاج إلى المزيد من الدراسة والتأني واختبار ظروف العرض والطلب وقابلية السوق قبل البدء في طرح موديلات السيارات الكهربائية، متوقعا أن تصل أولى الموديلات من الجيل الكهربائي لسيارات "فولكس فاجن" بحلول 2023.

فيما يظل الطلب على إقتناء تلك السيارات مرتبطا بتوفير محفزات ملموسة مثل طرح أسعار بيع تنافسية وتلبية توجهات شرائح المستهلكين في سياراتهم المفضلة من حيث المواصفات ومعايير الرفاهية، وهو ما تعكف الشركة المنتجة عليه حاليا بإطلاق مركبات بكلفة شراء مناسبة.

في المقابل أوضح مدير مبيعات شيفروليه و"جي إم سي" في أبوظبي، أيمن البيجاوي، بأن إقبال المؤسسات وقطاع الأعمال هو الأبرز على السيارات الكهربائية استنادا لعدة عوامل منها عقود الشراء المجمعة وسعي قطاع الأعمال لخفض كلفة تشغيل السيارات وتلبيتها للمواصفات والمعايير البيئية المختلفة.

من جانبها وفرت شركة ابوظبي موتورز السيارة الكهربائية من طراز "بي ام دبليو" ضمن صالات العرض في ابوظبي، وأوضح مسؤول بالوكالة بأن السيارة تمثل أحد البدائل الجديدة في سوق السيارات المحلي لشرائح المستخدمين الباحثين عن اقتناء سيارات المستقبل، وأكد أن السعر يعد تنافسيا مقابل ما توفره من إمكانيات وعوامل رفاهية.

استطلاع الرؤية

90 % من الشباب لا يفكر في شراء سيارة كهربائية

أعرب 90 % من الشباب الذين استطلعت أرائهم «الرؤية» بأنهم لا يفكرون حالياً في اقتناء سيارة كهربائية.

وأرجع هؤلاء الذين بلغ عددهم 200 شاباً من مختلف إمارات الدولة، عدم رغبتهم في عدد من العوامل منها: ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية، وعدم توفر محطات شحن كافية، فضلا عن عدم توفر ورشات متخصصة لصيانتها.

وقال أيوب يونس أن خدمات الصيانة وخدمات ما بعد البيع وإعادة البيع تعتبر من أهم التخوفات التي تحول دون امتلاك الشباب للسيارات الكهربائية مشيرا إلى محدودية أعداد المتخصصين في صيانتها بشكل عام.وأضاف أحمد رفعت، إنه ليس بصدد اقتناء سيارة كهربائية في المدى المنظور، ويعود ذلك لسبب رئيسي هو ارتفاع تكلفتها، فضلاً عن أن عملية الشحن لا تزال تستغرق ساعات. وأيده في الرأي لؤي بدوي، مؤكداً أنه لا يفكر باقتنائها، بسبب ارتفاع سعرها، على الرغم من انتشار محطات الشحن بشكل كبير.وشدد أحمد زعيتر، على أنه لا يمتلك المعلومات الكافية حول هذا الجيل الجديد من وسائل، معربا عن اعتقاده أنها لا تزال مرتفعة السعر. وفي السياق نفسه، ذكر سامر رعد، أن الوقت مبكر لاتخاذ هكذا قرار، إذ لا تزال البنية التحتية الخاصة بها تحتاج إلى المزيد من التوسع.

أفاد جورج أسعد، أن أسعار السيارات الكهربائية تبقى العامل الأساسي في عزوفه والكثيرين عن اقتنائها، لافتاً إلى أن أسعار التمويل لن تصنع الفارق بالنسبة لأغلب العملاء طالما أسعار السيارات نفسها مرتفعة جداً.

وتابع حسن نزير "أسعار هذه السيارات مرتفعة جداً مقارنة بالسيارات التقليدية، وربما في المستقبل أفكر في شراء سيارة مستعملة، حال كان السعر معقولاً وفي متناول اليد". ويفضل ميلاد عرب، شراء سيارة كهربائية في المستقبل القريب، معبراً عن أمله بأن تكون هذه السيارات أكثر انتشاراً وأقل كلفة مقارنة بما هي عليه حالياً. وبدوره قال أيمن عبدالله إنه لا يفكر في اقتنائها، لأنها لا ترضيه في أدائها وقوتها مقارنة بالسيارات التقليدية، فهو من محبي السرعة والاستعراض في الأماكن المخصصة لذلك، والسيارات الكهربائية لا تفي بالغرض.

ومن جهته، أوضح سامي عبد الجواد، أنه يمتلك سيارة كهربائية ومن واقع خبرته لا يوجد أي مشاكل تذكر فيما يتعلق بعمليات الصيانة وبمحطات الشحن مشيرا إلى أن الجهات الحكومية بذلت جهودا كبيرة لتوفير كافة التسهيلات التي تتعلق بامتلاك السيارات الكهربائية.

في المقابل، قال المواطن أحمد خوري، أحد مالكي عدة سيارات من طراز تسلا، أن هناك تحسناً ملحوظاً فيما يتعلق بالبنية التحتية الخاصة بشحن السيارات الكهربائية وتوفرها على مستوى الدولة خلال الفترة الأخيرة، إذ تعتبر هذه القضية أساسية لجميع مقتني السيارات الصديقة للبيئة.

وطالب بضرورة التوسع في الشواحن السريعة وألا تكون متواجدة في نفس المكان، بحيث يتم وضع شاحن أو شاحنين كل 62 كم، وهذا مطلب للكثير من أصحاب السيارات الكهربائية. وأكد محمد آل رحمة، مالك إحدى هذه النوعية من السيارات، أن التسهيلات الحكومية التي أطلقتها دبي قبل نحو 5 سنوات كان لها دور كبير في تشجيعه على اقتناء السيارة التي وفرت عليه بشكل كبير تكاليف فاتورة الوقود التي كانت تقتطع جزءاً كبيراً من راتبه الشهري.