بادرت رائدة الأعمال الإماراتية العنود الهاشمي، مدفوعة بخبراتها الأكاديمية والمهنية والعلمية، إلى تأسيس شركة " "The Futurist Companyالتي تركز على المشاريع المستقبلة في مجال التكنولوجيا الزراعية والطاقة المستدامة وتكنولوجيا الإعلام الحديث، وتستعد الشركة خلال الأسابيع المقبلة للإعلان عن نموذج تجاري من كبسولة ذكية، هي الأولى من نوعها محلياً وعالمياً في مجال التكنولوجيا الزراعية تحت اسم "GAIA".
ويعمل المشروع على إيجاد حلول لتحديات التغير المناخي التي تتنامى عاماً بعد عام، ولا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة عالمياً وتناقص المساحات الزراعية والتوقعات بحدوث هجرات مناخية وتناقص الغذاء والمياه بشكل كبير في العقود القادمة.
حدثينا عن خبراتك الأكاديمية والعملية؟
أنا حاصلة على شهادة بتخصص التحول الرقمي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الرائد عالمياً، كما أنني بصدد الحصول على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة مانشيستر، وأمتلك خبرة تمتد لأكثر من 15 عاماً في القطاعين العام الخاص، إذ عملت في بنك الفجيرة الوطني وواحة دبي للسليكون ومنطقة تيكوم الحرة.
من أين جاءتك فكرة المشروع؟
الفكرة جاءت بعد عدة محاولات مختلفة في مجال ريادة الأعمال، وللحقيقةإن جميع المشاريع السابقة سواء بمجال الأزياء أو التسويق أو تنظيم الفعاليات لم تكن تلامس شغفي الحقيقي، إلى جانب رغبتي الشخصية بأن أكون مستقلة وأقدم أكثر للمجتمع وأنجح أكثر وأساعد الناس بشكل حقيقي.
وبالتالي دفعني شغفي في مجال التكنولوجيا إلى التعلم أولاً، وحصلت على الخبرة اللازمة من العلماء والمختصين في عدة مجالات، إلى جانب حبي للقراءة والمطالعة، وهنا قررت أن أدمج خبرتي في مجال الأعمال والدراسة والخبرات التي كونتها لتأسيس مشروع في مجال التكنولوجيا.
متى انطلق المشروع وما هي المساعدة التي قدمتها مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع؟
المشروع انطلق في النصف الثاني من عام 2020 وسط أزمة كورونا، إذ لجأنا إلى مؤسسة محمد بن راشد، والتي لم توفر جهداً لتقديم المساعدة والدعم والمشورة، ورحبوا بالفكرة، وساعدونا بالإجراءات والموافقات الحكومية، وخفضوا تكاليف ورسوم التأسيس والانطلاق.
هل كان التوقيت مناسباً أن يطلق المشروع خلال الجائحة؟
بالنسبة لنا كانت الفكرة منطقية وبوقتها المثالي، إذ كنا خلال السنوات الماضية نعمل على تطوير مشاريع بالتعاون بين فريق عملنا وعلماء وخبراء آخرين، وكانت المشاريع التي نطورها في مجال الزراعة الذكية والإنترنت والواقع الافتراضي، وبالتالي فإن مشاريعنا كانت جاهزة بالفعل، ومرت بجميع المراحل لتتحول إلى منتج تجاري، لذلك بادرنا إلى التأسيس مباشرة دون أي تردد، علماً بأن مشروع التكنولوجيا الزراعية يستحوذ على 80% من جهدنا وتركيزنا.
حدثينا عن مشروع الكبسولة الذكية؟
وبالفعل انتهينا من إنجاز النموذج الأولي العلمي للمشروع، وذلك بعد نجاح الاختبارات العملية، إذ استطعنا زراعة الخس في الكبسولة بدرجات حرارة فوق 50 درجة، وكذلك بدرجات تحت الصفر، وبالفعل كانت النتائج مبهرة، إذ كانت جودة الخس عالية، ولا سيما بأننا اعتمدنا على تكنولوجيا تستخدمها وكالة ناسا في الفضاء، علماً بأن حجم المنتج لدينا كان أكبر بنسبة 30% مقارنة بالحجم الطبيعي للخس.
وبعد أن انتهينا من النموذج العلمي، سنطلق النموذج التجاري بعد 20 يوماً، وهو عبارة عن كبسولة زراعية بطول 20 قدماً وعرض مترين، معدة لمواجهة التغيرات المناخية وتوفير الغذاء بالجودة الأصلية وبدون أي استخدام للكيماويات والأسمدة.
حدثينا عن الاستثمار في هذه المشروع وما هي الخطوة التالية لتوفيره في السوق؟
واطلقنا على الكبسولة اسم GAIA والذي يعني الأرض الأم، وهو مستمد من المثيولوجيا الإغريقية، ونتطلع من خلال معرض إكسبو 2020 دبي، عبر الزوار والمتخصصين في هذا المجال، إلى إطلاعهم على مشروعنا، كما أننا في طور المحادثات مع عدة مستثمرين لنبدأ الإنتاج على مستوى أوسع مطلع عام 2022.
ونؤكد أن المشروع يدعم استراتيجية 300 مليار لتحفيز القطاع الصناعي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في شهر مارس الماضي.
ما ميزات الكبسولة فيما يتعلق بالإنتاج والاستدامة؟
علماً بأننا نركز على المحاصيل الأساسية، وخاصة التي يتم استيرادها للسوق المحلي مثل الثوم والبصل والطماطم والكوسا والبقدونس والبطاطا، كما أن أسعار المنتجات من الكبسولة ستكون أقل بكثير من أسعار المنتجات العضوية المتوفرة في السوق والتي تعتبر ذات أسعار عالية للمستهلك العادي، كما أن الكبسولة تنتج الأوكسجين ولن يكون لها أي بصمة كربونية عالية.
ما هي نصيحتك لرواد الأعمال الجدد؟