الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

سوق المزادات تشهد غلياناً.. والبيع عبر الإنترنت أعاد إليها حيويتها

سوق المزادات تشهد غلياناً.. والبيع عبر الإنترنت أعاد إليها حيويتها

أظهر بيع مخطوطة لألبرت آينشتاين مقابل نحو 13 مليون دولار، مدى الغليان الذي تشهده سوق المزادات التي استعادت حيويتها بفضل اعتماد الصيغة الافتراضية التي أتاحت اتساعاً كبيراً لدائرة المشاركة فيها ولجمهور متابعيها.

وكانت لافتاً أن قيمة هذه الوثيقة، وهي عبارة عن مخطوطة مؤلّفة من 54 صفحة كتبها الفيزيائي الألماني الشهير آينشتاين عامي 1913 و1914، كانت مقدّرة بما بين مليوني يورو و3 ملايين، لكنها بيعت الثلاثاء بمبلغ 11,6 مليون يورو (13,04 مليون دولار)، أي نحو 5 مرات أكثر من قيمة التخمين.

ولوحظ هذا الفارق الكبير أيضاً في المزاد على السيناريو المرسوم لمشروع الفيلم الذي كان المخرج الفرنسي المولود في تشيلي أليخاندرو جودوروفسكي ينوي اقتباسه من رواية «دون»، إذ بيع في باريس الاثنين في مقابل 2,66 مليون يورو بعد منافسة شرسة بين اثنين من المزايدين، وهو مبلغ أكبر بكثير مما توقعته دار «كريستيز» ذات الخبرة الواسعة، إذ كانت خمّنته «بما بين 25 ألف يورو و35 ألفاً».



وتشهد سوق المزادات على الأعمال الفنية المعاصرة ارتفاعاً كبيراً، ولاحظت «آرت برايس» في أكتوبر الفائت أن حجم هذه السوق نما من 103 ملايين دولار سنوياً عام 2000 إلى 2,7 مليار دولار اليوم.




ورأت المؤسسة المتخصصة في تخمين الأعمال أن هذا النمو يعود إلى «نجاح الانتقال إلى المبيعات عبر الإنترنت وإعادة توجيه السوق بالقدر نفسه من النجاح نحو جمهور جديد وناشئ من المهتمين بشراء أعمال الفن المعاصر».

وشرح مؤسس «آرت برايس» تييري إيرمان أن «أنظمة المعلوماتية لدى دور المزادات كانت قديمة جداً، لكنّ جائحة كوفيد-19 دفعتها إلى تحديثها، وجاءت نتائج المبيعات عبر الإنترنت مذهلة، إذ جذبت جمهوراً آخر شاباً».

وأشار مثلاً إلى شراة ثلاثينيين شرعوا في تكوين مجموعة فنية قبل أن يصبحوا مالكي عقارات.

وبعدما شهدت السوق جموداً خلال الأزمة الصحية العالمية عام 2020، عادت مجدداً بقوة كبيرة، مستفيدة من دائرة لم يتضح بعد هل هي جيدة أم سيئة.

وارتفعت أسعار أعمال الفنانين الكلاسيكيين إلى مستويات جديدة، منها مثلاً 71,3 مليون دولار للوحة «أكواخ خشبية بين أشجار الزيتون والسرو» الزيتية لفنسنت فان غوخ في 12 نوفمبر. ومن لا يملكون الإمكانات لدفع مثل هذه المبالغ يقبلون بعد ذلك بكثافة على شراء أعمال ذات أسعار معقولة أكثر.

ولا يقتصر ما يشترونه على الأعمال الفنية. فمنذ أكتوبر، كان أمامهم خيار واسع، فبيع مثلاً حذاء رياضي لنجم كرة السلة مايكل جوردان لقاء 1,5 مليون دولار، وأكبر ترايسيراتوبس معروف في العالم في مقابل 6,6 مليون يورو، ونسخة أصلية نادرة جداً من دستور 1787 الأمريكي في مقابل 43 مليون دولار وسواها. وأدى ظهور المزادات على قطع رقمية بتكنولوجيا «إن إف تي» (رموز غير قابلة للاستبدال)، إلى تنويع المعروض أكثر فأكثر.

هل ثمة خطر لانفجار الفقاعة؟ نشأ السؤال أصلاً في ثمانينيات القرن الـ20 عندما برزت تساؤلات عما إذا كان الأثرياء الأمريكيون أو اليابانيون سيتعبون يوماً من المزايدة والتنافس في ما بينهم، وعندما أطاحت مؤسسات خاصة بالمتاحف العامة الكبيرة. لكن حجم السوق استمر في الارتفاع حتى الأزمة المالية عام 2008.

وفي مطلع 2014، بعد عام سجلت خلاله أرقام قياسية، تساءلت صحيفة «واشنطن بوست»: «مع ارتفاع سعر الفن، هل تنهار قيمته؟»

وأظهرت مؤشرات «آرت برايس» أن الأسعار انخفضت بشكل حاد بين عامي 2015 و2019، لكنها عاودت الارتفاع مذّاك.

وأصبح الشراء وإعادة البيع طبيعياً أكثر؛ «سعياً من الشراة إلى تحسين مجموعاتهم، أو بسبب تغيّر في تفضيلاتهم»، أو غير ذلك، بحسب تييري ايرمان. وأضاف: «لم يعد يوجد أي حاجز نفسي يحول دون دفع أكثر من مليون في مزاد عبر الإنترنت».

ورأت شركة «ديلويت» أن خزان الشراة الشديدي الثراء ليس على وشك أن ينضب. ولاحظت أن ثروة الأغنياء المهتمين بالفن وتكوين المجموعات «زادت بنحو 1,448 مليار دولار عام 2020».