الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

أسعار القهوة تواصل الصعود القياسي.. وهذه الأسباب

أسعار القهوة تواصل الصعود القياسي.. وهذه الأسباب

تشهد أسعار القهوة عالمياً ارتفاعات قوية منذ بداية العام الجاري وصلت بسعرها لأعلى مستوياتها في نحو 10 سنوات وسط تزايد مشاكل الإمداد وتغير المناخ وانخفاض محصول البن، بسبب الطقس الشديد في بعض الدول الأكثر إنتاجاً للبن.

وبحسب بيانات «بلومبيرغ»، فإن أسعار حبوب بن أرابيكا الأكثر استخداماً حول العالم سجلت ارتفاعاً يقدر بحوالي 102.14% منذ بداية العام بعد أن بلغت بنهاية الأسبوع الماضي نحو 2.83 دولار للرطل بعد أن وصلت نهاية ديسمبر من عام 2020 إلى مستوى 1.4 دولار للرطل، فيما ارتفعت الأسعار ذاتها منذ بداية شهر يناير الماضي وحتى تاريخه بنسبة 99.3% بعد أن بلغ سعر الرطل حينها 1.425 دولار.

يذكر أن حبوب القهوة من نوع أرابيكا تشكل أكثر 60% من الإنتاج العالمي من حبوب القهوة.

ويوضح مهند ياقوت مدير قسم الأبحاث والتطوير بشركة «باسيفك يونيون» أن السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار التقلبات المناخية في البرازيل والتي تعد أكبر دولة منتجة للقهوة على مستوى العالم؛ حيث إنها تقوم بإنتاج ما يقارب ثلث إنتاج العالم من القهوة والذي منه ما يقارب الـ70% من ذلك الإنتاج من نوع حبوب أرابيكا.

ويشير إلى أن البرازيل تواجه أسوأ موجة جفاف لها منذ ما يقرب من قرن، والتي تؤثر على إمدادات المياه والزراعة وتوليد الكهرباء، وهو ما أثر بشكل رئيسي على إنتاج القهوة في العالم والذي هبط بحوالي 25% خلال العام الحالي.

ويقول مهند ياقوت إن من أسباب مواصلة صعود أسعار القهوة ارتفاع الطلب العالمي على المواد والمنتجات الاستهلاكية بشكل يفوق قدرات سلاسل الإمداد والملاحة العالمية على تحملها، وذلك منذ عودة الأنشطة الحياتية لطبيعتها، وإلغاء قيود الإغلاق الخاصة بجائحة فيروس كورونا خلال العام الماضي، مبيناً أن من تلك الأسباب مواجهة الكثير من السلع والمنتجات ارتفاعاً كبيراً في الأسعار خلال الفترة الحالية، خاصةً مع ارتفاع عام في مؤشرات التضخم في الاقتصاد العالمي، ما يدفع أسعار السلع والمنتجات لإحداث قفزات سعريه كبيرة خلال فترات زمنية قصيرة.

ويؤكد مهند ياقوت، أنه- بشكل عام- ما تزال أسعار القهوة في اتجاه صاعد قوي خصوصاً هذا العام وفي ظل الظروف والأسباب التي تم ذكرها. من المتوقع أن يستمر هذا الصعود على أسعار القهوة خصوصاً مع استمرار ضغوطات سلاسل الإمداد على الأسعار، في ظل تفشي لمتحور جديد من فيروس كورونا أوميكرون، والخوف من العودة مجدداً للإغلاقات العالمية لمكافحة التفشي.

يشار إلى أن بعض الدولة المنتجة الرئيسية بالعالم كالبرازيل وكولومبيا وفيتنام بدأت تلجأ لتعويض النقص من النوع الأقل طلباً، وإن كان بتوليفات مبتكرة؛ ما سيخلق طلباً أكبر على النوع الآخر، ويؤدي بالتأكيد لارتفاع سعره لاحقاً.