تعرضت أسهم التكنولوجيا أخيراً في وول ستريت لهبوط قوي جاء بسبب الكشف عن نتائج أعمال شركة «ميتا» المالكة لشركة «فيسبوك» سابقاً المخيبة للآمال، وهو ما دفع المستثمرين للبيع بقوة للأسهم الأمريكية، مشيرين إلى نتائج الأعمال ستكون البوصلة التي سيحدد عليها المتعاملون توجهاتهم خلال الأسبوعين المقبلين مع توالي إفصاح الشركات عنها. وأفادوا بأن الآثار السلبية الناجمة عن نتائج «ميتا» قابلة للاستمرار.
وفي جلسة الخميس، تعرض سهم «ميتا» إلى خسائر قوية بلغت 230 مليار دولار، وهو أقوى تراجع يومي للسهم بهبوط بنحو 26.4%، مع ظهور مخاوف متعلقة بمستقبل الشركة بعد أن أظهرت التقارير تراجع عدد المستخدمين اليومي لأول مرة، وأدى الهبوط القوي للسهم إلى تراجع ثروة مارك زوكربيرغ بمقدار 30 مليار دولار.
وعانت «ميتا» من تحقيق تراجع بنسبة 8% بأرباحها لتصل إلى 10.285 مليار دولار خلال آخر ربع سنوي بعام 2021، كما زادت مخاوف المستثمرين من تحذيرها من التغييرات في خصوصية البيانات على أجهزة أبل Apple، إلى جانب المنافسة الشرسة من تك توك TikTok، التي تؤثر في أعمالها الإعلانية.
الثلاثة السوداء
وعلى مدار الأيام الثلاثة الأخيرة من الأسبوع الماضي، تراجع مؤشر ناسداك أكثر من 4%، كما سجل أسوأ أداء يومي له منذ سبتمبر 2020 يوم الخميس الماضي، كما شهد مؤشر S&P500 أسوأ أداء يومي له منذ ما يقرب العام متراجعاً بنحو 2.5%.
وقال رئيس قسم الأبحاث لدى «Equiti Group» رائد خضر، إن نتائج الأعمال للأسهم الأمريكية لاسيما ذات النمو الضخم تعمل على تأجيج التقلبات الشديدة في سوق الأسهم، وهو ما قد يفتح الباب أمام مزيد من التقلبات خلال الفترة المقبلة.
أثر رفع الفائدة
وأكد أن نية الفيدرالي رفع نسبة الفائدة انعكست على أداء الأسهم، وخصوصاً بعض أسهم التكنولوجيا ذات التقييمات المرتفعة، منذ بداية العام إلى الآن، على الرغم من نتائج الأعمال القوية لشركات التكنولوجيا، حيث ارتفع سهم شركة أمازون بأكثر من 12%، وكذلك سهم Snap بنحو 46% في اليوم التالي للإبلاغ عن نتائج أعمال الشركة، حيث أعلنت الخميس الماضي عن تحقيق صافي أرباح بنهاية الربع الرابع 2021 بلغ نحو 22.5 مليون دولار مقارنة بخسارة بلغت 113 مليون دولار حققتها بالفترة ذاتها في 2020.
وقد أسعدت نتائج الشركة المستثمرين الذين كانوا ينتظرون كشف «سناب شات» Snap عن نتائجها وسط القلق المتزايد في وول ستريت بعد إعلان نتائج مالية مخيبة للآمال من شركة ميتا، المالكة لـFacebook الأربعاء الماضي.
إشارة للتراجع
بدوره، أوضح كبير المحللين الاقتصاديين لدى «أوربكس»، عاصم منصور، أن نتائج فيسبوك المخيبة للآمال اتخذها المستثمرون إشارة مبكرة لتراجع القطاع التكنولوجي بشكل عام، ليلجأ الجميع إلى بيع أسهم القطاع بعد تلك النتائج.
وأشار إلى أن هناك تقارير أخرى لأرباح الشركات المدرجة كـ«سناب شات» وغيرها ساعدت على تعافي القطاع والإبقاء على النظرة الإيجابية خلال الأشهر القليلة المقبلة.