الاحد - 05 مايو 2024
الاحد - 05 مايو 2024

عصر الديون ذات العائد السلبي في أوروبا يقترب من نهايته

عصر الديون ذات العائد السلبي في أوروبا يقترب من نهايته

أصبحت العوائد السلبية من الأنواع المهددة بالانقراض حتى في أوروبا، وهي المبالغ التي يدفعها المستثمرين مقابل الاحتفاظ بالسندات.

وتحولت مجموعة كبيرة من العوائد في جميع أنحاء المنطقة إلى إيجابية في الأسبوع الماضي حيث سارع التجار في الرهان على تشديد سياسة البنك المركزي الأوروبي لمحاربة التضخم القياسي، وفقاً لما نقلته «بلومبيرغ».

تتوقع أسواق المال الآن أن يرفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة على الودائع بمقدار 50 نقطة أساس في عام 2022 ليعيدها إلى صفر بالمئة للمرة الأولى منذ ما يقرب من 8 سنوات.

أدى ذلك إلى دفع الأوراق المالية قصيرة الأجل الحساسة لسياسة البنك المركزي الأوروبي إلى مزيد من الهبوط، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الفائدة على السندات الألمانية والهولندية والسويسرية لأجل 5 سنوات إلى ما فوق الصفر يوم الجمعة للمرة الأولى منذ سنوات.

وتشكل أوروبا نحو نصف إجمالي الأوراق المالية عالمياً التي تسجل عوائد سلبية دون الصفر، فهي الآن الأدنى منذ عام 2019 ويبدو أنها ستستمر في الانكماش.

عوائد إيجابية

قال كبير المحللين الاستراتيجيين لأسعار الفائدة في «آي إن جي جرويب إن» أنطوان بوفيت: «ستتحول عوائد السندات الألمانية لأجل عامين إلى إيجابية قريباً... إنه قطار جامح مع المحطة التالية عند صفر بالمئة، ويشير إلى أن حقبة الديون ذات العائد السلبي تقترب من نهاية الخط».



أكبر انخفاض

انخفض حجم الديون ذات العائد السلبي بنحو الثلث يوم الخميس وحده بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي، وهو أكبر انخفاض في يوم واحد على الإطلاق، وتقترب الديون في المنطقة من ذروتها القياسية فوق 8 تريليونات يورو (9.5 تريليون دولار) خلال الوباء.



الاقتصادات الرئيسية

شهدت تحركات السوق الأسبوع الماضي تحول عائدات لمدة 5 سنوات في جميع الاقتصادات الرئيسية في أوروبا إلى إيجابية، والتالي ستكون آجال الاستحقاق لمدة 3 سنوات، مع بقاء ألمانيا وفرنسا وهولندا سلبية.



عالم الشركات

تختفي العوائد السلبية بسرعة أكبر في عالم ديون الشركات، وفي مؤشر بلومبيرغ الذي يتتبع السندات ذات الدرجة الاستثمارية باليورو، ينتج الآن نحو 5% فقط أقل من الصفر، بانخفاض عن أكثر من 50% قبل 6 أشهر فقط.

ويتجه متوسط العائد على المؤشر نحو 1% لأول مرة منذ منتصف 2020.

وفي حين أن التحركات تلقي بثقلها على إجمالي العوائد، والتي كانت سلبية هذا العام، فقد تساعد العائدات المرتفعة في جذب مشترين جدد.

ذروة الديون

وذكر الخبراء الاستراتيجيون لبنك (أوف أمريكا) بقيادة بارنابي مارتن في مذكرة: «في ذروة الديون ذات العوائد السلبية العام الماضي، كانت هناك بعض القطاعات غير قابلة للاستثمار لأنها تحتوي على سندات سلبية أكثر بكثير من تلك الإيجابية.. وبناءً على ذلك، قد يعود الطلب على هذه القطاعات مع اختفاء معدلات سلبية».

ومن المتوقع أن تصل مبيعات السندات من ألمانيا وإيطاليا والبرتغال إلى نحو 11 مليار يورو، وفقًا لـ Commerzbank AG. .

وتوقع دانسك بنك، (أكبر بنك في الدنمارك)، أن يبيع الاتحاد الأوروبي الديون عن طريق البنوك الأسبوع المقبل، لآجال تصل إلى 25 عاماً ولجمع ما يصل إلى 8 مليارات يورو، فيما تطرح المملكة المتحدة ديوناً لآجال مدتها تصل إلى 50 عاماً.