الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

15 مليون دولار للحلقة.. نيتفلكس وديزني بين ارتفاع الكلفة وهبوط الإيرادات

15 مليون دولار للحلقة.. نيتفلكس وديزني بين ارتفاع الكلفة وهبوط الإيرادات

تحتفل ديزني التي تعد أكبر شركة في مجال صناعة المحتوى في العالم بمئويتها العام المقبل وسط تغيرات حرجة تقوم بها الشركة بعد أن قررت تخصيص ميزانية ضخمة بلغت 260 مليار دولار لمشروع منصة البث الخاصة بها والتي تم إطلاقها منذ عامين فقط.

وكانت تجربة ديزني في إطلاق منصة البث الخاصة بها حتى الآن ناجحة، حيث كان الهدف أن تصل إلى مالا يقل عن 60 مليون مشترك بحلول عام 2024، إلا أنها حققت هذا الهدف في أقل من 12 شهراً، وتأمل الآن في الوصول إلى 260 مليون مشترك بحلول 2024.

ويطمح الرئيس التنفيذي لشركة ديزني بوب تشابك، والذي تولى منصبه قبل الوباء مباشرة بأن يكون فيلم Turning Red المقرر عرضه الشهر المقبل السبب وراء جذب العديد من المشاركين.

وتدور أحداث فيلم الأنميشن الجديد حول فتاة تبلغ من العمر 13عاماً تتفاجأ بتحولها إلى دب أحمر كبير عندما تُثار مشاعرها أو تتحمس بشدة إلى شيء ما، ما يتسبب في وضعها في الكثير من المواقف المحرجة.

وتعتبر شركة ديزني الفيلم ضماناً لتكون من بين الناجين من فترة المنافسة القاسية بين منصات صناعة المحتوى.

ولفتت مجلة الإيكونومست البريطانية، أن هناك المزيد من الشكوك فيما يتعلق بالإقبال على المنصة بسبب الفيلم، وتتعهد ديزني ومنافسيها كل عام بإنفاق المزيد على صناعة المحتوى، ولكن مع ذلك فإن النمو في عدد المشتركين يظهر تباطؤ.

وأشار تقرير المجلة إلى أن شركات الإنتاج القديمة باتت تدرك أهمية التحول من شركة تلفزيونية مربحة للغاية إلى بديل أقل فائدة بشكل واضح.

ووسط نوبة من تقلبات السوق الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار أسهم كل من ألفابيت وأمازون بمقدار عشر أو أكثر، بينما انخفض سهم ميتا بمقدار الربع، وينتظر المستثمرون نتائج شركة ديزني الربع سنوية في التاسع من فبراير ببعض القلق.

وانتاب الأسواق شعور بالذعر الشهر الماضي عندما توقعت شركة نيتفلكس الرائدة في خدمة صناعة المحتوى والبث المباشر، أنها ستضيف 2.5 مليون مشترك جديد في الربع الأول من عام 2022.

وسيكون هذا الربع الأول الأضعف منذ عام 2010، وأدى الإعلان إلى انخفاض سهم نيتفلكس بأكثر من ربع قيمته.

وكانت شركة ديزني أعلنت في الربع السابق أنها أضافت 2.1 مليون مشترك، وتباطأ النمو بشكل عام في الصناعة.

وتلقي الشركات باللوم على الطفرات المستمرة لفيروس كورونا والتي تؤدي إلى تأخير إنتاج المحتوى، والإلغاء التدريجي للإصدارات التجريبية المجانية كما هي الحال في منصة Apple TV+.

ويعتقد المحللون في بنك مورغان ستانلي، أن منصة نيتفلكس ستصل في عام 2024 إلى 260 مليون مشترك حول العالم، وهو أقل من التقدير السابق البالغ 300 مليون.

وعلى الرغم من أن الشركات تدرس إمكانية رفع الأسعار في أسواق العالم الغني، إلا أن الأمر سيكون أكثر صعوبة في البلدان الفقيرة الأسرع نمواً.

وفي الهند خفضت شركة نيتفلكس مؤخراً سعر خطتها الأساسية من 6.60 دولار أمريكي إلى 2.60 دولار أمريكي في الشهر.

ويتوقع مورغان ستانلي أن ينمو إجمالي إيرادات نيتفلكس بنحو 10% سنوياً على المدى المتوسط، وهو أقل من التوقعات السابقة التي بلغت 15%.

ومع تباطؤ نمو الإيرادات وتضخم التكاليف، ستنفق الشركات أكثر من 230 مليار دولار على محتوى الفيديو هذا العام، أي ما يقارب ضعف الرقم الذي تم إنفاقه قبل عقد من الآن.

وتتوقع شركة Ampere Analysis وهي شركة بحثية أن تكون نتائج شركة نيتفلكس أضعف من التوقعات التي أعلنتها على الرغم من وصفها بأنها تضم أقوى قائمة محتوى على الإطلاق.

ويرى المحللون أن منصة Disney+ تقدم أداء أفضل بكثير مما طمحت إليه الشركة، ولكن في المقابل فإن ذلك يكلفها أكثر أيضاً.

وقبل ثلاث سنوات قالت ديزني أنها ستنفق حوالي ملياري دولار على بث المحتوى في عام 2024، بينما أعلنت مؤخراً أن الرقم سيكون أكثر من 9 مليارات دولار.

وترتفع نفقات شركات صناعت المحتوى جزئياً، بسبب ارتفاع تكاليف التصوير، وبلغت كلفة الموسم الأخير من «Game of Thrones» الذي تم إنتاجه من قبل شركة WarnerMedia في عام 2019، حوالي 15 مليون دولار لكل حلقة.

وبحسب البيانات، فإن مسلسل سيد الخواتم المقرر عرضه على أمازون في سبتمبر تكلف الحلقة منه حوالي 4 أضعاف الحلقة من Game of Thrones.

الجمهور بات أكثر تطلباً

يقول دودج شابيرو كبير مسؤولي الاستراتيجيات السابق في شركة Turner Broadcasting System وهي شركة تلفزيونية أن الناس باتو معتادين على تغيير جودة المحتوى أو إيقاف تشغيله والاشتراك فقط للوصول إلى أحدث الإصدارات، ومن ثم إلغاء عضويتهم.

وتعاني منصة Apple TV+ من أخطر المشاكل التي تتعلق بالاحتفاظ بالأعضاء، حيث تفقد عشر عملائها كل شهر.

وتقول شركة موفيت ناثانسون، إن ارتفاع تكاليف صناعة المحتوى مع تباطؤ الإيرادات، يدعو إلى التشكيك في الحالة الاقتصادية النهائية لهذه الشركات.

وتتوقع شركة نيتفلكس الأكثر نجاحاً في قطاع صناعة المحتوى الرقمي، تقلص هامش التشغيل في عام 2022 لأول مرة منذ ست سنوات على الأقل إلى 19%، وقدت عزت ذلك إلى زيادة الإنفاق على البرمجة.

وتشكل تكاليف منصات البث المباشر عبئاً بشكل خاص بالنسبة للشركات القديمة مثل ديزني، والتي اعتادت على إنتاج الأعمال الأكثر ربحية في مجال التلفزيون.

وأعلنت ديزني العام الماضي عن هامش تشغيلي قدره 30% لشبكاتها التلفزيونية الخطية وهو رقم نموذجي للصناعة.

ويبلغ متوسط فاتورة الكابلات الأمريكية حوالي 100 دولار شهرياً و تعمل الشركات الإعلامية على تسريع وتيرة تراجع هذا العمل المربح من خلال تحويل أفضل محتوى لديها من الكابلات إلى خدمات البث، كما أنهم يتنازلون عن عائدات شباك التذاكر عن طريق إرسال الأفلام مباشرة إلى البث المباشر.

وأشارت الإيكونومست إلى أنه لا يوجد خيار أمام الشركات سوى التمسك بهذه الاستراتيجية، حيث إن مشاهدة التلفزيون التقليدي لن تعود، ومن المتوقع أن تمثل منصات البث المباشر نصف مشاهدة التلفزيون في أمريكا بحلول 2024.

ومن ناحية أخرى يتحول التركيز بشكل متزايد إلى كيفية جعل الأعمال التجارية الجديدة أكثر ربحية، حيث تقوم منصات البث باعتماد نظام عرض الحلقات بالتدريج بدلاً من عرض سلسلة كاملة أمرة واحدة.

ورجح تقرير الإيكونومست أن المنافسة الشرسة بين شركات صناعة المحتوى الرقمي، ستؤدي في النهاية إلى سقوط بعض الضحايا، وترك الناجين أحراراً في رفع أسعارهم وخفض الإنفاق على المحتوى.