الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

مخاوف «التضخم» و«التصعيد الجيوسياسي بأوكرانيا» يدفعان الذهب للصعود لأعلى مستوى في 3 شهور

مخاوف «التضخم» و«التصعيد الجيوسياسي بأوكرانيا» يدفعان الذهب للصعود لأعلى مستوى في 3 شهور

عادت أسعار الذهب للصعود في نهاية تعاملات الجمعة الماضية مع تزايد معدل قلق وخوف المستثمرين بعد الكشف عن بيانات التضخم الأمريكي المخيبة للآمال والمتجاوزة للتوقعات، والتخلي عن الأصول ذات المخاطرة العالية مع تحذيرات أمريكية من اقتراب التحرك العسكري الروسي ضد أوكرانيا.

وعند تسوية تعاملات، الجمعة، صعد سعر العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أبريل بنسبة 0.2% ما يعادل 4.7 دولار عند 1842.10 دولار للأوقية وهو الأعلى له خلال 3 أشهر.

وعلى مستوى التعاملات الأسبوعية، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1.9% ما يعادل دولاراً، بعد ما أنهت تسوية تعاملات الجمعة الماضية الموافق 4 فبراير الجاري عند مستوى 1,807.80 دولار للأوقية.

ويقول رئيس قسم أبحاث السوق لدى «سبائك مصر»، طاهر مرسي، إن هناك 4 أسباب وراء صعود الذهب هذا الأسبوع وفي مقدمتها صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية والذي ارتفع لأعلى مستوى له منذ 40 عاماً، مسجلاً 7.5%، والتي أشارت إلى أنها تشير إلى تضخم مفرط، غير عابر على خلاف ما يؤكده الفيدرالي الأمريكي، وهو ما عزز من جاذبية المعدن الأصفر على حساب الدولار الذي يعاني من فقدان القوة الشرائية.

وأوضح أن السبب الثاني هو تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لجميع الآجال بلا استثناء، القصيرة، والمتوسطة، وطويلة الأجل، وذلك عقب تسجيلها ارتفاعات كبيرة منذ بداية الأسبوع، لكنها هوت يوم الجمعة لتمنح أسعار الذهب فرصة لالتقاط النفاس.

وأشار إلى أن السبب الثالث هو التوتر المتصاعد في أوكرانيا حيث أدت الوتيرة الكبيرة في حشد القوات على جانبي الحدود الروسية الأوكرانية، ونقل قواعد، وقوات الناتو إلى حدود أوروبا الشرقية بالقرب من روسيا، إلى حالة فزع في الأسواق ذات الأصول الخطرة كالأسهم والعملات الرقمية، مشيراً إلى أن دعوى الولايات المتحدة رعاياها بمغادرة أوكرانيا خلال 48 ساعة كانت سبباً رئيسياً في هبوط الأسواق ومن ثم إطلاق العنان لأسعار الذهب لتخترق أعلى مستوى لها خلال 3 أشهر.

وأوضح أن السبب الرابع هو حالة التقلب التي شهدتها الأسواق المالية حيث ساعدت حالة عدم الاستقرار بالأسواق خلال الأسبوعين الأخيرين تحديداً، بفعل التضخم، وتوقعات رفع الفائدة، والتوترات الجيوسياسية المرتبطة بالأزمة الأوكرانية، إلى اللجوء للذهب، حيث ظهر المعدن الأصفر كملاذ آمن مقابل تلك التقلبات، متوقعاً أن يعزز الذهب مكاسبه في مقابل أن تتجه أسواق الأسهم لتوسيع الخسائر في أي وقت وفقاً لتقلبات الأوضاع الدولية، والتي لا يتوقع استقرارها قريباً.

وأشار إلى أنه من المنتظر أن يجتمع الفيدرالي الأمريكي اجتماعاً استثنائياً مغلقاً الاثنين القادم، مع افتتاح الأسواق، لمناقشة الأوضاع مع ارتفاع التضخم بهذا الشكل الكبير، والذي سيكون له كبير الأثر على تحركات الأسواق بشكل عام، وأسعار الذهب بشكل خاص. مشيراً إلى أنه إن كانت نية الفيدرالي التبكير برفع الفائدة، قبل اجتماع مارس القادم، فبدون شك سنلمس تأثيراً فورياً على أسعار الذهب، وفي الغالب سيكون بالسلب.