الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

هل ستصل أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها منذ مطلع 2020؟

هل ستصل أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها منذ مطلع 2020؟

سجلت أسعار الذهب العالمية مكاسب قوية خلال التعاملات الأسبوعية وذلك مع تزايد التوترات الجيوسياسية خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن والتي قال فيها إن هناك إشارات واضحة تدل على أن روسيا تتجه لغزو أوكرانيا.

وعند نهاية تسوية تعاملات الجمعة، سجل سعر العقود الآجلة للذهب تسليم شهر أبريل مكاسب أسبوعية تجاوزت 3% فيما تراجع على المستوى اليومي بنسبة 0.1% بما يعادل 2.20 دولار ليصل إلى مستوى 1899.80 دولار للأوقية.

وأكد خبراء لـ«الرؤية» أن المستثمرين يتجهون إلى الملاذات الآمنة ولا سيما الذهب في أوقات الأزمات والتوترات الجيوسياسية ولذلك من المتوقع أن يستمر الذهب في تلقي طلبات شراء وسط التصعيد بين روسيا والولايات المتحدة بعد قيام روسيا بطرد نائب السفير الأمريكي ودراسة الولايات المتحدة الرد المناسب على التصرفات الروسية.

على جانب آخر، أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة استمرار تسارع معدلات التضخم وصولاً لمستويات قياسية في عشرات السنين، حيث تستقر عند أعلى مستوياتها في 40 عاماً في الولايات المتحدة بأعلى من 7% مقابل النسبة المستهدفة من الفيدرالي الأمريكي عند 2%.

تشديد نقدي

وأوضح عاصم منصور كبير استراتيجي الأسواق في شركة أوربكس، أنه بالرغم من اتجاه الفيدرالي الأمريكي لتشديد السياسة النقدية ورفع الفائدة أكثر من مرة هذا العام، إلا أن هناك شكوك حول قدرة البنوك المركزية في كبح جماح التضخم ولذلك في حال استمرت معدلات التضخم في الاستقرار أعلى النسب المستهدفة من البنوك المركزية فمن المتوقع أن يسجل الذهب المزيد من الارتفاعات.

وأكد أنه بالرغم من ارتفاع العائدات على السندات الأمريكية الآجلة لعشرة أعوام لأعلى مستوى لها منذ يوليو 2019 عند 2.063% مع تسعير الأسواق رفع الفائدة على نحو سريع إلا أن تأثيرها يعد غير ملحوظ في الوقت الحالي مع استمرار التوترات بالأسواق.

ومن الناحية الفنية، أشار عاصم منصور إلى أن استقرار أسعار الذهب أعلى المستوى 1880 دولاراً للأونصة يدعم المزيد من ارتفاعه إلى المستوى 1915دولاراً، مشيراً إلى أنه في حال المستوى الأخير فمن المتوقع وصوله إلى المستوى 1950 دولاراً ومنها إلى مستوى 2075 دولاراً وهو أعلى مستوياتها منذ مطلع عام 2020. وأكد أن النظرة الشرائية للمعدن الأصفر تظل مستمرة طالما أسعاره مستقرة أعلى المستوى 1880دولاراً.

حالة فزع

وبدوره، قال رئيس قسم أبحاث السوق لدى «سبائك مصر»، طاهر مرسي، إن من أهم المؤثرات على أسعار الذهب خلال الأسبوع التوترات الجيوسياسية المرتبطة بأزمة أوكرانيا وروسيا التي ما زالت تتصاعد وهو الأمر الذي يزيد من حالة الفزع، والخوف لدى المتعاملين ويدفعهم بشدة نحو الأصول الأكثر أمناً، وعلى رأسها بالطبع الذهب.

وأكد أن من العوامل الرئيسية التي تتحكم في مسار أسعار الذهب حالياً التضخم والذي استمر بالارتفاع، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي 7.5% على أساس سنوي بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو أعلى مستوى خلال 40 عاماً.

وأشار إلى أن التضخم يؤثر بشكل كبير على أداء الاقتصاد الكلي، وهو ما يوضحه تباين المؤشرات الاقتصادية المختلفة، وعلى رأسها سوق العمل، حيث ما زالت مطالبات البطالة تسجل ارتفاعات متتالية، مؤكداً أن حالة عدم اليقين تدفع لصالح الذهب بكل تأكيد، وهو ما نشاهده مترجماً في تسجيل المزيد من الارتفاعات.

ارتفاعات قياسية

ومن جانبه، قال رئيس شركة «تارجت للاستثمار»، نورالدين محمد، إن توقعات برفع أسعار الفائدة مع الارتفاعات القياسية في معدلات التضخم والتي وصلت في الولايات المتحدة و أوروبا لأعلى مستوياتها خلال الـ40 عاماً الماضية وهو ما دفع أسعار بعض الأدوات المالية كالذهب و السندات الأمريكية إلى الارتفاع إلى مستويات مرتفعة نسبياً حيث ارتفع سعر المعدن الأصفر من مستوى 1780 إلى مستوى 1867 دولاراً للأونصة خلال شهر.

وأكد أن المستثمرين أكثر ميلاً للملاذات الآمنة منذ بداية العام مقابل التخلص من استثماراتهم في الأسهم والتي أظهرت الكثير من التخبط منذ بداية العام و التي من المفترض أن تؤثر زيادة أسعار الفائدة عليها سلبياً لزيادة كلفة الاقتراض من ناحية وارتفاع كلفة الفرصة البديلة نتيجة ارتفاع أسعار السندات و باقي أدوات الدخل الثابت. ويرى أنه ومع اختفاء أثر بعض نتائج أعمال الشركات الإيجابية والبداية في زيادة أسعار الفائدة فعلياً في مارس القادم سيظهر أثر ذلك على أسواق الأسهم و قد نرى انخفاضاً في المؤشرات في مقابل ارتفاع محلوظ في أسعار الملاذات الآمنة.