«كامكو إنفست»: عاملان رئيسيان ساهما في تصدُّر الإمارات الاستثمارات السيادية بالمنطقة

أكدت شركة «كامكو إنفست» في تقرير حديث لها، أن هناك عاملين رئيسيين دفعا دولة الإمارات العربية المتحدة لزيادة الاستثمارات السيادية وتصدرها إقليمياً بتلك القائمة في نهاية العام الماضي

وقال نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في «كامكو إنفست»، رائد دياب، لـ«الرؤية»، إن أول تلك العوامل هي التعافي السريع من تداعيات كورونا وارتفاع نسب التطعيم على أراضيها، وهو ما أعاد النشاط الاقتصادي للقطاعات الكُبرى، وكان منها العقارات وأسواق المال المحلية.

وأكد أن تفشي فيروس كورونا (كوفيد-19) كان له الأثر السلبي على جميع الأسواق العالمية وأدى إلى تراجع أسعار النفط بشكل حاد.

وأوضح أنه مع التوصل إلى اللقاحات الفعالة ضد الفيروس، استطاعت دولة الإمارات أن تكون في طليعة الدول العالمية في الحصول عليه، لتصل نسبة التطعيم إلى مستويات مرتفعة بشكل سريع، الأمر الذي سرّع عودة النشاط الاقتصادي، حيث تصدر سوق أبوظبي قائمة أسواق الأسهم العالمية، من حيث الأداء لعام 2021، بنسبة صعود بلغت 68.2%.

وأشار إلى أن سوق دبي سجل نمواً جيداً، وإن كان بنسبة أقل بلغت 28.2%. ولفت إلى أن عودة الانتعاش العالمي أيضاً كان له تأثير على معظم القطاعات، خاصة القطاع العقاري في الإمارات، الذي شهد تراجعاً ملحوظاً في السنوات الماضية.

وأوضح أن العامل الثاني هو تعافي أسعار النفط من مستوياتها المتدنية خلال الجائحة بدعم من التفاؤل حيال الانتعاش الاقتصادي والتوقعات بصعود الطلب العالمي.

وأكد أن أسعار النفط تُعدّ الشريان الرئيسي لدول المنطقة، ومنها بالطبع الإمارات، ما أدى إلى تحسن ميزانية الدولة، وأعطى الحكومة مجالاً أكبر للقيام باستثمارات انتهازية في الاقتصاد العالمي المتنامي.

ولفت إلى أن ارتفاع أسعار النفط ساهم في التشجيع على إدراج الشركات الحكومية، مثل أدنوك للحفر، الزيادة اللاحقة في أسعار أسهمها، ما شكّل دفعة كبيرة لخزينة الدولة.

وأظهرت دراسة دولية صدرت حديثاً، تصدر دولة الإمارات العربية المتحدة دول المنطقة من حيث إجمالي الأصول الخاضعة لإدارة صناديق الاستثمار السيادية حتى نهاية 2021، فيما جاءت الثانية عالمياً بعد الصين.

وذكرت دراسة حديثة صادرة عن «مركز حوكمة التغيير» التابع لجامعة «آي إي» الإسبانية، أن إجمالي الأصول الخاضعة لإدارة صناديق الثروة السيادية الإماراتية بلغ 1.643 تريليون دولار (6.033 تريليون درهم) في نهاية عام 2021.

وأفاد التقرير بأن التوجهات الاستثمارية السائدة لدى الصناديق الإماراتية وأنماط استثماراتها في عام 2021، جاءت كامتداد لتوجه بدأ يظهر بشكل لافت في عام 2020، وهو التركيز على الاستثمار في قطاع التقنية، مع الاهتمام بصفة أشد خصوصية بتوظيف التقنية في قطاع الزراعة، وذلك بهدف خدمة استراتيجية الأمن الغذائي التي تنتهجها الدولة.

ووفقاً للدراسة، جاءت الصين في المرتبة الأولى عالمياً بقيمة إجمالية للأصول المملوكة لصناديق الاستثمار السيادية التابعة لها 2.467 تريليون دولار.

وحلت النرويج في المركز الثالث بأصول إجمالية بلغت قيمتها 1.298 تريليون دولار، ثم سنغافورة بأصول إجمالية قيمتها 1.104 تريليون دولار.

وجاءت السعودية في المركز الخامس بأصول إجمالية قيمتها 954.74 مليار دولار، ثم الكويت بإجمالي أصول 695.54 مليار دولار، ثم مؤسسة النقد في هونج كونغ بأصول 520.01 مليار دولار، ثم قطر 445 مليار دولار.

وتمتلك الإمارات 5 صناديق استثمار سيادية ضمن أكبر 30 صندوق استثمار سيادياً على مستوى العالم، من ناحية إجمالي حجم الأصول المملوكة لكل صندوق حتى نهاية 2021، بالإضافة إلى أكثر 7 صناديق ضمن أكبر 30 صندوقاً حتى نهاية عام 2021.

وجاء جهاز أبوظبي للاستثمار «أديا» في المركز الثالث عالمياً بأصول إجمالية بلغت قيمتها 829 مليار دولار. وجاءت «مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية» في المركز الــ12، بأصول إجمالية بلغت قيمتها 302.16 مليار دولار.

وحلّت شركة مبادلة للاستثمار «مبادلة» في المركز الــ14 بأصول إجمالية بلغت قيمتها 243.35 مليار دولار. فيما جاءت شركة أبوظبي التنموية القابضة «القابضة» (ADQ) في المرتبة الـ18بأصول إجمالية قيمتها 110 مليارات دولار، ثم «هيئة الإمارات للاستثمار» في المرتبة الـ19 بأصول إجمالية قيمتها 86 مليار دولار.

وجاءت «دبي العالمية» في المركز الــ28 بأصول إجمالية قيمتها 37.34 مليار دولار. فيما حلّت «دبي القابضة» في المركز الــ30، بأصول إجمالية قيمتها 35.39 مليار دولار.

وكانت صدارة القائمة من نصيب «صندوق معاشات التّقاعد الحكومي العالمي النرويجي» بأصول إجمالية قيمتها 1.298 تريليون دولار، فيما حلّت «مؤسسة الاستثمار الصينية» ثانية، بأصول إجمالية قيمتها 1.2 تريليون دولار.

وأورد التقرير، أن شركة أبوظبي التنموية القابضة «القابضة» (ADQ)، تعد واحدة من أحدث الإضافات إلى ساحة صناديق الاستثمار السيادية العالمية إذ أُسّست في عام 2018.

وأضاف التقرير أن «القابضة» سرعان ما أثبتت وجودها لاعباً رئيسياً شديد الأهمية في تنفيذ استراتيجية الأمن الغذائي بالإمارات.

وأورد التقرير، أن 90% من محفظة استثمارات «القابضة» (ADQ) يتركز داخل أبوظبي، وتركز الشركة استثماراتها في قطاع الطاقة بنسبة 65% من حافظة استثمارات الشركة، كما بدأت تتوسّع في العام الماضي على نحو ملحوظ في قطاع الزراعة والأغذية العالمي.