الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

بكين تمنع لقب «أمازون» الصين من «علي بابا»

بكين تمنع لقب «أمازون» الصين من «علي بابا»

لسنوات عديدة كان لدى مجموعة علي بابا الصينية، فرصة مشروعة في أن تصبح أمازون الصين، شركة التجارة الإلكترونية العملاقة التي تستخدم علاقات المتعاملين والبراعة التكنولوجية للسيطرة على مساحات واسعة من مشهد الإنترنت، وبالفعل ارتفعت القيمة السوقية للشركة إلى أكثر من 850 مليار دولار في 2020 مع توسعها في أعمال جديدة وسد الفجوة مع منافستها الأمريكية.

ولكن حملة بكين على القطاع الخاص دمرت تلك الاستراتيجية، حيث تخضع عملية التجارة الإلكترونية الأساسية لشركة علي بابا لحصار من المنظمين، وقد أُجبرت ذراعها المالية على التراجع عن بعض مبادراتها الأكثر ربحاً.

ولكن لا شيء قد يوضح ثرواتها المتغيرة أكثر من المشكلات الأخيرة لعملية الحوسبة السحابية، Aliyun، والتي يشار إليها غالباً باسم AliCloud (الترجمة الإنجليزية لـyun هي cloud) أو علي بابا كلاود.

وتعد الحوسبة السحابية جزءاً حيوياً من صيغة أمازون، حيث تقدم خدمات الويب من أمازون الكثير من الأموال النقدية بحيث يمكنها دعم أعمال التجارة الإلكترونية وتمويل المبادرات الجديدة التي قد لا تؤتي ثمارها لسنوات. في الربع الرابع من عام 2021، استحوذت AWS (خدمات أمازون ويب للحوسبة السحابية) على أكثر من 100% من الأرباح التشغيلية للشركة.

واعتقدت علي بابا أن أعمالها السحابية تخدم الوظيفة نفسها إلى حد كبير، حيث حددتها على أنها إحدى «الركائز الاستراتيجية» للشركة. وقال الرئيس التنفيذي دانييل زانج ذات مرة إن هذا المجال يمكن أن يصبح في نهاية المطاف «العمل الرئيسي لشركة علي بابا». وأضاف أن أرباح سوق السحابة في فبراير في الصين ستنمو لتصبح «فرصة تريليون يوان صيني» بحلول عام 2025.

لكن بكين أخرجت خطط علي بابا الطموحة عن مسارها، ما يشير إلى أن عملاق التكنولوجيا الصيني قد لا يحقق نجاحاً على مستوى أمازون أبداً.

في السنوات الأخيرة، ركز الحزب الشيوعي بشكل متزايد على استخدام وأمن البيانات، وأعلن أن البيانات عامل حاسم في الإنتاج، ما يجعل دفاعه أولوية بالنسبة للحكومة. هذا التصنيف، الذي ينطبق أيضاً على الأرض والوقود، يتطلب من الشركات والوكالات الحكومية حماية بياناتها كمسألة تتعلق بالأمن القومي.

واستجابت مجموعة واسعة من المؤسسات الصينية، بما في ذلك بنك التعمير الصيني والبلديات المحلية، من خلال الاقتراب من المنصات السحابية المدعومة من الدولة بدلاً من تلك التي تقدمها الشركات الخاصة مثل علي بابا.

تعرضت Aliyun لضغوط خاصة بسبب علاقة والدها (علي بابا) المتوترة مع الحكومة الصينية، والتي بدأت في التدهور في عام 2020 عندما انتقد المؤسس المشارك جاك ما المنظمين في خطاب ألقاه في شنغهاي.

وألغت الحكومة الصينية بسرعة الطرح العام الأولي المخطط له لشركة التمويل التابعة لعلي بابا، ثم فرضت على أعمالها التجارية الإلكترونية غرامة قدرها 2.8 مليار دولار بسبب انتهاكات مكافحة الاحتكار. وقد اشتبكت الشركة منذ ذلك الحين مع المنظمين بشأن الأمن السيبراني، ما أثار مخاوف جديدة من أن مشاكل علي بابا لم تنته وأن أعمالها السحابية يمكن أن تصبح هدفاً.

وخلال ديسمبر، جاءت مبيعات Aliyun دون توقعات المحللين بهامش واسع، حيث نمت بأبطأ وتيرة منذ أكثر من 5 سنوات. وقام مقدمو الخدمات السحابية الصاعدون مثل هاواي تكنولوجيز المحدودة Huawei Technologies Co، وتشاينا تيليكوم كورب (China Telecom) هي شركة صينية محدودة لخدمات الاتصالات السلكية، اللذان يتمتعان بعلاقات أكثر ودية مع الحكومة، بإغراء المستخدمين بشكل متزايد.

وفي خدمات البنية التحتية السحابية، وهي إحدى القطاعات الرئيسية في السوق، انخفضت حصة Aliyun في السوق إلى 37% العام الماضي من 46% في 2019، على الرغم من أنها تواصل ريادتها للسوق، ووفقاً لشركة الاستشارات العالمية Canalys. ضاعفت هواوي حصتها في السوق خلال الفترة نفسها.