السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

لهذا السبب.. انهارت العملات المشفرة المربوطة بالدولار

لهذا السبب.. انهارت العملات المشفرة المربوطة بالدولار

ظهرت عملة تيرا دولار كعملة مهمة في سوق التشفير، في محاولة لإنشاء عملة مستقرة مرتبطة بالدولار الأمريكي دون الاعتماد على الأوراق المالية التقليدية أو الأصول المشفرة غير المضمونة باحتياطيات.

ولكن الانهيار المفاجئ الذي ضرب عملة "تيرا دولار" الأسبوع الماضي يضع فكرة الاستغناء عن الأوراق المالية في موضع شك، وفي نفس الوقت يدعي كيفن تشو أحد أكبر منتقدي هذه الفكرة صحة وجهة نظره وانتقاداته السابقة التي وجهها للمشروع.

وفي أوائل أبريل، انعكس سعر العملات المرتبطة بالدولار ايجابا على عملة لونا التي تمثل جزءاً من آلية «تيرا دولار»، حيث بلغت قيمة العملات المرتبطة بالدولار أكثر من 41 مليار دولار وفقاً لـ CoinGecko.

ولطالما جادل مؤسس تيرا دو كوون على تويتر النقاد الذين حذروا من أن المشروع سينتهي بشكل سيئ، وكان أحد هؤلاء النقاد تشو الذي يعمل في مجال الصناعة منذ 2011، ويعمل في بورصة ناشئة تسمى Buttercoin، وأطلق في عام 2018 صندوق التحوط الخاص به للتشفير Galois Capital.

وقال تشو ذات مرة، إنه يشعر بالقلق من أن تيرا دولار تشكل خطراً منهجياً على صناعة التشفير بأكملها، وإنه بدأ بالتغريد حول مخاطرها كخدمة عامة لتوعية الجميع.

وفي الواقع كان تشو يحذر بشدة من مخاطر عملات لونا على تويتر منذ مطلع العام، ولكن تأكدت شكوكه الأسبوع الماضي. وخسرت العملة عشرات المليارات من الدولارات من حيث القيمة وسط القليل من علامات الانتعاش مرة أخرى، في حين رفض دو كوون التعليق على هذا الانهيار وفقاً لوكالة بلومبيرغ.

كيف تعمل لونا؟

يعتمد عالم العملات المشفرة على العملات المستقرة كوسيلة لتحريك الأموال، مع الاطمئنان بعدم خسارة مبلغ كبير منها بشكل مفاجئ، ويتم دعم العديد من هذه العملات بأوراق مالية كسندات الخزانة أو الاحتياطات النقدية، ويتم توفيرها بضمان إضافي مع مزيج من العملات المشفرة.

ولكن مستثمري عملات تيرا دولار التي تعد من العملات المستقرة والتي تعد ضمنها عملة لونا لديهم نهج مختلف، فبدلاً من استخدام الأصول للحفاظ على ربطها بالدولار، اعتمدت الشركة على خوارزمية وآلية للمراجحة، بحيث أن قيمة كل رمز من رموز لونا هو دولار واحد.

وبالنسبة لمؤيدي العملات المشفرة الذين لا يثقون بالعملات الرقمية، تعد القدرة على إنشاء عملة مستقرة غير مربوطة بالنظام المالي التقليدي هدفاً مهماً.

وتعد العملات المستقرة ميزة رئيسية في التمويل اللامركزي الذي يسمح للمستثمرين التعامل في العملات المشفرة والأصول الرقمية، التي يتم استخدامها في مجموعة متنوعة من برامج الإقراض والاقتراض والتجارة وزراعة المحاصيل.

عائدات بقيمة 20%

والشهر الماضي وصف بانكمان فرايد الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لبورصة FTX نظام التمويل اللامركزي DeFi بأنه صندوق سحري.

وعمل مبتكروا لونا على نظام كان من المفترض أن يوفر عائداً على الاستثمار السلبي يصل إلى 20% ويعمل كأصل ملاذ آمن حتى أثناء توقف السوق، في حين جذبت هذه الميزات انتباه العديد من المشاركين في السوق الذين أرادو تجنب مخاطر امتلاك عملات رقمية أخرى.

ولكن ما هو مصدر العوائد التي وعدت لونا بها والتي تصل إلى نسبة 20%؟ قال المنتقد الأكبر للعملة كيفن تشو أن النظام البيئي لتيرا بدأ ببعض الأموال التي تم تخصيصها للشركة التي أطلقت العملة، وهي شركة Terraform Labs.

وتساءل كيفن عن طريقة الشركة في تمويل عملياتهم والاحتياطي الخاص بالشركة، حيث قال إن الشركة تعتمد على بيع الأصول للمستثمرين الراغبين كنوع من الاستثمار لفترة زمنية معينة، وبعد ذلك يستفيدون من ذلك في رفع احتياطي الشركة.

وقدم كيفن شرحاً مبسطاً بشكل أكبر، حيث قال إن نظام التشفير بأكمله يعتمد على ظاهرة الحصول على العائد من افتراض أن شخصاً آخر سيجلب أموالاً جديدة، حيث يدخل المستثمرون الجدد اللعبة ويدفعون عائداً للحاليين.

وأشار إلى أن عملات لونا أصبحت ضحية النمو السريع بشكل غير عادي في فترة قصيرة من الزمن، واستنزفت العملة الاحتياطات بوتيرة سريعة من قبل المستثمرين الذين كانوا حريصين على الحصول على العوائد البالغة 20%.

وقال كيفن إنه في ذروة نمو العملة كانت الشركة تستنزف 7 ملايين دولار يومياً من مواردها، كيث كانت الاحتياطيات تقرب من 50 إلى 80 مليون دولار.

ويرى كيفن أنه كان بإمكان تيرا دولار أن تخفض عائدها المعروض وتبطئ استخدام الاحتياطات، ولكن كان هذا من شأنه أن يخاطر بالمستثمرين بالتخلي عنها بالكامل.

ويصف كيفن عملة لونا، بأنها محكوم عليها بالفشل بسبب الطاقة اللازمة للحفاظ عليها والتي ستتضاءل بالنهاية إلى لاشي.

صعود عالٍ لوقت قصير

بدأت عملات لونا التداول الصيف الماضي بقيمة 5 دولارات، وبحلول أبريل كانت أقرب إلى 120 دولاراً.

ويمكن القول إن لونا كانت تستفيد من الهبوط العام في أسواق العملات المشفرة الذي بدأ في نوفمبر الماضي، وكانت تسعى لأن تكون نظاماً آمناً.

ونظراً لأن عملة تيرا دولار كانت العملة المستقرة الأعلى عائداً، حيث كانت لونا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بها، بعد أن عملت لونا لبضعة أشهر كسوق تجريبي سلبي يمكن استخدامه للتحوط في السوق ككل.

وقال كيفن إن كل ذلك يعني أن البيع المكشوف على لونا كان محفوفاً بالمخاطر للغاية، على الرغم من معرفة الشركة في وقت متأخر بأنه لا يمكن استدامة النظام البيئي بدون تدفقات مستمرة لمزيد من الأموال.

بداية الانهيار

كان كيفن يراقب انهيار أسواق العملات المشفرة في بداية مايو الجاري، ويقول إن المتداولين في عملة تيرا دولار لا يعيرون انهيار العملات الأخرى أي اهتمام في ظل استمرار تماسك تيرا دولار، ولكن كانت هناك خطة جارية لإنشاء سلة جديدة تسمى POOL4 وكانت من المفترض أن تشمل عملات USDC وUST وTether وعملة مستقرة أخرى تسمى Frax، وذلك بهدف الإطاحة بعملة DAI الذي رآها دو كوون بأنها عملة منافسة.

وفي 7 مايو، قام عدد من المتداولين ببيع كمية ضخمة من العملة واستبدالها بـ USDC وTether وDai، بحيث اختفت سيولة عملة تيرا دولار بشكل أساسي وبدأت العملة بالانهيار.

ويوضح كيفن أن استنزاف الأصول من قبل المستثمرين كان السبب في انحدار العملة، وخاصة أن المستثمرين سعوا للتخلص من الأصول الرقمية في الوقت الذي بدأت فيه الأسواق بالتدهور، ولا سيما أسواق الأسهم التي شهدت تدهوراً والتي باتت ترتبط بالعملات الرقمية، ولذلك شهدت العملة انخفاضاً لا سيما إلى جانب هجرة المستثمرين إلى أسواق أخرى.

ومنذ ذلك الوقت تدور العديد من نظريات المؤامرة حول انهيار عملة تيرا دولار، في إشارة إلى أن بيع المستثمرين لهذه الكمية الكبيرة من الأصول كان مقصوداً.

وإذا نظرنا إلى التسلسل الزمني لتطور قيمة العملة، فهناك سرعة كبيرة في التلاشي، فقبل بضعة أسابيع كانت قيمتها السوقية تعادل 60 مليار دولار، ومن ثم بدأت بالتراجع منذ بضعة أسابيع، وتقترب الآن من الرقم صفر.

ويقول كيفن إن ما جرى هو أمر انعكاسي فبمجرد انسحاب المستثمرين لم تكن هناك أي قيود طارئة من الاحتياطي الفيدرالي، أو خطط إنقاذ من قبل مستثمري القطاع الخاص، في ظل نقص التدفق النقدي الطبيعي.

ولكن حتى مع ذلك الانحدار السريع، لا تزال آلية التبادل لعملة تيرا دولار تعمل، ولا يزال يحق للمستثمرين نظرياً الحصول على لونا مقابل دولار، وما يعنيه ذلك أنه حتى مع انحدار لونا، كان يجب على النظام إنشاء المزيد من الرموز لتلبية متطلبات جذب المستثمرين.

وعلى الرغم من الانهيار المذهل لعملة تيرا دولار، إلا أن مجتمع التشفير لن يتخلى عن سعيه للحصول على عملة يمكن أن تحافظ على قيمة ثابتة مع عدم الاعتماد على الأموال في حساب مصرفي أو على الإفراط في الضمانات لأصول التشفير الأخرى كدعم.

إقرأ أيضاً:

خسائر قياسية لعملة «تيرا دولار».. هل تفلح محاولات الإنعاش في وقف التراجع؟