الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

3 أوبئة تجعل أسعار الدجاج تحلق عالياً

3 أوبئة تجعل أسعار الدجاج تحلق عالياً

وكالات

ارتفعت أسعار اللحوم البيضاء الأكثر استهلاكاً في العالم في الأشهر الأخيرة، وبلغت كلفة الدجاجة الكاملة بسعر التجزئة في الولايات المتحدة 1.79 دولار للرطل في أبريل، وهو أعلى سعر في 15 عاماً وحوالي 19% أكثر من متوسط ​​10 سنوات.

في تايلاند، رابع أكبر مصدر بعد الولايات المتحدة والبرازيل والاتحاد الأوروبي، كانت الدواجن المماثلة الأسبوع الماضي عند 62.50 بات (1.82 دولار) للكيلوغرام، بزيادة قدرها الثلث في 6 أشهر.

ووصلت أسعار الدجاج المجمد بالجملة في البرازيل إلى 10.21 ريال (2.12 دولار) للكيلو في 19 مايو، أي أكثر من ضعف متوسط ​​10 سنوات.

وقالت ماليزيا هذا الأسبوع إنها ستوقف صادرات الدجاج بنهاية الشهر الحالي لضمان حصولها على إمدادات محلية كافية، وقد تسبب ذلك في انزعاج في سنغافورة التي تعتمد على جارتها في الحصول على الطيور الطازجة.

كما ذهبت تايوان في الاتجاه الآخر الشهر الماضي، حيث خففت قيودها على واردات الدواجن لزيادة الكميات من الولايات المتحدة.

وفي الولايات المتحدة، تضاعفت أسعار أجنحة الدجاج مقارنة بتكلفتها قبل بضع سنوات، وحذر أصحاب متاجر من أن الدجاج يمكن أن يصبح قريباً باهظ الثمن مثل لحم البقر.

3 أوبئة منفصلة خنقت اللحوم البيضاء

اجتاح نوع من إنفلونزا الطيور الذي نادراً ما يصيب البشر ولكنه مدمر للأسراب في المناطق المنتجة الرئيسية، حول العالم، وكانت النتيجة عمليات قتل جماعية، حيث كافح المزارعون لوقف انتشار المرض.

في الولايات المتحدة وحدها، نفق أكثر من 38 مليون دجاجة منذ بداية فبراير، وفي فرنسا، تم إعدام طائر واحد من بين كل 20 طائراً.

ومن بين منتجي الدواجن الرئيسيين في العالم، بقيت البرازيل والصين فقط محصنة حتى الآن.

أما الجائحة الثانية، حمى الخنازير الأفريقية، فلا تزال تجتاح قطعان الخنازير في العالم، خاصة في بعض البلدان الآسيوية التي تعتبره بديلاً شائعاً للدجاج.

نتيجة لذلك، لا يلعب هذا البديل دوره المعتاد كصمام أمان لتقليل الضغط على الدواجن عندما يبدأ الطلب على البروتين الحيواني بتجاوز العرض.

إضافة لذلك فإن الدجاج هو لحم شهير بشكل خاص للوجبات السريعة والمطاعم، حيث يتم طهي حوالي نصف الدواجن في الولايات المتحدة خارج المنزل.

خلال عامين من جائحة كورونا، دخل السوق في ركود طويل الأمد، ما ساعد على دفع أسعار التجزئة الأمريكية إلى أدنى مستوى لها منذ ثماني سنوات في أوائل عام 2020.

ومع عودة العالم إلى طبيعته، يمكن إعادة التوازن لسوق الدجاج بسرعة ملحوظة ولكن لا يزال الأمر يستغرق وقتاً للعودة إلى المستويات الطبيعية.

الجفاف

بالإضافة لما ذكر، هناك أيضاً تأثير الجفاف الذي يجب مراعاته، إذ ترتبط كلفة الدجاج ارتباطاً وثيقاً بالحبوب المستخدمة في تسمين الدجاج لدرجة أن المحللين غالباً ما يدرسون نسب سعر العلف، بنفس الطريقة التي يتم بها دراسة هوامش النفط.

بلغت الذرة، أهم حبوب العلف، أعلى مستوى لها في 10 سنوات في أبريل وكلفتها ضعف ما كانت عليه في معظم العقد الأول من القرن الـ21.

كما أن دورة مناخ لا نينا، التي تجلب عادة ظروفاً جافة ومنتجات زراعية ضعيفة إلى مناطق زراعة الذرة في الغرب الأوسط الأمريكي وأمريكا الجنوبية، تدخل حالياً عامها الثالث على التوالي.

ويعاني أيضاً فول الصويا الأمريكي أثناء دورات La Nina، على الرغم من أن المحاصيل الاستوائية من البرازيل تعمل بشكل أفضل قليلاً.

أما في البلدان الغنية، لا يؤدي ارتفاع أسعار الدجاج إلى الكثر من المشاكل عند الناس، وفي الأماكن التي يمثل فيها الطعام 10% أو نحو ذلك من الإنفاق، ليس من الصعب إنفاق المزيد.

عندما تشغل التغذية ثلث ميزانيات الأسرة أو أكثر، كما هو الحال في آسيا وأفريقيا النامية، لن يكون أمام الناس خيار سوى الاستغناء عنها.

حتى في البرازيل الغنية نسبياً، فإن المستهلكين الذين قاموا في السنوات الأخيرة بالتحول من لحوم البقر إلى الدجاج، يقاطعون الآن اللحوم تماما أو يستبدلونها بالبيض أو لحم الخنزير، حيث أدت سنوات الركود والتضخم إلى انخفاض الدخل.

وبينما يحتاج العالم إلى تقليل تناول اللحوم، فإن هذا ليس سبباً للاحتفال، إذ لا يزال البروتين جزءاً أساسياً من نظام غذائي متوازن - ولن يواجه الأغنياء صعوبة كبيرة في توفيره هذا العام والعام المقبل.

ومع ذلك، في البلدان الفقيرة الأكثر عرضة لخطر نقص التغذية، بدا الدجاج أحد مصادر المتعة والتغذية الأساسية يتلاشى تدريجياً.