الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

تضخم الأسعار يزيد كلفة عودة الموظفين إلى المكاتب

  • 7.2% ارتفاع مؤشِّر تناول الطعام خارج المنزل مقارنة بالعام الماضي
  • 9.4% ارتفاع أسعار المواد الغذائيةفي أبريل مقارنة بـ 2021
  • العودة إلى العمل تعني المزيد من استهلاك الوقود الذي ارتفع 45% في بعض الدول


بدأ ملايين الموظفين العملَ عن بعد عند انتشار الوباء لأول مرة عام 2020، ولكن عند عودة المزيد من الموظفين إلى المكاتب، صعقوا بارتفاع كبير في الأسعار، حيث زادت تكاليف الطعام والتنقل ورعاية الأطفال، وفقاً لمقالة نشرتها «سي إن إن» مؤخَّراً. كما أدَّى التضخم وارتفاع أسعار الوقود إلى زيادة كلفة العودة إلى المكاتب، ما أثَّر سلباً على دخل العمال، خاصةً أولئك الذين لا تواكب زياداتُ أجورهم ذاك الارتفاع. نقدم لكم فيما يلي بعضَ النفقات اليومية زادت كلفة العودة إلى المكاتب.

تناول الطعام في المكتب



يعدُّ شرب القهوة وتناول الغداء مع الزملاء من مزايا العودة إلى المكتب، لكن كلفتها زادت هذه الأيام، إذ ذكرت وزارة العمل الأمريكية أن مؤشِّر تناول الطعام خارج المنزل ارتفع بنسبة 7.2% عن العام الماضي. فيما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 9.4% في أبريل مقارنةً بالعام الماضي، في قفزة تعدُّ الأكبر منذ أبريل 1981، وفقاً لمكتب إحصاءات العمل. كما ارتفعت الأسعار في محلات البقالة بنسبة 10.8% للسنة المنتهية في أبريل.


لذلك يدفع العاملون في المكاتب تكاليف أعلى للقهوة الصباحية والغداء، حيث رفعت «ستاربكس» الأسعار في الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، مع احتمالية استمرار الارتفاع. كما رفعت شركة «سويت غرين» أسعار قائمة طعامها بنسبة 10% منذ بداية عام 2021.


أفادت كيلي ياو ماكلاي، التي تعيش في بوتوماك بولاية ماريلاند، بأن «تضخم أسعار الغداء حقيقيٌّ 100%، حيث كان يمكن شراء الغداء مقابل 7 إلى 12 دولاراً سابقاً، أما الآن فلا يمكن شراء غداء لائق بأقل من 15دولاراً» تعمل ماكلاي الآن وفقاً لجدول دوام هجين، حيث تذهب إلى المكتب 3 أيام في الأسبوع، وتقدِّر أنها تنفق نحو 30 إلى 35 دولاراً في اليوم على النفقات المتعلقة بالعمل، مثل الغداء والقهوة والوجبات الخفيفة ومواقف السيارات.

ومع ذلك، كان للعودة إلى المكاتب بعض الإيجابيات بالنسبة لعمال آخرين، حيث غيَّر المستهلكون طريقة إنفاقهم خلال الوباء، فبدلاً من تناول الطعام في المطاعم، أنفقوا المزيد على فواتير البقالة المرتفعة والمزيد من الوجبات في المنزل. ومثال ذلك سارة هيل التي تعمل في قطاع التأمين في بوفالو، نيويورك، حيث أفادت بأنها شهدت زيادة في ميزانية الطعام عندما كانت هي وأطفالها الأربعة في المنزل طول الوقت.

لكنّ هيل ستعود الآن إلى المكتب يومين في الأسبوع، وأشارت إلى إنفاقها نحو 25 إلى 30 دولاراً يومياً على وجبتي الإفطار والغداء عند العمل في المكتب. ولكنها تجلب الغداء معها الآن بسبب إغلاق العديد من شركات الطعام القريبة من مكان عملها.

الوصول إلى المكتب



بالنسبة للوصول إلى المكتب، فإنَّ العودة إلى التنقل تعني المزيد من استهلاك الوقود. ومع ارتفاع أسعار الوقود إلى مستويات قياسية مؤخراً، ستزيد كلفة ملء الوقود بشكل متكرر. وفقاً للرابطة الأمريكية للسيارات، يبلغ متوسط سعر غالون البنزين العادي الآن نحو 4.60 دولاراً، بعد أن كان 2.44 دولاراً في فبراير 2020.

ذكر مايك توبن، سائق شاحنة صغيرة في أولاندو، فلوريدا، أنه اعتاد أن يملأ خزان الوقود بكلفة 40 دولاراً عام 2020، لكنَّه يدفع الآن نحو 75 دولاراً لملئه. وأما سارة هيل، فدفعها ارتفاع أسعار الوقود إلى تغيير روتينها لمحاولة ملء خزان سيارتها مرة واحدة فقط في الأسبوع، إذ يكلفها ملء خزان سيارتها بالوقود الممتاز بين 110 إلى 120 دولاراً. لذلك تحاول عدم مغادرة منزلها في الأيام الثلاثة التي تعمل فيها من المنزل. وأما ماكلاي، فتضطر إلى الدفع مقابل ركن سيارتها عند الذهاب إلى المكتب، وبعد أن ارتفعت الكلفة من دولار واحد إلى دولار ونصف في الساعة بداية العام، تدفع ماكلاي الآن 12 دولاراً في اليوم بعد أن اعتادت دفع 8 دولارات.

يعدُّ ارتداء الملابس المناسبة للعمل في المكتب أمراً مكلفاً أيضاً، حيث ارتفعت أسعار الملابس بنسبة 5.4% في أبريل مقارنة بالعام السابق. كما عاد العمال إلى الإنفاق على أشياء مثل قص الشعر والماكياج وغيرها من الأشياء التي قلَّت مصاريفها مؤقتاً لمدة عامين.

رعاية الأطفال



وأما تكاليف رعاية الأطفال، فتعدُّ من أكبر النفقات في ميزانيات الآباء العاملين، ففي عام 2020، بلغ متوسط الكلفة السنوية لرعاية الطفل 10174 دولاراً. ولكن في سبتمبر 2020، وضعت ماكلاي ابنتها البالغة من العمر 3 سنوات في مركز رعاية جديد بدوام كامل مقابل 2150 دولاراً شهرياً، وذكرت ماكلاي أنَّ الكلفة ارتفعت منذ وضعها ابنتها هناك حتى الآن بنحو 200 دولار.