الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

بعد 14 عاماً.. ساندبيرغ تغادر فيسبوك

بعد 14 عاماً.. ساندبيرغ تغادر فيسبوك

أعلنت شيريل ساندبيرغ، إحدى أقوى المديرين التنفيذيين في وادي السيليكون، يوم الأربعاء استقالتها من شركةَ «فيسبوك» بعد أن شغلت منصب المدير التنفيذي للعمليات لمدة 14 عاماً.

وشغلت ساندبيرغ منصب رئيس إعلانات «غوغل» سابقاً، وكانت من الأشخاص الذين جعلوا أعمال «غوغل» الإعلانية هائلة لدرجة أنها أصبحت جزءاً أساسياً من ميزانية كلِّ معلِن.. وعند انضمامها إلى «فيسبوك» عام 2008، جلبت معها النموذج ذاته، فبدلاً من استهداف المستخدمين بناءً على استفسارات البحث الخاصة بهم، استهدفتهم «فيسبوك» بناءً على ما جمعته من هوياتهم الشخصية واتصالاتهم واهتماماتهم، وبالتالي ساهمت بتحويل «فيسبوك» من شركة ناشئة إلى مؤسسة عملاقة وإحدى أهم الشركات في مجال الإعلانات عبر الإنترنت.

وأكدت ساندبيرغ أنها ستظل في منصبها كعضو في مجلس إدارة شركة «ميتا».

كتب كولن سباستيان، محللٌ في شركة «روبرت دبليو بيرد» (Robert W. Baird)، أنَّ التأثير الدائم لساندبيرغ يتمثَّل بنموذج شركة «ميتا» الذي يعدُّ من أقوى نماذج الأعمال في الاقتصاد الرقمي. ومع ذلك، شُوِّهت صورة ساندبيرغ العامة في السنوات الأخيرة بالتزامن مع الانتقادات التي طالت «فيسبوك»، حيث دعمت خبرتُها في الشؤون القانونية والعمليات والسياسة تفضيلَ الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ للمنتجات والهندسة والتقنيات المستقبلية، مثل الواقع الافتراضي.. علماً أنَّ «فيسبوك» تعرضت في الآونة الأخير للانتقادات بسبب إخفاقها في كبح جماح المعلومات المضللة وخطاب الكراهية وانتهاكات الخصوصية.

لذلك استدعى المشرِّعون ساندبيرغ وزوكربيرغ إلى الكونغرس مراراً لاستجوابهما بشأن أمور من بينها التدخل في الانتخابات وفقدان البيانات الشخصية للمستخدمين.. كما انتقد موظفو «فيسبوك» ساندبيرغ شخصياً لأنها أخفقت في معالجة المشاكل حتى تطورت إلى أزمات عامة، حيث ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أنَّ ساندبيرغ استخدمت سلطتها في «فيسبوك» قبل عدة سنوات لقمع الأخبار المتعلقة بصديقها، لكنَّ «ميتا» تقول إن التحقيق الداخلي في الحادث ليس سبب مغادرتها.

يرى يائيل أيزنستات، مؤسس شركة «كيليلي غلوبال» (Kilele Global) الاستشارية، أنَّ «الطريقة التي توسعت بها فيسبوك بشكل متهوِّر ومتعمّد للسيطرة على الطريقة التي نتواصل بها تسببت في الكثير من الفوضى والأذى حول العالم».. تقف هذه الصورة السلبية على النقيض من شخصية ساندبيرغ المذهلة بصفتها امرأة رائدة في مكان العمل ومثالاً تقتدي به كثيرٌ من النساء الطامحات، حسبما جاء في مقالة نشرتها «بلومبيرغ» مؤخَّراً.

لم تذكر ساندبيرغ الكثير عمَّا ستفعله بعد ذلك بخلاف التركيز على عائلتها والعمل الخيري، فمع تراكم متاعب «فيسبوك»، أصبح من الصعب على ساندبيرغ العمل على تمكين المرأة أو قضايا أخرى.

لكنها قالت إن قرار التنحي سيسمح لها بالتركيز أكثر على عملها الخيري