الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

5 عوامل تدفع القطاع السياحي بالإمارات للانتعاش من جديد

5 عوامل تدفع القطاع السياحي بالإمارات للانتعاش من جديد

أرشيفية

يشهد القطاع السياحي الذي يعد من أبرز القطاعات الحيوية في دولة الإمارات، عودة النشاط والزخم، وذلك بالتزامن مع رفع القيود تدريجياً وبدأ النشاط الاقتصادي في الدولة استعادة عافيته مجدداً بعد تأثير جائحة كوفيد-19، نتيجة الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة والهيئات المعنية في دعم خطط التعافي.

وأكد مسؤولون وخبراء لـ«الرؤية»، أن قطاع السياحة بدولة الإمارات على موعد مع الانتعاش مجدداً، وذلك بسبب توافر 5 عوامل رئيسية، أبرزها زيادة جذب الزائرين الدوليين في موسم السياحة الشتوية ورأس السنة والتخفيضات الكبرى المغرية التي تقدمها الفنادق المحلية، مقارنة بدول أخرى في تلك الفترة من العام، إضافة إلى تشديد الدولة على الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا وهو ما جعلها من أبرز الدول عالمياً في مواجهة الوباء.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تايم للفنادق»، محمد عوض الله، إن هناك عوامل رئيسية تلعب دوراً بارزاً في تعافي هذا القطاع، لعل أبرزها القرار الصادر مؤخراً والمتعلق بعودة العمل بالتأشيرات السياحية، وهو ما من شأنه أن يسهم في عودة تدفق الزوار والسياح من خارج الدولة، بالتزامن مع تمكين منظومة العمل القائمة على تحقيق التوازن بين الإجراءات الاحترازية من جهة، وعودة النشاط الاقتصادي والسياحي من جهة ثانية.

وأضاف عوض الله أن دولة الإمارات أثبتت خلال الفترة الماضية تميزها وجدارتها من حيث اتخاذ كافة التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية، وهو ما وضعها في طليعة دول العالم التي تمكنت من التصدي للجائحة، مشيراً إلى أن هذا التميز يشجع الكثير من السياح ويعزز ثقتهم بالسفر مجدداً إلى دولة الإمارات، حيث سيجدون فيها المكان الأنسب لقضاء عطلاتهم بأجواء آمنة تضمن سلامتهم وسلامة أسرهم، كما يفتح المجال مجدداً لانتعاش قطاع السياحة، وهنالك الكثير من المؤشرات الإيجابية التي لمسناها خلال الآونة الأخيرة التي تبعث على التفاؤل.

وتوقع أن تلعب السياحة الداخلية دوراً رئيسياً في تعافي قطاع السياحة من تبعات جائحة كوفيد-19، حيث لوحظ خلال الفترة الماضية ارتفاع الطلب على الفنادق والوجهات المحلية من قبل المقيمين في دولة الإمارات، ومن المنتظر أن نشهد مزيداً من الحركة خلال الأشهر المقبلة مع اعتدال درجات الحرارة في الدولة.

ولفت إلى أن الفنادق تحتاج إلى مواكبة المتغيرات الحالية، وتطوير الباقات والعروض التي تقدمها إلى ضيوفها، بما يتناسب مع رغباتهم. حيث من المنتظر أن تحدد النظافة والسلامة معايير اختيار الفنادق من قبل الضيوف أكثر من الخدمات أو أسعار الغرف، لا سيما ونحن نستعد للمرحلة الجديدة التي ستشهد بلا شك الكثير من المتغيرات الجوهرية.

بدوره، قال مدير عام فندق «رمادا داون تاون» بأبوظبي، إسماعيل إبراهيم، إن من تلك العوامل التحسن الذي بدأ يلاحظ في مؤشرات السياحة على مستوى العاصمة وعلى مستوى الدولة ككل، وهذا يؤكد أن القادم أفضل للقطاع وسط توقعات بنمو حركة الزائرين للإمارات ككل بنسبة تقترب من 15% خلال موسمي الشتاء والكريسماس بالعام الجاري.

وبين أن مؤشرات التحسن بالقطاع والتي تحققت في الفترة الماضية هي عودة السياح ولا سيما الروس وزيادة السياحة الداخلية، مشدداً على أن وجود عقار لعلاج الفيروس والذي تؤكده الأنباء يوماً بعد يوم سيكون من العوامل الداعمة والرئيسية للجذب السياحي الخارجي في الفترة المقبلة وذلك قبل انعقاد معرض إكسبو دبي وهو الحدث المرتقب الدولي الذي سينشط السياحة والقطاعات الاقتصادية الكبرى بالدولة وسيدفعها للنهوض من تداعيات كورونا.

وأشار إلى أن من يدعم القطاع أيضاً هو التحرك الحكومي الجيد ودعم القطاع ووضعه في قائمة الأولويات الرئيسية والمتابعة وتوفير السبل للتعافي والعودة للنشاط بشكل قوي خلال الفترة المقبلة.

وأكد أن من تلك الدعائم الرئيسية للتعافي للقطاع هي تعزيز مكانة الدول في قائمة أبرز الدول الأكثر جذباً للزوار على مستوى العالم في ظل الاستقرار السياسي وتقديم خدمات عالمية لا سيما في ظل الجائحة.

وأفاد مدير شركة «لكجوريا للسياحة والفعاليات» بدبي، عضو منظمة الأمم المتحدة للسياحة، حسام تاج الدين، بأنه منذ الإعلان في 15 سبتمبر 2020 عن استئناف فعاليات الأعمال والمعارض المحلية في دبي، باتت الآمال تتصاعد لنا كشركات سياحية لعودة مرتقبة لعجلة العمل السياحي، حيث إن عودة هذه الفعاليات لها أهمية بالغة لما تشكله هذه الأنشطة من عملية وصل بين مختلفة القطاعات.

وقال تاج الدين إنه خلال 20 من تواجدي في قطاع السياحة بدبي كانت وما زالت دبي تشكل همزة وصل بين مختلف أصقاع العالم وملتقى العائلات والسياح ورجال الأعمال والمعارض والمؤتمرات التي تصنف خدماتها على أرقى المستويات العالمية التي عرفت بها دبي وهو ما يؤهل الإمارة من وجهة نظري هو البنى التحتية العملاقة والمشاريع الترفيهية المتنوعة التي تتواءم مع فئات السياحة المختلفة على رأسها سياحة الترفيه والعائلات والتسوق، وعامل الأمان الكبير، كافة هذه العوامل متضافرة تؤهل دبي للعودة بقوة لاستئناف الأنشطة السياحية، حيث إنها كانت وحتى وقت قريب رائدة على مستوى العالم في صناعة السياحة، التي تأثرت مع تعطل حركة السفر الدولية في ظل هذه الجائحة. وكذلك وجود منشآت فندقية على مستوى عالمي تتبع معايير تتجاوز المعايير العالمية والتي يلاحظها أي نزيل بشكل مباشر في أي من 741 منشأة فندقية بمختلف مستوياتها في دبي.

وأشار إلى أن موقع الإمارات الجغرافي وتوافر شبكة متطورة للنقل والطيران تربطها بالعالم وتصلها بخطوط طيران مباشرة إلى أغلب دول العالم، يسهم بشكل كبير في إعادة التدفق الاقتصادي والنشاط السياحي، وبالتالي هذا يسهل على الشركات السياحية التقدم بسرعة في عملية التعافي السياحي لوجود شركاء أقوياء في قطاع الطيران.

وأوضح أن أزمة كورونا العالمية غيرت مفاهيم ومعايير السفر عالمياً، حيث بات عنصر السلامة والصحة العامة أهم عنصر يتحكم في قرار السائح حول الوجهة التي سوف يقصدها، واتخاذ دبي هذا العنصر في الحسبان وعملها على توفير كافة عناصر الأمن الصحي التي تكفل للسائح الحماية الكاملة وتطبيق الاشتراطات الصارمة للسلامة العامة والصحية في كافة المنشآت والمرافق الفندقية والخدمية والسياحية، سهل لنا كثيراً عمليات الترويج السياحي لما بعد كورونا.

ولفت إلى أن تقديرات منظمة السياحة العالمية تشير إلى أن جائحة كورونا قد تكبّد السياحة العالمية والقطاعات الاقتصادية ذات الصلة خسائر كبيرة، لكن هذا لم يشكل عائقاً للسياحة بدبي، بل تمّ بناء خطط واستكشاف آفاق جديدة لتطوير العمل السياحي بين القطاعات المختلفة للعودة بزخم قوي أثبتت دبي عبر أعوام طويلة تفوقها فيه على الصعيد العالمي، بالعمل مع الشركات السياحية والشركاء الاستراتيجيين، الأمر الذي سهل لنا الكثير من العوائق التي تواجهها دول أخرى. مؤكداً أنه على الرغم من جائحة كورونا فإن إمارة دبي ستبقى «دانة الدنيا» وجوهرة التاج في الشرق الأوسط وملتقى العيون والآمال لزيارتها والتمتع بجمالها ومختلف جوانب الترفيه فيها التي لم تجتمع إلا في دبي.