الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

التنوع السياحي برأس الخيمة فرصة لتأسيس مشاريع المغامرات

أدى التنوع الطبيعي الذي تتسم به إمارة رأس الخيمة، من سواحل شاطئية، وكثبان رملية في صحراء واسعة، وسلاسل جبلية شاهقة، تحتضن أودية عميقة تمتد لعشرات الكيلومترات، إلى توفر فرص محفزة للاستثمار في سياحة المغامرات التي تجتذب السياح الهواه من جميع أنحاء العالم، بحسب مسؤولين وخبراء في مجالات مختصة في سياحة المغامرات.

وأكدوا أن تأسيسهم لوجهات سياحية مختصة في المغامرات، مثل التنزه على الأقدام «الهايكنج»، أو الغوص في أعماق البحر الدافئ لصيد اللؤلؤ الأشهر في العالم، أو التزلج على المياه، أو التحليق بالمظلات، يشكل سوقاً سياحياً عالمياً، خاصة في موسم الشتاء في دولة الإمارات، الذي يعتبر الأجمل في العالم.

وأكدت هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، أنها تهدف من خلال استراتيجية الوجهة 2019-2021، إلى توسيع فرص العمل في المجال السياحي، وذلك بتوفير نحو 10 آلاف فرصة عمل إضافية في قطاع السياحة والضيافة بحلول عام 2021، إضافة إلى تشجيع استثمارات الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز القدرة التنافسية الشاملة للقطاع، واستقطاب المزيد من الاستثمارات الدولية والمحلية، لتوفير بيئة مثالية للنمو المستدام.

وقال المرشد السياحي والمغامر هزاع سعيد الحبسي، الملقب بـ«هزاع فزاع»: «إن دولة الامارات تحتضن بيئة سياحية متنوعة، تتمثل في البر والبحر والجبال، وهو ما يعتبر مقصداً للسياح من أنحاء العالم كافة، إذ إنها تتيح للمغامرين بيئة تتناسب مع مواهبهم المتعددة في الاستكشاف، مبيناً أن مجال سياحة المغامرات من أهم الجوانب في الإمارات، إلا أنها بحاجة إلى تطوير ودعم من الجهات المعنية للاستثمار فيها محلياً».

وأشار إلى أن الإمارات محطة لمكتشفي خفايا المناطق الجبلية والكهوف غير المعروفة، مبيناً أنه يعرف الكثير من المسارات الجبلية بمختلف درجات الصعوبة، مضيفاً أنه بدأ بتنظيم رحلات «الهايكنج» على سفوح الجبال ومسارات الأودية العملاقة، وذلك لتشجيع الناس على خوض تجربة مغامرات المسير الجبلي.

وأضاف أنه نظم رحلات جبلية في إمارة رأس الخيمة لنحو 300 مشارك من المقيمين والسياح في موسم الشتاء الماضي، شملت رحلات إلى ديرة السنت في وادي النقب، ووعب صقر في جبل المبرح، ورحلات إلى ديار مختلفة في جبل ينس.

وتابع: «أن هذا النوع من النشاطات السياحية يحتاج إلى تعزيز دور الشركات الوطنية المنظمة لها، من خلال منحها الدعم والتسهيلات لتأسيسها، وذلك نظراً لمعرفة أبناء الإمارات بطبيعة المغامرات في وطنهم، مبيناً أنه يطمح إلى تأسيس أكاديمية للتدريب على المسير الجبلي، والتي تعني بتنظيم الجولات السياحية لمحبي المغامرات بكافة أشكالها البرية والبحرية والجبلية».

بدوره، استثمر المواطن عبدالله السويدي الإطلالة البحرية المميزة في بحر منطقة الرمس شمال إمارة رأس الخيمة، في إنشاء مزرعة مختصة باللؤلؤ، لتضع ما يقارب 40 ألف محارة سنوياً، يصل معدل إنتاج اللؤلؤ منها إلى ما يقارب 23 ألف لؤلؤة، يتحول معظمها فيما بعد إلى قلائد ومشغولات لؤلؤية على أيدي إماراتيات مبدعات في صناعة مجوهرات من اللؤلؤ الطبيعي، فضلاً عن مصممات الأزياء.

وأشار إلى أن المزرعة مرشحة لأن تكون وجهة رئيسية على أجندة الباحثين عن النزهة والمغامرة، وتستدعي جماليات الماضي، حيث اعتاد أن يستقبل العديد من الأفواج السياحية، لا سيما من السياح القادمين إلى الدولة، بهدف الاستجمام، واستكشاف بعض جوانب خصوصية ثقافة الساحل الإماراتي بصفة خاصة.

وقال: «إن فكرة المشروع السياحي في تنظيم رحلات غوص إلى قاع البحر لاستخراج اللؤلؤ، إذ إن كل مغامر يغوص يمتلك اللؤلؤ الذي يجنيه في رحلته، مشيراً إلى لجوئه لتوظيف التكنولوجيا الحديثة في زراعة وإنتاج اللؤلؤ العربي المنافس في الأسواق العالمية، لما يحمله من خصائص فريدة عدة، أهمها تنوع الألوان التي تصل إلى 13 لوناً جذاباً، تبدأ من الأبيض الوهاج إلى الذهبي والفضي والأخضر ويتدرج حتى الأزرق الداكن، وبأحجام مختلفة».

الأول عالمياً

أعلنت «راك ليجر»، الشركة التابعة لمجموعة «راك للضيافة القابضة»، عن افتتاح «مخيم بير جريلز للمستكشفين» الأول من نوعه في العالم، بالقرب من وجهة المغامرة «فيا فيراتا» على جبل جيس في إمارة رأس الخيمة، والذي يتضمن إطلاق دورات تعليم مهارات العيش في البراري لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، والذي يقدم أماكن للإقامة ضمن المخيم، وهي الأولى من نوعها لعلامة Bear Grylls في العالم، إذ سيبدأ المخيم باستقبال حجوزات الإقامة عام 2021، ويوفر للزوار 20 حاوية شحن (مقصورة) تمت إعادة تدويرها وتصميمها، لتوفر احتياجات الإقامة الأساسية، وتثري تجربة عشاق المغامرات الجبلية.

بيئة متنوعة لسياحة المغامرات

قال الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية السياحة برأس الخيمة، راكي فيلبس: «إن الإمارة تتميز بمساحات طبيعية ساحرة، وتوفر العديد من أنواع النشاطات المختصة في سياحة المغامرات، مثل ممارسة الرياضات المائية، ورحلات السفاري لاختبار تجربة صحراوية وسط الكثبان الرملية، والمسير الجبلي وتجربة أطول مسار انزلاقي في العالم بين منحدرات جبل جيس، الذي يرتفع 1934 متراً عن مستوى سطح البحر».

ولفت إلى أن الهيئة دشنت مجموعة من المشاريع الاستثمارية التي تتمحور حول المغامرات السياحية في جبل جيس، إذ تعتبر «قمة جيس للمغامرة» بمثابة بوابة لمعالم الجذب والمغامرة المختلفة التي يضمها الجبل، بما في ذلك متنزه منصة المشاهدة في جبل جيس، والذي يضم 7 منصات تتيح للزوار الاستمتاع بمناظر بانورامية مذهلة لسلسلة جبال الحجر، وجبل جيس فلايت: أطول مسار انزلاقي في العالم، وجولة منزلقات جيس، وهي أحدث وجهة للمغامرات في جبل جيس، والتي تتكون من 7 مسارات انزلاقية وجسر معلق بطول 15 متراً، فضلاً عن متاهة جيس المعلقة، التي تمنح المغامرين فرصة لشق طريقهم عبر المسارات المعلقة، ومواجهة سلسلة من العوائق بما في ذلك الحبال والجسور المتذبذبة، وحلقات التأرجح.

وبيّن أن التجارب التي تقدمها رأس الخيمة للباحثين عن المتعة والمغامرة لا تقتصر على تجارب قمة جيس الأبرد في موسم الشتاء، بل تشمل أيضاً العديد من الأنشطة التي تتنوع بين مسارات المشي وتسلق الجبال والتجذيف والاستمتاع بالمناظر والتضاريس الجبلية الخلابة، وتوفر الإمارة لعشاق الدراجات الهوائية من كافة الفئات والخبرات مسارات تطل على مناظر ساحرة في جبل جيس، وجبل يبر، ووادي شوكة الذي يقع على حافة جبال الحجر، ويضم منطقة متنوعة بها العديد من خيارات تشمل مسارات المشي والجري وركوب الدراجات، كما يعتبر الوادي مكاناً مثالياً للراغبين بتجربة التخييم في الطبيعة، والابتعاد عن ضجيج المدينة.

وأكد أن رأس الخيمة تسعى إلى اجتذاب المزيد من المستثمرين للمساهمة في تشييد وتشغيل الفنادق والأنشطة السياحية، وذلك لتدعيم أهداف الإمارة الرامية إلى استقطاب نحو 1.5 مليون زائر بحلول عام 2021، و3 ملايين زائر بحلول عام 2025، إذ إنها تقدم خيارات استثنائية للراغبين بالاستجمام والاسترخاء في المرافق الفاخرة، والباحثين عن خوض المغامرات، وعشاق استكشاف الثقافات، فضلاً عن سعيها الدائم لتعزيز عروضها في هذه القطاعات المحددة.

وتعمل هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة على تحقيق استراتيجية الوجهة 2019-2021، والتي تحدد الرؤية والإطار لتطوير السياحة في الإمارة خلال الأعوام القادمة، والتي تهدف إلى مواصلة ابتكار المزيد من الخيارات والمغامرات الجذابة التي تجمع بين أبرز المعالم السياحية في الإمارة.

كما أنها تنظر استراتيجية الوجهة أيضاً في توسيع فرص العمل في المجال السياحي، حيث تهدف إلى دعم وتوفير 10 آلاف فرصة عمل إضافية في قطاع السياحة والضيافة بحلول عام 2021، إضافة إلى تشجيع استثمارات الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز القدرة التنافسية الشاملة للقطاع، واستقطاب المزيد من الاستثمارات الدولية والمحلية لتوفير بيئة مثالية للنمو المستدام.