الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

السياحة الافتراضية تنافس التقليدية في الاستعداد للمستقبل

السياحة الافتراضية تنافس التقليدية في الاستعداد للمستقبل

تشهد السياحة المعززة بتقنيات الواقع الافتراضي أو كما يطلق عليها السياحة الافتراضية إقبالاً متنامياً من قبل عشاق المعالم السياحية بحيث باتت تنافس السياحة التقليدية التي تواجه صعوبات في ظل جائحة كوفيد 19 التي تسببت في تعطل حركة السياحة والسفر في العديد من الدول.

وقالت مصادر في القطاع السياحي إن هناك إقبالاً كبيراً على السياحة الافتراضية لا سيما من فئة الشباب في ظل مواصلة العديد من الدول فرض قيود على حركة السفر، مشيرين إلى أن العديد من المعالم السياحية المحلية والعالمية قامت بتكثيف جولاتها السياحية الافتراضية المجانية في إطار خطتها الترويجية واستعداداتها للتوسع خلال الفترة المقبلة.

وأشارت العديد من الدراسات والأبحاث إلى أن تطبيقات الواقع المعزز الذكية، والنظم الصوتية والمرئية الغامرة، والحفلات الموسيقية والمباريات الرياضية التي يمكن حضورها عبر تقنيات الواقع الافتراضي، ستساهم في تحفيز النمو في قطاع السياحة بدولة الإمارات، فضلاً عن إحداث قفزة نوعية في الفعاليات الكبرى والترفيهية من شأنها أن تُثري تجارب ملايين الأشخاص.

وقال المدير التنفيذي لشركة سيرينتي ترافيل، شريف الفرم، إن هناك العديد من الجهات السياحية العالمية والمحلية تسعى للاستفادة من تقنيات الواقع الافتراضي في تعريف الناس بالمعالم السياحية استعداداً للمرحلة المقبلة مشيراً إلى أن السياحة الافتراضية توفر تجارب قادرة على ترسيخ الوجهة السياحية في أذهان الزوار بحيث تصبح ضمن برامجهم السياحية المستقبلية.

وأضاف أن الإقبال تضاعف على السياحة الافتراضية خلال الشهور الأخيرة في ظل عدم قدرة الناس على السفر نتيجة القيود التي تفرضها الدول من ضمن الإجراءات الوقائية لمكافحة كوفيد 19 مشيراً إلى أن السياحة الافتراضية لا تشكل بديلاً عن السياحة الواقعية لكنها تعتبر بديلاً مؤقتاً يساهم في تعزيز الوعي بمعالمها السياحية والتشجيع على زيارتها في ووقت لاحق.

وأضاف أنه في ظل زيادة الطلب على الجولات السياحية الافتراضية أصبحت بعض المعالم السياحية تضع رسوماً على هذه الجولات بعد أن كانت مجانية في السابق لتدخل حلبة المنافسة مع السياحة التقليدية في رفد المعالم السياحية بالإيرادات.

وقال الخبير السياحي محمد مصطفى، عضو المركز العربي السياحي، إن دولة الإمارات لديها كافة الإمكانات التي تجعلها قادرة على تقديم تجارب متميزة في استخدام أحدث التقنيات الصوتية والمرئية لإحداث نقلة نوعية في هذا النوع من السياحة الذي يشهد إقبالاً متزايداً من قبل الشباب مشيراً إلى أن الآثار الإيجابية لهذه السياحة هي بعيده المدى وتلعب دوراً كبيراً في الترويج للمرافق السياحية.

وأضاف أن تقنيات الواقع الافتراضي كانت تستخدم على نطاق ضيق في السابق لكنها الآن وبسبب ظروف الجائحة التي تسببت في توقف حركة السفر في العديد من الدول لجأت العديد من المرافق السياحية على الاستعانة بالتقنيات الحديثة في استقطاب الزوار الأمر الذي استهوى العديد من الفئات السياحية.

وقال الدكتور ناهل عبدالله المتخصص في تكنولوجيا المعلومات والمحاضر في إحدى الجامعات في دبي إن الواقع الافتراضي هو بيئة ثلاثية الأبعاد يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر وتبدو مثل العالم الحقيقي ولديها العديد من الاستخدامات من ضمنها سياحة الواقع الافتراضي، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تعتبر من أوائل الدول على مستوى المنطقة في استخدام تقنيات السياحة الافتراضية في ظل ما تتميز به من توفر الإمكانيات وتطور البنية التحتية التقنية بالإضافة إلى وجود الخطط الحكومة الداعمة.

وأضاف، من أشهر المعالم السياحية في الإمارات التي تستخدم هذه التقنيات، برج خليفة ومسجد الشيخ زايد ومتحف اللوفر في أبوظبي وبرواز دبي ومتحف الشارقة للفنون وغيرها.

وقال رئيس الجمعية الدولية للفعاليات الحية بالشرق الأوسط، دان بولتون أن دولة الإمارات لديها الإمكانيات التقنية والبنية التحتية الذكية التي تجعلها قادرة على تخطي أسواق عريقة ومتقدمة في أوروبا وشمال أمريكا في استخدام أحدث التقنيات الصوتية والمرئية لإحداث نقلة نوعية في هذه الفعاليات والتي من شأنها إثراء تجربة الزوار.

وقال يوسف العلي الطالب في كلية الآثار في الجامعة الأمريكية إن بداية تجربته مع تقنيات الواقع الافتراضي كانت من خلال مشاهدة الأفلام، وفي المجال السياحي كانت تجربته الأولى من خلال جولة في متحف اللوفر في أبوظبي مشيراً إلى أنها تنقل صورة دقيقة جداً عن الواقع، ثم بعد ذلك قام بزيارات افتراضية للعديد من المعالم السياحية في الإمارات وخارج الإمارات لا سيما المتاحف.