الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

قبة الوصل.. درة تاج إكسبو 2020

قبة الوصل.. درة تاج إكسبو 2020

في قلب موقع إكسبو 2020 دبي، عند ملتقى مناطق موضوعاته الثلاث، تغطي تلك القبة العملاقة ساحة الوصل، فضخامة حجمها تمكّن المارة من رؤيتها على مسافة غير قريبة من خارج الموقع الشاسع، وميضها الأحمر، عندما اكتست أبرز معالم دبي بهذا اللون استعداداً لدخول مسبار الأمل إلى مداره حول كوكب المريخ، يقول: «إنها أحدث معالم الإمارة– هي قبة الوصل، درة تاج إكسبو 2020 دبي».

تجسد كلمة الوصل معاني الاتصال والتواصل، لهذا ستكون ساحة الوصل وقبتها الفولاذية العملاقة القلب النابض في موقع إكسبو 2020 دبي، حيث ستكون نقطة الالتقاء الرئيسية للزوار من أنحاء العالم خلال الحدث الدولي على مدى 6 أشهر من 1 أكتوبر 2021 إلى 31 مارس 2022، وقد صُممت ساحة الوصل لتكون ملتقى مغطى يختلف كثيراً عن غيره من المزارات في دبي، حيث ستحتضن العديد من الفعاليات والعروض المبهرة، كما تعنى كلمة «الوصل» وهو اسم دبي القديم باللهجة الإماراتية، «التواصل» وهذا هو مفهوم إكسبو 2020 الرئيسي.

نقطة التقاء

ووجود قبة الوصل في قلب موقع الحدث يجعلها بمثابة نقطة التقاء شعوب العالم لوضع حلول لتخطي أبرز التحديات التي تواجهها الإنسانية، إذ تربط ساحة الوصل مناطق الفرص والتنقل والاستدامة التي يضم كل منها عدداً كبيراً من أجنحة الدول المشاركة دون تقيّد بالنطاق الجغرافي لكل بلد، فقد تعهد إكسبو 2020 دبي بأن تكون هذه الدورة من إكسبو الدولي دورة استثنائية، تُبهر العالم وتُلهمه بحلول لأبرز تحديات العصر، وتعزز التعاون والابتكار تحت شعار «تواصل العقول وصُنع المستقبل» في وقت بات العالم فيه في أمس الحاجة لمثل هذا المحفل الدولي.





وستكون القبة الدائرية شاشة عملاقة، توفر تجربة عرض غامرة بنطاق 360 درجة، يمكن مشاهدتها من الداخل والخارج.

وأعلن إكسبو 2020 دبي في عام 2019 عن اختيار شركة كريستي للأنظمة الرقمية شريكاً رسمياً لأجهزة وشاشات العرض، ليضمن لزواره تجربة بصرية استثنائية في تاريخ إكسبو الدولية. وبموجب هذه الشراكة، ستستعين شركة كريستي الرائدة في مجال التقنيات السمعية والبصرية بأحدث ما لديها من تقنيات الليزر المبتكرة.

وسيشمل ذلك استخدام أكثر من 250 جهاز عرض من نوع D4K40-RGB لتُبدع مناظر من واقع الحياة على مسطّح العرض في ساحة الوصل العملاقة.

بناء القبة الفولاذية الضخمة كان عملاً هندسياً معقداً، فحجمها يصل إلى 724 ألف متر مكعب، بينما يبلغ ارتفاعها 67.5 متر، أي إنها تتجاوز في ارتفاعها برج بيزا المائل في إيطاليا، وتغطي القبة ساحة الوصل بقُطر 130 متراً في قلب موقع الحدث الدولي، ويصل وزن المُكوّن الفولاذي في تاجها وحده إلى 550 طناً.

13 بلداً

وتجسد قبة الوصل الشعار الرئيسي لإكسبو 2020 دبي، تواصل العقول وصنع المستقبل، لكونها ثمرة تعاون دولي بإسهامات من شركات من 13 بلداً. على سبيل المثال، الفولاذ الخام الذي استُخدم في بناء القبة جرى توريده من جمهورية التشيك والمجر وبولندا، بينما عملت شركات في بلجيكا وألمانيا وإسبانيا على تشكيل منحنيات قضبان القبة، التي جرى تجميعها في إيطاليا، قبل أن تُشحن على دفعات إلى دبي من خلال شركة موانئ دبي العالمية، شريك إكسبو 2020 دبي للتجارة الدولية من فئة شريك أول رسمي.

وقد كان تتويج القبة عملاً هندسياً دقيقاً وشاقاً استغرق ساعات طويلة من العمل وشارك فيه 800 شخص ما بين فنيين وخبراء إنشاءات، فقد كان ضرورياً أن توضع كل قطعة في مكانها السليم على قمة القضبان الفولاذية بهامش خطأ لا يتجاوز 3 ملليمترات. واستُخدمت 18 رافعة هيدروليكية مدعومة بحبال شد من الصلب المتصلة بـ18 قائماً مؤقتاً، لرفع التاج الفولاذي. وجرى وضع التاج على قمة الهيكل الرئيسي للقبة، والبالغ ارتفاعه 45 متراً فوق سطح الأرض.

14 شهراً

وكلل تتويج قبة الوصل جهوداً استمرت على مدى 14 شهراً للتحضير لهذه اللحظة، وبدأت تلك الاستعدادات عندما غادرت القطع الأخيرة من قضبان القبة الفولاذية إيطاليا في 26 يونيو 2018، ووصلت أولى المكونات منفصلة إلى دبي في يوليو 2018، وجرى تجميع التاج بعناية على الأرض قبل رفعه إلى مكانه.

ويقدم إكسبو 2020 دبي للعالم عدداً كبيراً من الأعمال المعمارية المبتكرة، من بينها أيضاً أجنحة الموضوعات. فجناح الاستدامة على سبيل المثال نموذج للبناء الذكي المستدام، حيث صُمم ليحقق الاكتفاء الذاتي من الطاقة والمياه عبر استخدام استراتيجيات خفض استهلاك المياه، وإعادة تدوير المياه، ومصادر المياه البديلة.

وسيُبقي إكسبو 2020 دبي على أكثر من 80% من بنيته التحتية ضمن المدينة المستقبلية دستركت 2020، تلك المدينة الذكية المتمحورة حول الإنسان، والتي ستعيد توظيف تلك المنشآت بعد إسدال الستار على فعاليات الحدث الدولي في مارس 2022.

وستشكل دستركت 2020 منظومة ابتكارية تهدف إلى دعم تقدم دولة الإمارات في مسيرتها نحو اقتصاد يقوم على الابتكار، وستدعم أيضاً النمو الصناعي والتقني في المنطقة، وتحتضن مجموعة من أرقى المرافق التعليمية والثقافية والترفيهية.