الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

دبي تطبق إجراءات تصنيف الحد الأدنى لتقارب حركة الطائرات

كشفت مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية «دانز»، عن بدء تطبيق إجراءاتها الجديدة الخاصة بتصنيف الحد الأدنى لتقارب حركة الطائرات ضمن منطقة تحكم دبي التي تمتد عبر 50 ميلاً بحرياً ومركزها مطار دبي الدولي، وذلك بالتعاون والتنسيق مع منظمة الطيران المدني العالمية والمنظمات الدولية الأخرى المعنية بمجال التخطيط ووضع السياسات للارتقاء الدائم بالمعايير الخاصة بخدمات الملاحة الجوية على المستويين الإقليمي والعالمي.

ويأتي هذا المشروع ضمن إطار استراتيجية «دانز»، المزود العالمي المستوى لخدمات الملاحة الجوية في ثلاثة مطارات في الإمارات، بما فيها مطار دبي الدولي، المطار الأكثر ازدحاماً في العالم لجهة المسافرين الدوليين، بهدف تطبيق التدابير الرائدة والمبادرات المبتكرة الرامية إلى تعزيز مكانة دبي العالمية في قطاع الطيران والارتقاء الدائم بمعايير الأمن والسلامة عبر أجوائها وأجواء دولة الإمارات.

وستساهم الإجراءات الجديدة التي بدأ تطبيقها مؤخراً بزيادة الطاقة الاستيعابية لمطار دبي الدولي بمعدل 2 إلى 3 حركات إضافية بالنسبة للقدوم، و6 حركات للمغادرة في ساعات الذروة، وتوفير الكثير من الساعات الناتجة عن التحليق وعمليات المناورة في أجواء دبي التي يقوم بها الطيارون، انتظاراً لمنحهم إذن الهبوط، خاصة أثناء فترات الذروة.

وأكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أن مشروع إعادة تصنيف الحد الأدنى لتقارب حركة الطائرات (RECAT) في منطقة اقتراب دبي، يعد إنجازاً كبيراً وغير مسبوق في طريقة تعامل المراقبين الجويين مع الرحلات الجوية، وهو نتاج أكثر من 7 سنوات من العمل المشترك وعمليات تحليل البيانات المعقدة التي قام بها فريق من خبراء المؤسسة في هذا المجال.

ويساهم المشروع في تعزيز الطاقة الاستيعابية وكفاءة المطارات الواقعة بمنطقة اقتراب دبي وهي: مطار دبي الدولي ومطار الشارقة الدولي ومطار آل مكتوم الدولي، وأكاديمية الإمارات للتدريب على الطيران، بما يتماشى مع رؤية ورسالة (دانز) الهادفة إلى تعزيز الطاقة الاستيعابية لأجواء دبي، بالتعاون مع الجهات المعنية.

وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد: «سيساهم هذا المشروع الاستراتيجي الذي يطبق لأول مرة على مستوى المنطقة، في تعزيز ثلاثة مؤشرات رئيسية في مطارات دبي، وهي زيادة الطاقة الاستيعابية لأجوائنا وتقليل الوقت بالنسبة لهبوط بعض الرحلات أثناء فترات الذروة والمساهمة في توفير الوقود بالنسبة للناقلات المستخدمة لمطاراتنا».

وأضاف سموه: «نعمل على مدار الساعة للمضي قدماً بخططنا لجعل دبي مطاراً للعالم تلبية لرؤية سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وعندما ننتهي تدريجياً من تأثيرات كوفيد-19 خلال الفترة المقبلة، سنكون على أهبة الاستعداد لاستقبال عشرات الملايين من المسافرين التواقين للعودة إلى نشاطهم وحياتهم الطبيعية».

وأعرب سمو الشيخ أحمد بن سعيد عن بالغ تقديره لفريق العمل الذي أنجز هذه المهمة المعقدة، وإلى شركاء «دانز» الاستراتيجيين، الذين ساهموا معها في جعل هذا المشروع حقيقة على أرض الواقع.

نموذج يحتذى

ويعد هذا المشروع نموذجاً يحتذى، يمكن تطبيقه للمساهمة في توسعة الأجواء على مستوى المنطقة ككل. ويقدم مشروع (تصنيف الحد الأدنى لتقارب حركة الطائرات ضمن منطقة تحكم دبي) مساهمة مميزة لجهود المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) ولغيرها من المنظمات الدولية ذات الصلة، وذلك لجهة التخطيط وإرساء المعايير الخاصة بخدمات الملاحة الجوية على المستويين العالمي والإقليمي.

ويتم تطبيق الحدود الدنيا لتقارب حركة الطائرات ضمن منطقة تحكم دبي، بالنسبة للرحلات المغادرة، من خلال تحديد أوقات الطيران بين الطائرات المتعاقبة، حيث يتم توفير هذه المسافات الفاصلة بين الطائرات حسب أحجامها، والتي يتم تحديدها للطيارين، إما بالوقت أو المسافة، بواسطة برج مراقبة الحركة الجوية في مطارات دبي.

إنجاز جديد لقطاع الطيران في دبي

من جانبه، أكد محمد عبدالله أهلي مدير عام هيئة دبي للطيران المدني المدير التنفيذي المنتدب لمؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية، أهمية المشروع الجديد الذي يواكب طموحات دبي في مجال الطيران، مشيراً إلى أنه يعتبر إنجازاً مهماً لحركة النقل الجوي عبر منطقة تحكم دبي وتعزيز طاقتها الاستيعابية وفق أفضل معايير الأمن والسلامة العالمية.

وقال أهلي: «نملك جميع الكفاءات البشرية والتقنية لتحقيق طموحاتنا بأن نصبح الأفضل في قطاع الطيران واستطعنا من خلال العمل الدؤوب لخبرائنا، تطبيق إجراءات معقدة لأول مرة على مستوى الدولة والمنطقة في عملية مناولة الرحلات القادمة عبر أجواء دبي، ما سيكون له تأثير كبير ليس بالنسبة لتوقيت وصول رحلات الطيران، وإنما أيضاً على ربحية شركات الطيران التي ستوفر الكثير من الوقود أثناء عمليات الاقتراب من منطقة تحكم دبي، استعداداً للهبوط في مطارات دبي».

وأعرب محمد عبدالله أهلي، عن بالغ تقديره لفريق عمل مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية وجميع مع ساهم في تحقيق هذا الإنجاز، قائلاً: «تطوير العمل هو طريق حياة بالنسبة للعاملين في دانز، في ظل توجيهات ودعم ومتابعة سمو الشيخ أحمد بن سعيد التي هي منارة وخارطة طريق بالنسبة لنا، لتحقيق الأهداف المنشودة ومواصلة الابتكار واتخاذ الخطوات الاستباقية لمواكبة احتياجات قطاع الطيران المستقبلية في دبي حتى في الفترات والظروف الحرجة والتحديات التي فرضها فيروس كورونا على قطاع النقل الجوي العالمي، حيث كنا نبذل جهوداً جبارة لتنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي الذي ستكون له آثار اقتصادية إيجابية كبيرة على قطاع الطيران في دبي وتعزيز الطاقة الاستيعابية لأجوائها».

وأصبح هذا المشروع الذي وُضعت خطة تنفيذه عام 2013، حقيقة على أرض الواقع، بناء على دراسات متقدمة أكدت إمكانية تطبيق (إجراءات جديدة بالنسبة للتعامل واستلام الرحلات القادمة ضمن منطقة تحكم دبي) حيث عملت عليها (دانز) بالتعاون مع طيران الإمارات وفلاي دبي ومؤسسة (يوروكونترول) التي تتخذ من بروكسل مقراً لها، والتي تتولى إدارة الحركة الجوية في 41 دولة أوروبية تنضوي تحت عضويتها، وبالتعاون أيضاً مع مجموعة «كوهيرنت ريسرتش غروب» الأمريكية.

وضم فريق العمل التابع لـ(دانز) الذي أدار وأشرف على هذا المشروع كلاً من خالد الجابر نائب رئيس أول- العمليات، وطلال الحمادي نائب رئيس قطاع تطوير الملاحة الجوية، وصلاح القاسم رئيس قسم الأمن والسلامة. بالإضافة إلى مجموعة من الخبراء والمهنيين والكفاءات الوطنية العاملة في إدارات مختلفة ضمن المؤسسة الذين بذلوا جهوداً رائعة كل في مجال اختصاصه على مدى 7 سنوات لإنجاز هذا المشروع ووضعه قيد التنفيذ.

طيران الإمارات وفلاي دبي

من جانبه أكد إبراهيم أهلي، نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية، أن تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي سيؤدي إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لجهة الوصول والمغادرة عبر مطارات دبي وحدوث انخفاض ملحوظ في معدل تأخير وصول بعض الرحلات في أوقات الذروة.

وكشف إبراهيم أهلي أن «دانز» قامت بتنفيذ أبحاث ودراسات موسعة واتخاذ إجراءات آمنة قبل تطبيق إجراءاتها الجديدة، بالتنسيق والتعاون أولاً مع طيران الإمارات، وفي مرحلة لاحقة مع فلاي دبي، مشيراً إلى أن رحلة طيران الإمارات (UAE202) تعتبر أول رحلة هبطت بمطار دبي الدولي بإجراءات التشغيل الجديدة.

وأعرب إبراهيم أهلي عن بالغ شكره وتقديره لجميع الجهات التي دعمت المشروع وساهمت في نجاحه وعلى رأسها هيئة دبي للطيران المدني والهيئة العامة للطيران المدني وطيران الإمارات وفلاي دبي وغيرها من الجهات المحلية والدولية المعنية.

1.6 مليون حركة

ويتواكب إنجاز هذا المشروع مع التوقعات المستقبلية المتعلقة بحركة النقل الجوي عبر أجواء دبي ودولة الإمارات، التي سبقت جائحة الفيروس التاجي وتأثيراته السلبية على صناعة النقل الجوي العالمية، والتي كانت تتوقع أن يصل عدد الحركات الجوية عبر المطارات الدولية السبعة لدولة الإمارات إلى 1.62 مليون حركة بحلول عام 2030.

وحسب تقديرات شركة إيرباص السابقة لحدوث الجائحة، كان من المتوقع ارتفاع حجم أسطول الناقلات الجوية التي تخدم سوق الإمارات إلى ثلاثة أضعاف من 630 طائرة عام 2019 إلى نحو 1730 طائرة عام 2038. في حين تمحورت توقعات بوينج حول قيام دول الشرق الأوسط بطلب نحو 2945 طائرة تجارية جديدة خلال العقدين المقبلين لتلبية توقعات ارتفاع الطلب على السفر بنسبة 4.3% مقارنة مع 4% على مستوى العالم ككل.

وتنصب رؤية مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية، على تعزيز السلامة والقدرة الاستيعابية وكفاءة أجواء دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وما وراءها. وكانت (دانز) قبيل جائحة كوفيد-19 تدير بسلامة وكفاءة اكثر من 1338 حركة جوية كمعدل يومي عبر مطارات دبي.

وقدمت مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية نتائج هذه الدراسة الرائدة إلى مجتمع الطيران العالمي في فبراير من عام 2021، وذلك خلال الاجتماع السنوي لمجموعة عمل إيكاو المعنية بتصنيف الحد الأدنى لتقارب حركة الطائرات، لصالح الدول الأعضاء والمنظمات الدولية.

يذكر أن «دانز» تدير حركة الملاحة الجوية عبر مطارات دبي التي تحتل المركز الأول على قائمة مطارات العالم من حيث إعداد المسافرين الدوليين منذ عام 2014 حتى العام الحالي، وقد استفاد نحو 1.115 مليار مسافر على أكثر من 7.47 مليون رحلة جوية من خدمات «دانز» حتى الآن.