الأربعاء - 01 مايو 2024
الأربعاء - 01 مايو 2024

«شرم الشيخ» يفتقد سُيّاحه الروس والأوكرانيين

«شرم الشيخ» يفتقد سُيّاحه الروس والأوكرانيين

أصبح العديد من مقاعد التشمس على شواطئ شرم الشيخ الرملية فارغاً، بينما تقلُّ الكثافة عن المعتاد في ممشى شهير يضم العديد من المتاجر والمقاهي والنوادي.

ويقول عاملون في قطاع السياحة إن المدينة الساحلية الواقعة في الطرف الجنوبي لشبه جزيرة سيناء المصرية تئنُّ تحت وطأة تبعات الحرب في أوكرانيا التي تسببت في اختفاء الزائرين الأوكرانيين والروس بعد أن كانوا في السابق من أكبر الوافدين إلى المدينة.

وغيابهم أحدث صدمة لقطاع يسهم بما يصل إلى 15% من الناتج المحلي الإجمالي، ويجلب نقداً أجنبياً تشتد الحاجة إليه.

وقال صاحب محل صغير للهدايا في منطقة الممشى بخليج نعمة في شرم الشيخ يُدعى أشرف «قبل شهور، كنا في مرحلة التقاط الأنفاس بعد صدمة تأثير فيروس كورونا، وبدأ النشاط في التعافي، لكننا سلمنا من الدب ووقعنا في الجب»، مضيفاً أنه فقد حوالي ثلثَيْ نشاطه.

تراجعت عائدات السياحة في مصر بشكل حادٍّ في ظل جائحة كوفيد-19، وتعافت إلى حوالي 12 مليار دولار في 2021، بحسب بيانات البنك المركزي.

وتلقّى القطاع دفعة عندما استأنفت روسيا رحلاتها المباشرة إلى شرم الشيخ ومدينة الغردقة المطلة على البحر الأحمر في أغسطس 2021، وذلك بعد ست سنوات من تحطم طائرة ركاب تَقِلُّ بعض السائحين الروس أدى إلى تعليقها.

وعلى الرغم من عدم توفر بيانات محدثة للعام الجاري، فقد حذّرت الحكومة الشهر الماضي من تضرر كبير للدخل بالعملة الأجنبية من السياحة.

لافتات بالروسية

تنتشر في شرم الشيخ، التي تستضيف مؤتمر المناخ كوب 27 في نوفمبر، لافتات مكتوبة باللغتين الروسية والإنجليزية، ويجري تدريب بعض موظفي الفنادق على اللغتين.

يشي هذا بأهمية السوقين الروسية والأوكرانية، إذ شكّل الزائرون الروس والأوكرانيون 31% من أعداد السائحين في مصر العام الماضي، بحسب بيانات من الحكومة، ويأتي كثير منهم في رحلات سياحية جماعية إلى شرم الشيخ والغردقة.

وعلى مدار الأشهر الستة الأخيرة من العام الماضي، زار مصر أكثر من 1.1 مليون روسي، وحوالي 794 ألف أوكراني، وفقاً لبيانات حكومية.

ومنذ دخول روسيا إلى أوكرانيا في 24 فبراير، تراجعت الزيارات الروسية إلى شرم الشيخ إلى نسبة ضئيلة من مستوياتها السابقة، حسبما قال اثنان من مديري شركات سياحية ومرشدان سياحيان في المدينة. وعند اندلاع الحرب، غادر ما يقرب من 20 ألف أوكراني المنتجعات المصرية.

وقال عادل حسني مدير تعاقدات جنوب سيناء لشركة بيجاس توريستيك التي مقرها روسيا إن ما بين 1500 و2000 روسي يصلون كل أسبوع.

وهبط الطلب بسبب العقوبات الغربية التي أدّت إلى زيادة عدد ساعات السفر وتكاليف الرحلات من روسيا، إذ تضطر شركات الطيران لتغيير مساراتها، بينما توقفت بطاقات الائتمان الصادرة في روسيا من شركتَيْ ماستركارد وفيزا عن العمل في الخارج.

ومن المتوقع استئناف رحلات يومية من روسيا اعتباراً من أوائل يوليو.

سد الفجوة؟

قال المرشد السياحي أحمد عقرب إن إنفاق الروس الذين ما زالوا يأتون إلى شرم الشيخ تضاءل بسبب قلة ما لديهم من دولارات.

وأضاف أنه مما قد يسهم في عودة السياحة من روسيا للانتعاش تبنّي نظام مير، وهو نظام مدفوعات روسي تم استحداثه بعد حزمة سابقة من العقوبات الغربية في 2015، والذي ذكرت وسائل إعلام مصرية أنه قيد التجهيز.

كما تسعى مصر لجذب المزيد من السياح من دول غرب أوروبا ومنطقة الخليج من خلال حملات تسويقية منذ بداية حرب أوكرانيا، وبدأت الجارة إسرائيل مؤخراً رحلات جوية مباشرة إلى شرم الشيخ بعد خفض تحذيرها الأمني ​​لجنوب سيناء.

لكن في حين أن السياحة من غرب أوروبا والأسواق الأُخرى موسمية، إذ تتراجع أعداد الزائرين في أشهر الصيف الحارة، اعتاد الروس والأوكرانيون القدوم لقضاء عطلات شاطئية منخفضة التكلفة على مدار السنة، بحسب حسني الذي يستبعد، شأنه شأن غيره من العاملين بقطاع السياحة، أن تسد أي أسواق أُخرى تلك الفجوة.

وقال «من الصعب أن تحلَّ أي سوق أُخرى محلَّ السوقين الروسية والأوكرانية في المستقبل القريب».