الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

التوازن في التربية

التوازن في التربية

فاطمة المزروعي

من المؤكد أنه مر بنا بطريقة أو أخرى أن الدلال الزائد عن الحد للطفل يفسده، وأن المبالغة في تقديم الهدايا بمناسبة أو غير مناسبة أيضاً تضر أكثر مما تنفع، وعلى النقيض تماماً فإن حرمان الطفل والقسوة عليه بحجة تعويده على تحمل الصعاب، أو عدم تشجيعه والثناء عليه عندما يحقق نجاح أو تفوق بحجة أن هذا طبيعي وبديهي، أيضاً ضار جداً ويحطم نفسية هذا الطفل.

في التربية نحتاج لاستحضار ميزان وهمي، نقيس عليه السلبيات والايجابيات ويتم التعامل مع الطفل وفق هذه الآلية، عندما ينجح يجب الثناء عليه، عندما يكون مثالياً ومنتظماً يجب تشجيعه وتحفيزه، وبالمثل عندما يرتكب الخطأ ينبه ويعلم وعندما يكرر الخطأ ينبه مرة ثانية ويتم تذكيره بهذا التنبيه بين وقت وآخر، لأن ما يشغل الطفل هو اللعب والتقافز هنا وهناك، وهذا اللعب والفضول هو ما يشغله وليست المثاليات وطرق التعامل الصحيحة، لذا يحتاج للتذكير، فعندما يخطئ الطفل مرة ثانية وثالثة فالسبب ليس قلة في أدبه أو عدم احترامه، فهو حتى هذه الكلمات لا يدركها ولا يعرفها وإن قيلت له فهو لا يفهمها.

المطلوب من الوالدين التنبيه والشرح والعمل غرس تلك القيم بقليل من الاهتمام والحنان وسعت الصدر وعدم الضيق منه ومن ألعابه. فلا إفراط ولا تفريط، لا مبالغة في التربية والقسوة، ولا اندفاع في التدليل ومنح الهدايا.


ولنركز على تعليم الطفل القيم من خلال الكلمات والقدوة والمثاليات أمامه.