الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

رابط الاحتجاجات الشعبية عالمياً

رابط الاحتجاجات الشعبية عالمياً

أسماء الكتبي

أتساءل عن رابط الاحتجاجات في البرازيل ثم أوكرانيا، وأخيراً فرنسا، وكل منها ينتمي لتكتل مختلف، وموقع جغرافي مختلف، وثقافة اجتماعية وسياسية مختلفة؟

في رأيي أن الرابط ليس طلب الحرية والديمقراطية، ففي غرب العالم (فرنسا والبرازيل) حريات وديمقراطية، لكن نهج وتسلسل الاحتجاجات فيهما -كما في أوكرانيا- كان واحداً، الاعتراض على قانون جديد، ثم تخرج الاحتجاجات عن السيطرة، بسبب مخربين أو قناصة، أو رصاصة طائشة، ويسقط ضحايا، وفي النهاية يسقط الرئيس، إن لم تكن الديمقراطية والحرية هي سبب نشوب الفوضى، إذن ما أسباب سقوط بعض الرؤساء المنتخبين من الأحرار؟

صحيح أن ماكرون لم يسقط بعد، وقد لا يسقط، فتوحد الاتحاد الأوربي ضد أمريكا غير المعلن، وراء صمود ماكرون، وإن سقط سيحرص الاتحاد على عدم سقوط رئيس آخر، فالاتحاد الأوربي يعرف اللعبة جيداً، فلقد نفذها مرة مع الولايات المتحدة ضد عدد من الدول العربية ودول أخرى في العالم، لذلك حرص على ألا ينتشر هوس الثورات والسقوط، في بقية الدول التي وافقت ماكرون على مسألة إنشاء جيش أوربي مواز للناتو، لذلك حين قامت مظاهرة واحدة، ولمدة سبت واحدة في بلجيكا، انطفأت ولم يعد لها ذكر، منعاً لتكرار عدوى الاحتجاجات التي عمت الدول العربية، لا أقول إن ثورات الربيع العربي كانت مخططاً أوروبياً، لكن أوروبا قدمت دعماً تاماً المخطط الأمريكي، وبهذا فإن أوروبا على وعي تام بالاستراتيجيات التي تتبعها أمريكا، فقامت بالعمل على مخطط مضاد للمخططات الأمريكي، بل إن فكرة قيام جيش مواز للناتو، قد يكون مبعثه مخططات احترازية مضادة للمخططات الأمريكية.


وهنا تجدر العودة إلى بداية الشهر الماضي (نوفمبر 2018)، قبيل الاحتفال بمئوية الحرب العالمية الأولى، حين أعلن إيمانويل ماكرون، في لقاء إذاعي، بناء جيش أوروبي، لحماية أوروبا من مخاطر الولايات المتحدة والصين وروسيا، في الواقع الغرض من ذلك الجيش هو الحماية من الولايات المتحدة، لأنه من المفترض أن الناتو يحمي أوروبا من الصين وروسيا! طرح ماكرون الفكرة قبل عام، ولم تحظ فكرته بالترحيب، لكن خلال عام تمكن من جذب ألمانيا لتكون في قلب التحالف، إضافة إلى إقناع كل من بلجيكا والدنمارك وإستونيا وهولندا وإسبانيا والبرتغال. واللافت أنه بمجرد نجاح ماكرون في هذا الحشد، تعرض لمحاولة اغتيال خلال الاحتفال بمئوية الحرب العالمية الأولى. وللحديث بقية.


[email protected]