الثلاثاء - 21 مايو 2024
الثلاثاء - 21 مايو 2024

قبل وبعد

لم تعد السنين العشر تُحدِثُ فرقاً في شكل الإنسان الخارجي، وخصوصاً بعد عمليات التجميل والترميم وملء الشقوق وردم حفر الزمان على وجوهنا، عشر سنين لم تعد كافية لإظهار بصمات الكهولة على بشرة حُقِنت بإبر «الفيلر» و«البوتكس» وغيرها.

ومن هنا ننظر إلى تحدي السنوات العشر فنجده صار منافسة في إظهار ما أودعته مكائن التجميل في وجوه الكثيرين، تلك فترة وجيزة في معيار من تبدو إطلالاتهم أجمل بعد هذه المدة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الساحة الفنية الزاخرة بالجمال الذي أبدعته أيدي أمهر الجراحين في العالم.

بيْدَ أن التحدي - بمفهومه النفسي والفكري - أمرٌ فيه من العمق ما يجعل الشخص في حالة صراع داخلي بين أن يكون أو لا يكون، وفِي صراع خارجي - من ناحية أخرى ـ بين ما يمكن على أرض الواقع وما هو مستحيل بحسب نظرة المرء وشجاعته في الإقبال على الأمور، وفِي خوض التجارب وإنجاز المهام، ليُثبتَ بعد حين أنه خاض ما لا يُستطاع وبذل من المجهود ما يفوق قدرات الآخرين.


أفلا يحتاجُ هذا المفهوم إلى عمق في التفكير وإبداعٍ في الطرح؟! لماذا بتنا نسطح المفاهيم حتى صارت هزيلة ؟!


لا شك أن الكثيرين خاضوا التحدي الحقيقي في حياتهم فصنعوا المستحيل ليتألقوا نجوماً في عالم الإعلام - مثلاً - كالشابة المبدعة رحمة خالد، التي أصبحت أول مذيعة من ذوي متلازمة داون، أما في عالم الرياضة فقد لمعت أسماء عديدة تحدّى أصحابها ضعف الإمكانات الكروية والخبرات التدريبية في بلدانهم فحلّقوا في سماء العالمية والاحتراف في الأندية المشهورة، مثل المصري محمد صلاح والأردني موسى التعمري.

وعلى مستوى إماراتي مشرّفٍ، فالنماذج كثيرة أحدثُها التحدي العظيم لشباب الدولة الذين صنّعوا (خليفة سات)، ولا ننسى تحدي القراءة العربي الذي أعاد لأمة (اقرأ) عنفوانها وشبابها بتحفيز الشباب على القراءة.

بمثل هذا يتجسد التحدي الذي هو ضرب من عدم القدرة يستحيلُ واقعاً بالإصرار والعزيمة، هو شجاعة مكنونة، تتفجر بدفع عجلة المنافسة والعمل والسعي الحثيث، أرى التحدى شاخصاً أمامي يُجسّدُهُ قول الشاعر:

لا يذهبنّ بك التردد إن عزمتَ على عملْ

ما أخطأ العلياءَ من ركِبَ الشجاعةَ والأملْ