الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لا تكسروا قلوبهم

لا تكسروا قلوبهم

فاطمة المزروعي

عندما تكون الفتاة أو الشاب من أصحاب الهمم أكثر حساسية، أو كأن مشاعره نقطة ماء من شدة رقتها، فهذا لا غرابة ولا استغراب فيه، نتيجة لما مر به ولما يراه ويلاحظ من مشاهد وتصرفات للآخرين معه. البداية تنبع من داخل أسرته من الأبوين وإخوته وأخواته، فهم لا يتعاملون معه كما يتعاملون مع بعضهم البعض، توجد رحمة مبالغ فيها، وشفقة واضحة طاغية. وهذه أمور حميدة وجميلة، لكن إظهارها بشكل متجرد وفي كل وقت وفي مختلف تفاصيل حياته، قد تتحول لتصبح مؤذية لأصحاب الهمم وتقتل داخل أنفسهم كل حيوية وحماس ورغبة في المشاركة..
وتبقى مواضيع مثل الحماية المبالغ فيها، وإبعاد أصحاب الهمم عن مجتمعاتهم والناس، أو تجنيبهم أي مهمة يقومون بها، بمعنى عدم الاعتماد عليهم في مهام وأعمال بما يتناسب مع وضعهم وحالتهم، وغيرها من الممارسات الخاطئة ولا تخدم ذوي الهمم بل فيها تمييز وإظهار وكأنهم اعتماديون على الآخرين ولا توجد لهم وظيفة أو لا يمكن أن يوكل لهم أي عمل مثمر ومنتج، وهذا بطبيعة الحال فهْم خاطئ، لكنه ينمو ويتأكد داخل قلب وعقل أصحاب الهمم يوما وراء الآخر. التصرف الصحيح والتعامل المثالي يظهر في الحديث والتعامل مع أصحاب الهمم دون النظر لإعاقتهم الجسدية، بل تناسيها، وتماماً كما تتعامل مع ابنك الآخر تعامل أبنك من أصحاب الهمم، دون تفريق أو تمييز، هذه الطريقة مريحة لهم وتدفعهم نحو الأمام بحماس وحيوية .. نصيحة لا تكسروا قلوبهم وجذوة الحياة بشفقة في غير محلها.
[email protected]