الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

الانتشار الأمريكي الجديد في العراق

لا توجد مؤشرات على إمكانية تخلّي واشنطن عن مجالها الحيوي في العراققبل أسابيع، أعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب قراره المثير بسحب قواته من سوريا، واتجهت الانظار بسرعة نحو العراق، حيث شوهدت القوات الأمريكية في ضواحي نينوى، وعرضت قناة محلية في الموصل، جولة لقائد أمريكي في أسواق الموصل التي خرجت محطّمة من حرب تحريرها من تنظيم داعش، وسط اجواء استقبال إيجابية.

ثمّة تعامل جديد يتوافر على كثير من الأريحية لدى العراقيين إزاء القوات الامريكية التي تنتشر في البلاد، بطلب من الحكومة العراقية بحسب بيان سفارة واشنطن ببغداد قبل أيام، حيث قالت أنها مستعدة لسحب قواتها من العراق إذا طلبت بغداد منها ذلك.

الجانب العراقي لم يكشف حتى الآن عن حجم القوات الامريكية التي طلبها، مكتفياً بذكر أنّ هناك مستشاريين عسكريين لتدريب القوات العراقية، وهي عبارة باتت مبهمة، بعد أن حطّت طائرة الرئيس الامريكي في قاعدة عين الأسد، وسط مئات من جنوده.


أثار الانتشار الامريكي، سؤالاً، حول الدور الذي يمكن أن تؤديه تلك القوات، وفيما إنْ كانت الحاجة لوجودها حاجةً عراقيةً أم أمريكية، واذا كانت حاجة عراقية فما هو سقفها الزمني؟. ذلك كله يتحرك على مساحات غير مستقرة في المشهد السياسي العراقي والاقليمي المحيط به، وسط تناقض في التصريحات الأمريكية التي كانت أول وهلة، قد أثارت قلق جهات متنفذة ومهيمنة على القرار في العراق، عندما أعلن ترامب أنّه سيراقب ايران من خلال قواعده في العراق. وحين ارتفعت أصوات (أصدقاء) ايران الغاضبة في العراق، استدركت السفارة الأمريكية في بيان تراجعي، قالت فيه أنّ ترامب لا يفكر مطلقاً بشن حرب ضد ايران، ما جعل التراجع واضحاً في الموجة العدائية التي كان يقودها برلمانيون وأجنحة عسكرية لاستصدار قانون يحدد الوجود الامريكي.


اعلان البيت الابيض، في ابقاء مائتي جندي لأغراض السلام في سوريا، يدعم معطيات تعزيز الانتشار في العراق، ولا توجد مؤشرات على امكانية تخلّي واشنطن عن مجالها الحيوي في العراق،لاسيما بعد أن أصبح الوجود الروسي راسخاً في سوريا.

على العموم، هناك قبول شعبي سريع لدى العراقيين للانتشار الجديد، ومرد ذلك هو أمل بات عالي الصوت في أنّ واشنطن قد تقوم بتغيير المعادلات بما يوقف انهيار الأوضاع.