الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

لهم الديمقراطية ولنا الإرهاب

أحرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدداً من الدول الأوروبية، حيث طالب هذه الدول بأن تتسلم مواطنيها الدواعش في سوريا، وخص ترامب بالذكر بريطانيا وفرنسا وألمانيا، باعتبار أنها الدول صاحبة الأعداد الأكبر من الإرهابيين، لم تتلكأ فرنسا في الرد، حيث أعلنت أنها لن تتسلم مواطينها، واتخذت الدنمارك الموقف نفسه، أما الحكومة البريطانية فقد قررت إسقاط الجنسية عن الفتاة البريطانية «شاميما» التي هربت إلى سوريا وعاشت «حياة طبيعية» في مدينة الرقة بعد أن تزوجت من داعشي هولندي، في حين لم ترد ألمانيا إلى الآن، النائب العام السويسري قدم اقتراحاً بأن تتم محاكمة هؤلاء الدواعش في الأماكن الموجودين بها، أي لا يعودون ثانية إلى أوروبا، فالحكم الذي سيصدر عليهم سوف ينفذ في مكان المحاكمة.

وهكذا فإن الديمقراطية والأمن والأمان لهم ولبلدانهم ومجتمعاتهم، ولنا نحن الإرهاب والإرهابيون، يضاف إليهم الإرهابيون من منطقتنا، سوف يحاول هؤلاء أن يتسربوا من سوريا ومن منطقة الحدود مع العراق، إلى بلادنا، يمكنهم أن يتسللوا إلى مصر بادعاء أنهم سياح يقصدون زيارة المناطق الأثرية أو إلى المملكة العربية السعودية بزعم أداء العمرة أو إلى الإمارات العربية المتحدة بهدف الاستمتاع بأجواء دبي، هذا إذا لم يتيسر لهم التسلل إلى ليبيا أو إلى شمال سيناء، عبر الأنفاق، التى ما زال بعضها يحفر إلى اليوم.

أوروبا لن تفعل مثل الولايات المتحدة وتؤسس معتقل أو سجن غوانتانامو جديداً، ذلك أن غوانتانامو خصص للإرهابيين العرب ومن أفغانستان وباكستان، ولم يوضع فيه أوروبي أو أمريكي .. وهكذا فإن قدرنا أن نحتمل هؤلاء الإرهابيين ونكتوي بنارهم، وعلينا حماية لمجتمعاتنا وأوطاننا أن نواجههم، لكن وفق مبادئ وقواعد حقوق الإنسان، التى تحددها أوروبا والولايات المتحدة!!!


طوال العصر الحديث كانت أوروبا تصدر لنا المستعمرين، وكذلك أدوات الحداثة، هكذا جاءنا نابليون بونابرت غازياً ومحتلاً سنة 1798 ولكن جاء أيضاً بالمطبعة وبالعلماء الذين وضعوا «وصف مصر» وأسسوا المجمع العلمي المصري، الذي لا يزال قائماً إلى يومنا هذا، أما أوروبا اليوم فلم يعد لديها ما تقدمه لنا سوى الإرهابيين من أبنائها وبناتها، وأن تقدم كذلك مظلات حماية ولجوء للمتطرفين والإرهابيين من مواطنينا؛ وهكذا، لهم الديمقراطية والاستنارة ولنا الإرهاب والإرهابيون!!