الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

أفي السنة شك؟!

جمعني قبل أيام مجلس في منزل أحد الأفاضل بمجموعة تجاذبنا في تلك الليلة أطراف الحديث، ثم طرح أحدهم موضوعاً حول صحيح البخاري والسنة النبوية عموماً، فاستعمت إليه وهو يتكلم، والذي شدني حقيقة أنه يتكلم عن موضوع علمي عميق دون تحقيق وتمحيص، فهو يقرأ آيات القرآن بشكل غير صحيح، ولمح صاحبنا، هداه الله، أنه ينقل كلامه السابق حول صحيح البخاري من بعض المقاطع المنشورة في اليوتيوب.

ولا بد أن نقول له ولأمثاله: إن التشكيك في السنة النبوية له عواقب ولوازم وخيمة جداً، لعل القائل لا ينتبه أبداً لخطورتها، ففي التشكيك في السنة النبوية إلغاء لأحكام شرعية كثيرة جاءت بها السنة ولم تذكر في القرآن الكريم، وبعضها محل إجماع عند جميع علماء الأمة، فحوض النبي صلى الله عليه وسلم جاء ذكره في السنة النبوية وكذلك الصراط ومسائل كثيرة من الإيمان باليوم الآخر، وكذلك أيضاً تفاصيل مسائل الزكاة والصلاة والحج والصوم، وأمور أخرى تتعلق بالتحريم من ذلك مثلاً: أين الدليل من القرآن على تحريم الجمع بين المرأة وخالتها في الزواج ؟! وأين الدليل من القرآن على تحريم التحذير من فكر الخوارج ؟.

التشكيك في السنة النبوية يترتب عليه الطعن في جهود علماء الإسلام من القرن الأول الهجري إلى يومنا هذا، فأئمة الإسلام العظام يذكرون حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويسندونه ويعظمونه تعظيماً كبيراً، فهل نشكك في صحيح البخاري ومسلم وموطأ مالك ومسند أحمد وما رواه الشافعي بإسناده في كتبه التي ألفها ؟! وفرق عظيم جداً بين من يتكلم على إعلال إسناد أو خبر وبين من يريد إلغاء السنة النبوية وينادي بالتشكيك فيها ويلمح ويكاد يصرح إلى عدم الاحتجاج بها، قال عليه الصلاة والسلام:«ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه».


فالنبي عليه الصلاة والسلام حذرنا من الطاعنين في سنته الشريفة، فاللهم اجعلنا ممن عظم سنة نبيك صلى الله عليه وسلم..