الخميس - 02 مايو 2024
الخميس - 02 مايو 2024

أزمة الجزائر .. كابوس أوروبي

نبرة الإعلام الأوروبي مأساوية بشأن التطورات في الجزائرعندما اندلعت المظاهرات الشعبية في الجزائر للتنديد بالعهدة الخامسة التي يستعد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لخوضها، دقت نواقيس الخطر في معظم عواصم القرار السياسي والاقتصادي الأوروبي.

للتذكير، عبدالعزيز بوتفليقة البالغ من العمر واحد وثمانين سنة أنهكه المرض منذ سنوات، وأبعده عن المشهد العام الجزائري يصر على خوض السباق الرئاسي.

في فرنسا - كما في باقي الدول الأوروبية ـ لزمت السلطات السياسية الصمت اتجاه اندلاع هذه المظاهرات كما لم تعلق رسمياً على قرار الرئيس الجزائري المريض الانخراط في هذا السباق الرئاسي .. هذا الصمت يعبر عن رفض التدخل في الشؤون الجزائرية خوفاً من إخراج هواجس الماضي الاستعماري الدامية من سباتها.


غير أن هذا السكوت السياسي لا يعني إطلاقاً عدم الاكتراث بما يجري في الجزائر أو التقليل من أهمية سيرورة الأحداث هناك، فالإعلام الأوروبي تكفل بمهمة وضع نبرة مأساوية على التطورات المحتملة للأوضاع في الجزائر، فقد كشف بعض وسائل الإعلام الفرنسية - نقلاً عن مقربين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - ظاهرة لافتة للنظر مفادها: بأن الموضوع الذي كان دائماً يؤرق ماكرون، وهو يدير شؤون فرنسا من قصر الأليزي، وينشط دبلوماسيتها ليس تداعيات حركة السترات الصفراء ولا انعكاسات البريكسيت ولا إمكانية اندلاع حرب دولية ضد إيران، بل إن الكابوس الذي يشغل اهتمامه، ويبعد النوم عنه هو تطورات الأزمة الجزائرية في حال تعثرت جهود فريق الرئيس بوتفليقة في عملية «بيع سلمي» للعهدة الخامسة.


وجاء هذا الغضب الشعبي الجزائري ليعطي لهذه المخاوف بعداً واقعياً، تكون له انعكاسات على مستوى الأمن و الاقتصاد، و بإمكانه أن يزعزع رأساً على عقب الوضع في شمال أفريقيا والعلاقات بين ضفتي المتوسط .. هذا الخوف منبعه عدة دراسات صدرت مؤخراً عن بعض مراكز التحليل السياسي والأمني الأوروبي ـ تحظى بمصداقية كبيرة ـ تقول استنتاجاتها: إنه إذا اندلع صراع على السلطة في الجزائر بمناسبة حيثيات العهدة الخامسة، فإن ذاك سيتسبب في وضعية فوضى وعنف قد تدفع بملايين الجزائريين إلى محاولة عبور المتوسط والوصول إلى الفضاء الأوروبي.

يضاف إلى ذلك الفاتورة الاقتصادية العملاقة، التي قد تتمخض عنها صراعات أجنحة حول السلطة في هذا البلد، الذي عاش عشرية سوداء في القرن الماضي لا تزال ذكرياتها الدامية نابضة في مخيلة الجزائريين.