السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

الكوميكس الليبي .. والرقابة

الإنترنت في ليبيا المتنفس الوحيد للفنانين لرسم واقعهم المضحك والمحزنكبرنا على عدد من المجلات المصورة والملونة، التي شكلت في مرحلة ما طريقة تفكيرنا وعلاقتنا بالعالم من حولنا كمجلة ميكي، وماجد، والأمل، من خلال قصة مصورة، تقدم حكاية كاملة في صور متتابعة، أخذت بعض سمات القصة والرواية والسينما، والكاريكاتير، وتعلقنا بشخصياتها المتخيلة، فابتسمنا وسعدنا عندما كان الخير ينتصر على الشر.

في ليبيا، أصبح الإنترنت اليوم هو المتنفس الوحيد لفنانين الكوميكس (القصة المصورة)، حيث تحتل صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أعمالهم الفنية، يرسمون واقعهم الليبي بسرد ضاحك وأحياناً بحزن، ولا شك في أن التحولات السياسية في بلادهم مادة للنقد.

فنانو الكوميكس الليبيون لديهم أحلام كبيرة في أن يجد هذا الفن متسع في مطبوعة تحتوي أعمالهم، فصدرت مجلة «حبكة»، التي تعتبر الأولى من نوعها في ليبيا، إذ تختص بالقصص المصورة من «الكوميكس» و«المانغا اليابانية»، وهي اليوم متوقفة مؤقتاً كما يقول مؤسسوها، وأظهر عبرها عديد الأسماء الشابة فنهم، وأذكر من هؤلاء: مرام بالخير، عبدالوهاب عامر، محمد بشير حسين ومحمد قجوم.


ما ينقص فن الكوميكس هو الاهتمام بهذا الفن الذي يعتبر التاسع في قائمة الفنون وخصوبة المخيلة، التي تسهم في إنتاج قصص إبداعية ناجحة، إضافة إلى ذلك يمارس بعض الفنانين نوعاً من الرقابة الذاتية الناجمة عن المعايير المجتمعية، ناهيك أن ثقافة الكوميكس غير منتشرة بشكل كبير.


وفي محاولة أخرى، قام الفنان الباحث المتخصص في الشؤون الأمازيغية، محمد أومادي، بنشر الجزء الأول من سلسلة كوميكس أمازيغي، يتكون من 14 جزءاً، ويحمل اسم 33 قرناً من تاريخ الأمازيغ، وحظي هذا الإصدار باهتمام كبير في فرنسا حيث وزع هناك، وبحسب أومادي: سيستغرق إكمال تنفيذ الإصدارات بالكامل نحو عام ونصف العام.

ويمكن اعتبار لوحات فنان الكاريكاتير الليبي الراحل محمد الزواوي، التي تناولت الواقع الليبي تأريخاً وتوثيقاً للأحداث والتغييرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ونشرت في ثلاث مجلدات (الوجه الآخر، أنتم، نواقيس) البداية الحقيقية للكوميكس الليبي.

من ناحية أخرى، أجمع الرسامون على أن فن الكوميكس في ليبيا يعاني ويتعرض لعراقيل عدة، قد يكون من أهمها التمويل، وإن كانت مشكلة الرقابة الرسمية والرقابة الاجتماعية هماً أكبر.