السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

عالمية «الفعل الإماراتي»

أصاب العديد من الجماعات في منطقتنا العربية والإسلامية الصم والعمى وأصبحوا يرمون عبر أفواههم وأقلامهم الشجرة الطيبة والمثمرة بالسم معتقدين أنهم سيوقفون نموها، ولكنها تتمدد وتعطي ثمارها، وتحل خلافات طالما أوجعتهم لأجل خير بلادهم.

تسمع كلمات السوء تخرج من أفواههم بدراية وعناد، ومنهم من هو متأثر بقادة الغلو والتزّمت ولو تحت غطاء، ومنهم من سلَّم عقله لتجار الحرب الذين أرهقتهم تحركات الإمارات المستمرة ضد التشدد بكل أشكاله وبناء فكر مستقل يتقبل الآخر لتتعايش الشعوب بسلام مع بعضها وتعمل لأجل أوطانها.

رسالة الإمارات التي سار عليها قادتها نراها اليوم تحل المشكلات الواحدة تلو الأخرى من خلال مبادرات السلام، ففي الفترة القريبة الماضية فقط تمكنت الإمارات من تسوية الخلاف الأريتري ــ الأثيوبي، واقتربت من الملف الليبي من خلال توفيقها بين المتخاصمين وسط تشويه إعلامي مقصود، كما قامت بالتوسط لحل المعضلة الأفغانية، لنرى أطرافاً دوليةً معادية للسلام تتدخل بقوة محاولة التشويش.


علاقات الإمارات القوية المبنية على مواقفها المحايدة والمتزنة جعلتها ثقلاً لا يستهان به في المجتمع الدولي، يضرب التشدد ويقرب الشعوب من بعضها، ومن يتدبر لقاء الأخوة الإنسانية ويقرأ إعلان اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي يكتشف موقف الإمارات الصلب في إحلال السلام وتقريب وجهات النظر، فمثلاً بعد احتدام الخلاف بين الهند وباكستان ـ القوتين النوويتين ـ اتصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقادة الدولتين، ودعاهما لتغليب لغة الحوار، وهو ما استقبله الطرفان بصدر رحب، وذلك لثقتهما في المساعي الإماراتية الهادفة والنبيلة، ودورها التاريخي وإسهامها الظاهر في تنشيط العلاقات الدولية.