الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

روسيا والخليج.. والوضع في سوريا

تم الاعتراف بدور روسيا في الشرق الأوسط بفضل عملها العسكري الجريء في سورياحالياً، أصبح الوضع في الجمهورية العربية السورية مقياساً لنظام العلاقات الدولية برمته. حيث يعتمد فهم الوضع في منطقة الشرق الأوسط والعالم ككل على الوضع في سوريا، فمن الطبيعي أن تتم مناقشة هذه القضية خلال الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دول الخليج.

موقف روسيا من هذه القضية معروف. فنحن على خطى قرار مجلس الأمن رقم 2254 ونعمل بنشاط على تعزيز عملية حل النزاع السوري حسب اتفاق أستانة، مع التأكيد المستمر للافروف على أن السوريين يجب أن يحلوا قضاياهم الداخلية ولا يجب على أي أحد أن يتدخل فيها.

ولسوء الحظ، سعى بعض شركائنا الغربيين في ديسمبر 2018 بنشاط إلى تأجيل تشكيل اللجنة الدستورية السورية. ومع ذلك، نحن مصممون على إكمال العمل الذي بدأناه في أستانة.


من بين الأسئلة التي طُرحت خلال زيارة لافروف لدول الخليج هو: ما إمكانية إنشاء مجموعة عمل لوضع حل جذري للصراع في سوريا؟ نعتقد أنه لا توجد الآن الحاجة لها، ونحن نملك آليات كافية لتفعيل حل جديد، فعلى سبيل المثال، هناك مجموعة دولية لدعم سوريا، والتي أنشأتها روسيا والولايات المتحدة بمعية الأمم المتحدة، والتي لم تجتمع على شكل جلسة عامة لفترة طويلة، ولكن فرقة العمل التي أُنشأت تجتمع في جنيف (مرتين أو ثلاث مرات في الشهر) بانتظام لوقف إطلاق النار في سوريا، والنظر في القضايا الإنسانية. وتضم هذه المجموعة ممثلين من أكثر من 20 دولة، بما في ذلك دول من الشرق الأوسط، والدول الغربية، وروسيا، والصين، وإيران وغيرها.


كما تعلمون، خلال زيارته إلى الرياض، التقى وزير الخارجية الروسي مع رئيس لجنة التفاوض السورية العليا، نصر الحريري، وبعض زملائه، وفي الوقت نفسه، أعرب لافروف عن أمله في أن «تسهم المعارضة في التشكيل المبكر للجنة الدستورية»، وستدافع أيضاً عن تقديم مساعدة من المجتمع الدولي للسوريين، ليس فقط في شكل مساعدات إنسانية، ولكن بالمساعدة في إنشاء إمدادات الكهرباء والخدمات التعليمية والطبية وغيرها، والتي من شأنها أن تسمح للاجئين والمشردين بالعودة إلى منازلهم.

إن محادثات أستانة، التي تمت بحضور المعارضة المسلحة من خلال وساطة روسيا وتركيا وإيران، تحقق بالفعل نتائج واضحة. وكما هو معروف، فإن ممثلين عن الأمم المتحدة والأردن يشاركون فيها بالفعل، وربما سرعان ما سينضم إلى هذه العملية مراقبون آخرون.

لقد تم الاعتراف بدور روسيا في الشرق الأوسط من قبل القوى الإقليمية بفضل عملية عسكرية جريئة في سوريا.

على الرغم من وجود قوى لا تزال تُعوق عملية التسوية السياسية في سوريا، فإننا نفترض أن هذه العملية ستكتسب زخماً في المستقبل. ومن الجدير بالذكر أن اتصالات دمشق مع العديد من الدول العربية قد تسارعت بشكل ملحوظ، في حين أن الإمارات والبحرين فتحت سفاراتها في عاصمة سوريا.