السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

محروسة يا مصر.. محروس يا عالم

تعد العمليات التفجيرية والانتحارية التي تستهدف الآمنين من الناس، من المحرمات، ولا علاقة لها لا بدين الإسلام، ولا بغيره من الأديان، بل هي من الكبائر التي توعد الشرع فاعلها بالعقاب الأليم؛ لأسباب كثيرة ومتنوعة، في مقدمتها أنها سفكٌ للدم الحرام، وقتلٌ لنفوس الأبرياء التي حرم اللهُ ـ سبحانه وتعالى ـ قتلَها إلا بالحق، إضافة إلى أن فيها ترويعا للآمنين..

بجهل فاضح، يسمي محبو الإرهاب، العمليات الانتحارية بالاستشهادية، ويبذلون جهودهم في التفتيش عن نصوص تؤيد زعمهم، وإقناع البسطاء بها، مع أن الخالق ـ عز وجل ـ كفى الجميع هذه المؤونة؛ حيث يقول ـ سبحانه وتعالى ـ في محكم تبيانه: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً}، ويقول ـ عز من قائل ـ: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ}، والإجماع في الدين منعقد على عدم جواز قتل النساء غير المقاتلات، والأطفال، والشيوخ العجزة، والأجراء العاملين في غير شؤون القتال، في الحروب الفعلية، ومن باب أولى في غيرها، ومعلوم من الدين بالضرورة، أن الشرع الشريف أكَّد على وجوب المحافظة على خمسة أشياء، أجمعت كلُّ الملل على وجوب المحافظة عليها، وهي: الأديان، والنفوس، والعقول، والأعراض، والأموال.

عن سيدنا أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: «من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم، خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن شرب سمًّا فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا».


ويروى عن سيدنا ثابت بن الضحاك ـ رضي الله عنه ـ، أنه قال، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «من قتل نفسه بشيء، عذب به في نار جهنم، ولعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله»، وهذا بوضوح يدل على أن الانتحاري الذي يقوم بعملية التفجير، ويقحم نفسه في الموت إقحامًا بتلغيم نفسه، ونحو ذلك؛ داخل في عموم ما تقدم من نصوص.. اللهم احرس بلاد العالمين.