الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

هل تعالج إيران مشكلات المنطقة قبل فوات الأوان؟

تمارس إيران سياسة عدوانية ضد الدول التي تجاورها من كل اتجاه، وهذا يدل على عقلية عدوانية وشاذة تسيطر على زعماء السياسة الإيرانية المعاصرة، ومنذ نشوء الجمهورية الإيرانية والدول المجاورة لإيران تشكو من الحركات العدوانية ضد باكستان وأفغانستان والعراق ودول الخليج العربي ومياهه، وزادت في السنوات الأخيرة عدوانيتها في سوريا واليمن وغيرهما، وغلاة العدوان الإيراني يعلنون صراحة أن إيران تهيمن على أربع عواصم عربية، وزادوا في غلوهم فأصبحوا يعلنون أنهم لن يسحبوا قواتهم أو ميليشياتهم من الدول العربية، بحجة أنها أرسلت بناء على طلب حكومات تلك الدول، وهذه مغالطة لأن تلك الحكومات واقعة تحت هيمنة أحزابها الخاضعة لهيمنة الحرس الثوري الإيراني، هذا من الناحية الأولى.

ومن الناحية الثانية يخدعون الرأي العام الإيراني بادعائهم أن احتلالهم لتلك العواصم العربية بأنه جزء من حربهم ضد أمريكا وإسرائيل ومحورها كما يدعي الإعلام الإيراني وتوابعه، وهذا كذب أيضاً، بدليل نموذج واحد هو احتلال إيران لجزيرتي طنب الصغرى والكبرى من أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة، وامتناعها عن التفاوض بشأنها مع أبوظبي، فما علاقة هذه الجزر بالعلاقات الإيرانية الأمريكية.

دولة الإمارات من جهتها تجدد دعوتها للحكومة الإيرانية إلى مراجعة سياستها بهدف بناء علاقات ودية مع دول الجوار مبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول جوارها، سواء كانت إيران في حالة عداء وموجهة مع أمريكا وإسرائيل أو لم تكن، فالدول العربية لا ينبغي أن تكون شماعة التغطية على الصراعات الإيرانية الداخلية، ولا شماعة الخلافات الأمريكية الإيرانية، وتهديد أمريكا بتوجيه ضربة لإيران أو منعها من تصدير نفطها لا يعطي إيران الحق لتهديد مياه الخليج ولا السفن العالمية المارة بالمضائق العربية والدولية.


لقد جاءت الدعوة الإماراتية الأخيرة من وزير الخارجية الإماراتي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان رئيس الدورة الحالية السادسة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، أي إن دعوته ليست في لقاءات ثنائية فقط، وإنما أمام وزراء خارجية دول العالم الإسلامي والعالم أجمع، وهذا يلزم إيران بأن تتجاوب مع هذه الدعوة بجدية وبمسؤولية، وبدون مزايدات الصراع مع أمريكا وإسرائيل، فاحتلال الجزر الإماراتية ليس جزءاً من الصراع الإيراني الأمريكي، ولا مزايدات الأزمات الداخلية مع الشعب الإيراني الرافض للسياسة الإيرانية الداخلية والخارجية، ولا بمزايدات اتهام الإمارات أو السعودية بوقوفها وراء التفجيرات التي تقوم بها المعارضة الإيرانية داخل إيران.