الجمعة - 03 مايو 2024
الجمعة - 03 مايو 2024

الدرب القرائي العربي .. كيف نَسْلُكُه؟

سُمِّي عام 2016 في دولة الإمارات بـ «عام القراءة»، وأُطلق لقب «شهر القراءة» على شهر مارس من كل عام، وتنظم إمارة دبي ما يسمى بـ «تحدي القراءة العربي»، الذي يصادف دورتَه الرابعةَ هذا العام الدراسي ويهدف لإتمام كل طالب قراءة 50 كتاباً خلال العام الأكاديمي، ولا يقتصر تنظيم هذا الحدث على مستوى الإمارات أو الدول العربية فحسب، بل يتعدى ذلك ليكون على مستوى عالمي، كما تُنظم الإمارات «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» و«معرض الشارقة الدولي للكتاب» اللذين يُعدان من أهم معارض الكتاب في العالم العربي.

ولكن، ما الهدف من تنظيم كل هذه الفعاليّات؟ .. وما الهدف من التركيز على القراءة؟ وماذا نتوقع من جيل قارئ؟

أسئلةٌ كثيرةٌ تطرحُ نفسَها عندما أفكر في مسألة القراءة .. هل أقرأ لنفسي؟ هل أقرأ لمصلحتي الخاصة؟ أم هل أقرأ لمصلحة الدولة أو المدينة التي أعيش فيها؟ أم هل أقرأ لمجرد التسلية أو لحل مشكلةٍ خاصة؟ وهل أقرأ من أجل زيادة قيمتي في سوق العمل؟ هل هناك اعتقادٌ سائدٌ بفائدة القراءة في بناء الاقتصاد الوطني؟ ما الذي نرمي إليه بتشجيع أولادنا على القراءة؟ ويبقى السؤال الأهم وهو: ماذا نقرأ؟ .. يبدو أن هذا السؤال ليس كثير التداول، فعندما كنت في الثامنة عشرة من عُمري وقد اعتدت على انتقاء الكتب وقراءتها بطريقةٍ عشوائيةٍ، سألت أستاذاً عزيزاً عليَّ: ما هي الكتب العربية التي يجب عليَّ قراءتُها كي أكون شخصاً مثقفاً متمكناً ومطلعاً على أهم وأقوى الكتب العربية؟ وفي ردّه عليّ ذكر أستاذي آنذاك أسماء بعض الكتب، ولكن بدا لي أنه لم يستوعب مغزى سؤالي.


لقد كنتُ أُشيرُ بطريقةٍ غير مباشرة إلى الآداب الأوروبية، والأدب الروسي، والبرنامج الأمريكي الذي يُسمى The Great Books، حيث يتم اختيار أهم الكتب أو ترشيحها للإضافة إلى هذه القوائم بهدف تشجيع وتوجيه الشباب إليها، وكل كتابٍ يخضع للمناقشة والنقد بهدف ضمّه لهذه القوائم أو حذفه منها، ولا يتم تحديد هذه القوائم بحكم القانون بل بحكم الاتفاق بين مفكرين ومدرسين ومعلمين ونقادٍ وناشطين.


ومن المسائل التي تلعب دورها في تحديد وإعداد تلك القوائم: ماهي الكتب التي تعكس واقعنا كشعب أو كجيل أو كجنس؟ وهكذا يتم تحديد ماهية هذه القوائم استناداً للجنس والعُرف والطبقة السياسية، ويتم رسم شبه خارطة للمجتمع والمسائل التي تهمه وتحركه، وبشكلٍ ما يتم تحديد وتصنيف الكتب، وبذلك يصبح من السهل إيجاد الدرب القرائي الذي نريد أن نسلكه حسب اهتماماتنا.

وأخيراً وليس آخراً، من الذي سيقوم بإطلاق مثل هذه المبادرة لتحديد قائمة الكتب باللغة العربية - ولو بشكل مؤقت - التي يجب أن تُقرَأ؟