الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

حميد سمبيج.. الإبداع والتاريخ

حميد سمبيج الصديق الذي رحل مبكراً، كان فناناً مبدعاً وإنساناً راقياً، تمكن بدماثة خلقه وتواضعه الجم وبشاشته الدائمة، من الاستحواذ على محبة الناس واحترامهم، فكانت ثورته سمحة، وغضبه لطيفاً، وإن غضب فهو المبادر دائماً بالاعتذار.

لقائي الأول به كان في المسرح المدرسي بثانوية العروبة عندما اشتركنا بمسرحية «قاتل حمزة»، ثم بمسرحية «الطريق إلى القدس»، كما اشتركنا بعمل استعراضي حول الألعاب الشعبية كان من إخراج الفنان القدير عبد الله المناعي، لكن ذلك العمل لم ير النور لظروف لا نعرفها.

حميد صالح سمبيج أو (سنبيج) كان إنساناً عادياً جداً في حياته اليومية، فهو لا يتظاهر ولا يتباهى بل يعيش عيشة البسطاء، ويتحرك مع الآخرين باعتباره واحداً منهم ليس غير ذلك، لكنه في الفن والتمثيل كان شعلة براقة، ومنظومة إبداعية متكاملة.


مسرح المدرسة كان مختبراً لتدفق طاقاتنا الشبابية قبل أكثر من ٣٥ سنة، ولا نزال ندور في فلك أصدقائنا الذين كسبناهم في ذلك الوقت، وتلك الحقبة الزمنية الخاصة جداً في تكويننا، كما أن المسرح المدرسي كان العتبة الأولى لتشكيل ذواتنا وتوجهاتنا، اللغة والقراءات والذائقة الفنية تشكلت هناك في مسرح المدرسة.


إذا ذكرت عائلة سنبيج ذكرت الشارقة القديمة، فتلك العائلة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتاريخ الشفوي للشارقة القديمة وبالأسواق الشعبية هناك، ولا يمكن لأي راوٍ يروي التاريخ الشفوي للمنطقة إلا يذكرها، كما أن العائلة اشتهرت أيضاً بالطيبة والأخلاق الراقية والمعاملات الصادقة.

السنابجة (الجيم أصلها قاف) السنابقة نسبة إلى سنبوق، لكن بعض الخليجيين يكتبونها سنبوك ويلفظون الكاف جيماً قاهرية، والسنبوق نوع من السفن الخليجية التي استخدمها أهل الخليج كما استخدمتها أمم أخرى، وقد سمعت من بعض الرواة أن هذا اللقب (السنابجه) أطلق عليهم إبان المقاومة العربية للإنجليز في رأس الخيمة في القرن التاسع عشر، حيث إنهم تخصصوا بخرق سنابيق الإنجليز المحتلين من الأسفل وإغراقها.

فكان أحدهم يغوص لمسافة طويلة حتى يصل إلى قاعدة السفينة ويظل هناك محاولاً خرقها، وما إن ينتهي من عملية الخرق تلك، حتى يعود إلى حيث ينتظره أعوانه، ولذا فقد سمّوا «السنابجة» نسبة إلى تخصصهم في خرق سنابيق الأعداء.