الاثنين - 29 أبريل 2024
الاثنين - 29 أبريل 2024

كاتالونيا تتكلم عربي

رحلة قصيرة أخذتنا إلى كاتالونيا، ذلك الجزء المميز من المملكة الإسبانية، محطتنا الأولى كانت مدينة برشلونة الجميلة، حيث زُرنا فيها جامعتين ومتحف التراث الثقافي، ثم بلدة جيرونا المحاذية لجمهورية فرنسا، كما زرنا فيها أيضاً معهد التراث الثقافي.

كتالونيا منطقة تقع في أقصى شمال شرق شبه الجزيرة الإيبيرية، وضعها الدستوري هو: أنها منطقة ذات حكم ذاتي داخل حدود المملكة الإسبانية، عاصمتها مدينة برشلونة، المنطقة مقسمة إلى أربع مقاطعات: برشلونة، جرندة، لاردة وطراغونة.

الأحاسيس التي انتابتني في هذا الإقليم أن الناس هنا يحاولون بطيبة زائدة كسب ود الآخرين أكثر من غيرهم، كما أنهم لا يُخفون قربهم من الحضارة العربية أكثر من بقية الإسبان، على الرغم من أني لم أزر غير غرناطة ومدريد، إلا أن هذه ملاحظة من زاروا مدناً أخرى.


اللغة الكتالانية أو لغة كتالونيا، تسمى بالعربية اللغة القطلونية، هي اللغة الرسمية لإقليم كاتالونيا إضافة إلى اللغة الإسبانية، وينتشر استخدام اللغة الكتالانية في قسم من الأراضي الإسبانية وبعض البلدان الأوروبية، مثل: منطقة جزر البليار، بلنسية، الجزء الشرقي من منطقة أراغون، إلكارشي (منطقة مرسية) وهذه كلها في إسبانيا، في أندورا تعتبر اللغة الكتالانية اللغة الرسمية للدولة أيضاً، في فرنسا نجدها في البرانيس الشرقية، وفي إيطاليا في مدينة ألغيرو.


الجامعتان الرئيستان في مدينة برشلونة اللتان حظينا بزيارتهما هما: جامعة برشلونة وجامعة أوتونوما .. ما يميز الجامعتين اهتمامهما البالغ باللغة العربية، فجامعة برشلونة هي أقدم جامعة في إسبانيا، وبها واحد من أهم وأقدم المراكز لتعليم اللغة العربية، أما جامعة أوتونوما فبها أكبر مركز بأوروبا لتعليم اللغة العربية.

أساتذة الجامعة متمكنون تماماً من العربية لسعة اطلاعهم وتبحرهم الزائد بها، لكن المدهش حقاً هو مستوى الطلاب المميز، ليس طلاب الدراسات العليا فقط إنما طلاب المرحلة الجامعية الدنيا.

والله أني أخاف من اليوم الذي نستدعي فيه أجانب ليعلمونا اللغة العربية بعد هذا التدني الملحوظ عند أبنائنا، إن العالم بات ينافسنا، من أوروبا إلى الصين، الكل يتعلم اللغة العربية عدا أبناء العرب!